أكمل العدوان الصهيوني على قطاع غزة، أمس السبت، 4 أسابيع، والعنوان الأساسي، هو مزيد من المجازر ومن الشهداء معظمهم من الأطفال والنساء، وسط أوضاع مأساوية، فيما يعد القطاع مقبرة جماعية رابعة للضحايا مجهولي الهوية. مجزرة جديدة شهدها قطاع غزّة أمس، جراء قصف قوات الاحتلال الصهيوني لمدرسة تؤوي نازحين في مخيم جباليا شمال غزة. وأشارت وسائل إعلام فلسطينية إلى أن مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) التي تعرضت للقصف هي "أكبر مراكز الإيواء في القطاع"، وأضافت أن أكثر من 150 شهيدا وجريحا سقطوا جراء هذا القصف. كما قالت وزارة الصحة في غزة، أمس، إن شخصين استشهدا وأصيب آخرون جراء قصف للقوات الصهيونية لبوابة مستشفى النصر للأطفال بمدينة غزة. وكانت وسائل إعلام فلسطينية أفادت بأن غارات وقعت على مستشفى القدس في تل الهوا في قطاع غزة. ويأتي القصف بينما تكثف قوات الاحتلال بوتيرة سريعة هجماتها على أهداف مدنية وبنى تحتية بشكل متواصل، كان آخرها قصف استهدف مدرسة أخرى تأوي نازحين، وسيارتي إسعاف ومحيط 3 مستشفيات، أوقع شهداء وجرحى، فضلا عن خزان مياه عمومي شرق رفح.. ويواصل الجيش الصهيوني منذ 30 يوما "حربا مدمرة" على غزة، استشهد فيها 9488 فلسطينيا، منهم 3826 طفلا و2405 سيدات، وأصاب 23516، كما استشهد 145 فلسطينيا واعتقل نحو 2040 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية. الغارات تمتد من الشمال إلى الجنوب وفيما يبدو أنه تمهيد لزيادة مساحات التوغل البري، شنّ الاحتلال غارات مكثفة في مناطق جنوب مدينة غزة، وأعلن الجيش الصهيوني أمس، قيام قوات مدرعة وهندسية تابعة له بمسح بعض المباني وإبطال عبوات ناسفة، وذلك في عملية توغل مركزة جنوبيّ القطاع، زاعماً الاشتباك مع خلية مسلّحة خرجت من فتحة نفق، وتصفية عناصرها. وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن "القصف الجوي والمدفعي امتد من مناطق شمال قطاع غزة، إلى جنوبه، حيث طال منازل المواطنين في أحياء النصر والشيخ رضوان غرب مدينة غزة، موقعا عددا من الشهداء والجرحى". كما طال القصف عدة منازل في مخيم الشاطئ بمدينة غزة، وفي جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون شمالها، وفق المصادر. وفي محافظاتجنوبغزة، خان يونس ورفح، "استهدف القصف عدة منازل لمواطنين ما أدى لارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد من المواطنين". وأضافت المصادر أن "مدفعية الاحتلال واصلت خلال ساعات الليل قصف المناطق الشرقية لقطاع غزة". وجدّد طيران الاحتلال قصفه لمنازل المواطنين في المنطقة المحيطة بمستشفى القدس، التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، غرب مدينة غزة. وليل الجمعة إلى السبت قالت مصادر محلية إن "طيران الاحتلال نفّذ غارات عنيفة على حي النصر غرب غزة، وعلى منطقة العطاطرة والسودانية وشمال بيت لاهيا، شمال قطاع غزة". كما "استهدف طيران الاحتلال منازل المواطنين في بيت حانون وجباليا، وحي النصر ومحيط المستشفى الإندونيسي في مدينة غزة، وفي حي التفاح شرق المدينة". وجدّد الطيران قصف منازل المواطنين في مخيمي النصيرات والبريج، كما شن طيران الاحتلال ومدفعيته عدة غارات على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وفي منطقة القرارة شرقها. وأوقع القصف وفق المصادر عدة شهداء بينهم نساء وأطفال، وعددا كبيرا من الجرحى. قصف خزان مياه وألواح طاقة شمسية ولم تستثن الغارات أي هدف، حيث طالت إحداها خزان مياه عموميّ يغذي عدة أحياء شرق رفح، ومدخل مستشفى النصر للأطفال غرب غزة، كما أنه تمّ قصف مسجد وسط حي الصبرة المكتظ بالسكان، ومولّد كهرباء مستشفى الوفاء للمسنين والتأهيل الطبي، وألواح الطاقة الشمسية وهي مصدر الكهرباء الوحيد لمن بقي من السكان. ولم يتوقّف عدوان الاحتلال عند هذا الحد، إذ أطلقت المدفعية البحرية صواريخ باتجاه شاطئ غزة، ما أدى إلى تدمير واحتراق عدد من مراكب الصيد. تدمير 54 مسجدا.. هذا، وأعلن المكتب الإعلامي بغزة، أن "العدوان الصهيوني على القطاع دمّر بشكل كامل 54 مسجدا، وألحق أضرارا متفاوتة ب110 مساجد أخرى". جاء ذلك في مؤتمر صحفي لرئيس المكتب، سلامة معروف، قال فيه "تضرر 164 مسجداً بفعل العدوان على غزة، منها 54 تعرضت للهدم الكلي، و110 جزئيا، عدا عن استهدافه 3 كنائس". وأضاف معروف، أن "الاحتلال يدّعي أنه قصف 12 ألف هدف في غزة منذ بدء العدوان، لكن كل أهدافه مدنية موزعة بين البيوت الآمنة والمرافق العامة والمشافي"، وأوضح أن الجيش الصهيوني "ألقى على غزة 25 ألف طن من المتفجرات أي ضعف قدرة قنبلة هيروشيما النووية والتي تقدر ب12 ألف طن"، وارتكب 965 مجزرة. استهداف منزل اسماعيل هنية في الأثناء، وبينما أعلنت مصادر أن مسيّرة صهيونية قصفت منزل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بصاروخ في مخيم الشاطئ بغزة، أعلن مراسلون أن أكثر من 20 شهيدا وعشرات الجرحى سقطوا نتيجة غارة صهيونية استهدفت الجمعة مدرسة تؤوي عشرات النازحين. وأظهرت المشاهد انتشال جثث الضحايا عقب قصف مدرسة أسامة بن زيد بمنطقة الصفطاوي شمال قطاع غزة. في الاثناء، قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها قصفت تل أبيب ردا على استهداف المدنيين في غزة. تكثيف العملية البرية وتقليص الغارات في السياق، ذكر تقرير إعلامي أمريكي أن الحكومة الأمريكية تتوقّع أن يدخل العدوان العسكري الصهيوني المسعور في قطاع غزة، مرحلة جديدة، في الأيام المقبلة. ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية عن مسؤول حكومي بارز في واشنطن قوله، إن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن تتوقّع تقليصا في الغارات الجوية و«تركيزا تكتيكيا أكبر في الحملة البرية". أردوغان: لا يمكننا التحدّث مع نتنياهو نقلت الانباء عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، قوله إن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو "لم يعد شخصا يمكننا التحدث معه بأي شكل من الأشكال لقد محوناه وألقيناه جانبا". وأشار أردوغان إلى أن نتنياهو المسؤول الأول عما يحدث في غزة، مؤكدا أنه يولي أهمية لقمة منظمة التعاون الإسلامي بالرياض (هذا الشهر)، للضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة. مقابر جماعية مجهولة الهوية التي ستنقل للمقبرة ما يزال في ازدياد. هذا، وفي خضمّ العدوان المتواصل، قال مسؤول كبير في وزارة الصحة بقطاع غزة، إن أكثر من 50 جثة لمجهولي الهوية من ضحايا القصف الصهيوني على القطاع سينقلون إلى مقبرة جماعية هي الرابعة التي اضطرت السلطات الحاكمة في القطاع لإعدادها لاستيعاب من يفشلون في التعرّف على هويته.