يواصل الاحتلال الصهيوني لليوم ال62، ارتكاب المجازر في قطاع غزة، والتي تمتد من شمال القطاع إلى جنوبه، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية وعجز المستشفيات والطواقم الطبية عن التعامل مع العدد المرتفع من الإصابات بسبب انعدام الإمكانات. في الأثناء ارتفعت حصيلة الشهداء إلى نحو 16.250 شهيدا، من بينهم أكثر من 1240 شهيدا منذ انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة مطلع الشهر الجاري. في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ارتكب الاحتلال الصهيوني مجزرة جديدة، بقصف منزل في "بلوك 2" على رؤوس ساكنيه، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من المواطنين. وفي مخيم النصيرات، وسط القطاع، استشهد 7 مواطنين، جراء استهداف منزل منير يونس في الوقت الذي واصل فيه شن قصف مدفعي شرق المنطقة الوسطى. واستشهد صباح أمس الأربعاء، مدير عيادة خزاعة الحكومية ونجله، خلال اقتحام جيش الاحتلال لمنطقة ارميضة في بني سهيلا شرق خانيونس. كما استهدف الاحتلال مدرسة تأوي نازحين في بني سهيلا شرق خانيونس جنوب القطاع، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وعدد كبير من الإصابات. وأكدت مصادر محلية، أن الطيران المروحي الصهيوني، أطلق النار باتجاه المناطق الشرقية لخانيونس، فيما قامت قوات الاحتلال بإطلاق قنابل دخانية باتجاه مدرسة للنازحين قرب دوار بني سهيلا. وقامت آليات الاحتلال المتوغلة في شرق خانيونس، بمحاصرة عائلات في أكثر من حي ببلدة بني سهيلا، وسط مناشدات للصليب الأحمر للتنسيق لخروجهم في ظل تردي أوضاعهم الإنسانية. تجريف وتدمير وبالتزامن مع الاشتباكات العنيفة مع المقاومة الفلسطينية، قامت آليات الاحتلال بتنفيذ عمليات تجريف وتدمير واسعة في بلادت بني سهيلا وعبسان والقرارة شرق خانيونس. وبلغ عدد النازحين قسرا في القطاع منذ بدء العدوان، نحو 1.9 مليون نازح، بحسب وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، يمثلون أكثر من 80 بالمئة من تعداد سكان القطاع. شهيدان في الضفة في الضفة الغربية، أفاد التلفزيون الفلسطيني باستشهاد شخصين برصاص القوات الصهيونية، أحدهما من بلدة طمون والآخر من مخيم الفارعة، التابعين لمحافظة طوباس شمال الضفة. في غضون ذلك، أفادت الوكالة الفلسطينية بانسحاب القوات الصهيونية من مدينة جنين ومخيمها، بعد 9 ساعات من بدء عملية هناك اعتقلت خلالها 18 شخصاً. وقالت الوكالة إن 7 فلسطينيين، بينهم سيدة وطفلة، أصيبوا برصاص القوات التي كانت مدعومة بأكثر من 40 آلية عسكرية وجرافات. مستشفيات تستنجد يأتي هذا في الوقت الذي حذرت فيه منظمة «أطباء بلا حدود» من أن كميات الوقود والإمدادات الطبية في مستشفى «الأقصى» بالمنطقة الوسطى من قطاع غزة وصلت إلى مستويات منخفضة للغاية بسبب إغلاق الطرق. وقالت المنظمة إن مئات المرضى في المستشفى يحتاجون رعاية طارئة بسبب القصف المتواصل، مشيرة إلى أن المستشفى يستقبل في المتوسط ما بين 150 و200 جريح بسبب الحرب يومياً، منذ بداية ديسمبر الجاري. ونقلت المنظمة عبر منصة «إكس» عن منسقة الطوارئ ماري ريفيال القول إن 700 مريض ومصاب وصلوا إلى مستشفى «الأقصى» وإن مرضى جددا يصلون طوال الوقت، والإمدادات الأساسية لعلاجهم نفدت. وحذرت المنظمة من أن نقص الأدوية والوقود قد يؤدي إلى عدم قدرة المستشفى على توفير العمليات الجراحية المنقذة للحياة أو العناية المركزة، مؤكدة ضرورة تسهيل وصول الإمدادات الإنسانية، وقالت إن المستشفى يحتاج بشكل عاجل لأدوات جراحية، كما أكدت ضرورة رفع الحصار عن غزة وتوفير الإمدادات والمساعدات الإنسانية الطبية بشكل عاجل إلى القطاع كله. لا مفاوضات لإطلاق الأسرى من جانبه، نفى باسم نعيم، عضو مكتب العلاقات الدولية بحركة «حماس»، وجود أي مفاوضات أو مباحثات بشأن إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة في الوقت الحالي. وقال نعيم إن "الاحتلال لن يحصل على أي شيء إلا بشروط المقاومة، وبشروط الشعب الفلسطيني"، بينما اعتبر أنه لم تبقَ هناك أي مساحة أو هامش للتفاوض، قال نعيم: «لدينا معتقلين في السجون الصهيونية، ولن يتم إطلاق سراح الأسرى لدينا، خصوصاً العساكر، إلا إذا تم إطلاق سراح أسرانا بالكامل"، وأضاف: «(حماس) قدمت عرضاً للإفراج عن الكل مقابل الكل، وما زال العرض قائماً؛ لكن لا يمكن التفاوض تحت القصف". الحرب لن تتوقف قريبا.. في المقابل، قالت شبكة «سي إن إن» الأمريكية أمس، إن مسؤولين أمريكيين يتوقعون أن تستمر المرحلة الحالية للحرب الصهيونية في قطاع غزة عدة أسابيع، قبل انحسار كثافتها والتركيز على مقاتلي وقيادات حركة «حماس» في وقت لاحق، من المحتمل أن يكون بحلول جانفي المقبل. ونقلت الشبكة عن مسؤول أمريكي وصفته بالبارز، أن هدف الاحتلال الصهيوني المعلن، والمتمثل في إضعاف حركة «حماس» إلى الدرجة التي تجعلها غير قادرة على تكرار هجوم السابع من أكتوبر أبداً: "من غير المرجح أن يتحقق بنهاية هذا العام"