دون مبالاة بالنداءات الدولية الداعية إلى وقف المذبحة، يصعّد الكيان الصهيوني حرب الإبادة التي يشنّها على قطاع غزة لليوم ال64، ويستمرّ جيشه في قصف مختلف المناطق في القطاع براّ وجوّا وبحرًا، بما فيها مراكز إيواء النازحين والمنازل المأهولة والمساجد. في الأثناء، تستميت المقاومة على الأرض في التصدّي للغزاة حيث أعلنت "كتائب القسام" تدميرها ل 135 آلية صهيونية في 72 ساعة، وقتل ضابطين للعدو بينهما نجل وزير، وإفشال محاولة قوة الاحتلال الوصول لعسكري أسير، ما أدى لمقتله ومقتل وإصابة عدد من أفراد القوة في اشتباك بين الجانبين. يواصل الاحتلال الصهيوني، عدوانه الغاشم، وسط قصف كثيف استهدف مختلف مناطق القطاع، وحرب إبادة جماعية تطال مقومات الحياة، لا سيما في المناطق الشمالية. واستشهد عدة مواطنين وأصيب العشرات في قصف استهدف حي الشجاعية شرقي غزة، كما استهدفت طائرات الاحتلال مسجد يافا في دير البلح وسط القطاع. وواصلت قوات الاحتلال قصف عدة مناطق في قطاع غزة، لا سيما المناطق الشرقية في خانيونس، والمناطق الوسطى في قطاع غزة، كما استهدفت بحرية الاحتلال ساحل رفح جنوبغزة، فيما شنت قصفا مدفعيا وجويا غرب وشمال مخيم النصيرات وسط القطاع. وتدور معارك واشتباكات ضارية بين المقاومة وجيش الاحتلال في محاور توغله، لا سيما في خانيونس والشجاعية وبيت لاهيا. واندلعت اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال شمالي المحافظة الوسطى، تخللتها انفجارات ضخمة. وأقر جيش الاحتلال الصهيوني بمقتل ضابطين في المعارك الدائرة شمال وجنوب قطاع غزة صباح أمس. وذكرت آخر إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية، أن حصيلة الشهداء ارتفعت في قطاع غزة الصغير المحاصر والمدمر جراء القصف الصهيوني لتبلغ 17177 شهيدا، نحو 70% منهم من النساء والأطفال دون 18 عاما، ونحو 42.250 جريحا، غالبيهم من الأطفال وكبار السن والنساء، بينما ارتفع عدد الشهداء في الضفة إلى 265 شهيد، و3250 جريح، فيما لا يزال الآلاف في غزة في عداد المفقودين. ضربات موجعة للعدو وكشفت "كتائب القسام"،، حصيلة مثيرة لعدد الآليات العسكرية التابعة للاحتلال، التي جرى تدميرها في قطاع غزة خلال الساعات الأخيرة. وقالت الكتائب في بيان لها: "خلال ال72 ساعة الأخيرة، تمكن مقاتلونا من تدمير 79 آليةً عسكريةً كليًا أو جزئياً فقط في محاور التوغل في مدينة غزة". وفي بيان آخر، قالت "القسام" إن مقاتلينا تمكنوا من تفخيخ عين نفق في منطقة الشيخ رضوان، وفور تقدم قوة من جيش الاحتلال لعين النفق تم تفجيره بالعساكر، ووقع أفراد القوة بين قتيل وجريح. وفي بيان لاحق، قال المتحدث باسم القسام، أبو عبيدة، إن " مقاومي القسام تمكنوا خلال ال72 ساعةً الأخيرة من تدمير 135 آليةً عسكريةً كليًا أو جزئيًا في كافة محاور القتال في قطاع غزة، وأوقعوا عشرات العساكر الصهاينة بين قتيل وجريح؛ إثر تفجير عدد من فتحات الأنفاق والمنازل في قوات العدو بعد تفخيخها واستهداف القوات الصهيونية المتوغلة في أماكن التمركز والتموضع بالقذائف المضادة للتحصينات والقذائف والعبوات المضادة للأفراد، واشتبكوا معهم من مسافة صفر. كما دكّوا التحشدات العسكرية بقذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى، ووجهوا رشقات صاروخية مكثفة نحو أهداف متنوعة وبمديات مختلفة إلى داخل الكيان الصهيوني"، وفق البيان. وضع إنساني لا يطاق في الأثناء، يحاول الآلاف الفرار من القتال في خان يونس للتوجه نحو رفح على الحدود المصرية وهي المكان الوحيد الذي لا تزال توزع فيه مساعدات إنسانية ولو بكميات محدودة. ويشتكي النازحون من وضع إنساني لا يطاق بسبب استهدافهم بالقصف، وأيضا بسبب افتقارهم لضروريات الحياة، كالغذاء والدواء ومناطق للاحتماء من البرد والعراء. كما أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "أدهانوم غيبرييسوس" عبر منصة إكس أن النظام الصحي "جاث على ركبتيه" في قطاع غزة، حيث باتت معظم المستشفيات في الشمال خارج الخدمة بينما تعمل مستشفيات الجنوب بطاقتها القصوى مع تدفق آلاف الجرحى وباتت على وشك الانهيار. وفرضت سلطات الاحتلال حصارا كاملا على قطاع غزة منذ 9 أكتوبر الماضي ما تسبب في نقص خطير في المياه والغذاء والدواء والكهرباء. كما أن الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات ومحطات تحلية المياه غير متوافر. ووفق الأممالمتحدة، نزح 1,9 مليون شخص أي نحو 85% من السكان عن منازلهم في غزة بسبب الحرب التي دمرت أو ألحقت أضرارا بأكثر من نصف المنازل. مجزرة بالضفة بينما يستمر العدوان على قطاع غزة، يواصل الاحتلال جرائمه في الضفة الغربية، حيث استشهد 6 فلسطينيين وأصيب آخرون، أمس الجمعة، برصاص الجيش الصهيوني في مخيم الفارعة للاجئين، قرب مدينة طوباس شمال شرق الضفة الغربيةالمحتلة. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان مقتضب، إن هناك "6 شهداء في مخيم الفارعة قرب طوباس". وبحسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية، يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين بالضفة منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 270، بينما وصل عدد الإصابات إلى 3250. بدورها أفادت جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني" في بيان منفصل، بأن طواقهما تتعامل مع عدد من الإصابات في مخيم الفارعة، بينها "حالة خطيرة"، كما "يعرقل" الجيش الصهيوني الطواقم من العمل في المخيم. قيود على الصلاة بالأقصى هذا، وللجمعة التاسعة على التوالي منذ بداية الحرب على قطاع غزة، حالت القيود الصهيونية دون تمكن عشرات آلاف الفلسطينيين من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى. وقال مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس إن 5 آلاف شخص فقط تمكنوا من دخول المسجد لأداء الصلاة مقارنة بأكثر من 50 ألفا في أيام الجمعة العادية. وأضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية: "القيود المشددة التي تفرضها الشرطة الصهيونية تحول دون دخول المصلين إلى المسجد لأداء الصلاة".