توفير الحياة الكريمة لسكان المناطق النائية المعزولة، هو التحدي الذي رفعته السلطات المحلية بولاية البيض، وتخصيص مناخ لحياة كريمة بأبعادها المتنوّعة، من بينها توفير مصادر الطاقة لسكان تلك المناطق، مع تنويع مصادرها، وكان الرهان هذه المرة على الطاقة الشمسية، كمصدر يسمح لسكان بالحصول على الكهرباء واستغلالها في الإنارة وتشغيل اللوازم الكهربائية والأجهزة الكهرومنزلية، ولم يعد اليوم يوجد ما يثير الدهشة من منزل بمنطقة معزولة صعبة المراس، يتابع ساكنوه البرامج التليفزيونية بشكل عادي، ويراجع المتمدرسون دروسهم تحت أضواء المصابيح، مثلهم مثل باقي أبناء الجزائر بالمناطق الحضرية. من أجل كسب هذا الرهان، عملت محافظة الغابات لولاية البيض طوال السنة على ربط عشرات العائلات بالطاقة الشمسية، حيث استفادت 111 عائلة تقطن بالمناطق النائية والمعزولة بولاية البيض، من الربط بالطاقة الشمسية ضمن البرنامج القطاعي لمحافظة الغابات بالبيض، موزّعة على ستة تجمعات سكنية متفرقة بتراب الولاية، وتمت عملية الربط بنسبة مائة بالمائة. ويستفيد المعنيون حاليا من الطاقة الشمسية، والخدمات التي تقدّمها كالإنارة وتشغيل الأدوات الكهرومنزلية وغيرها، بشكل عادي، حيث بلغت التكلفة الإجمالية للبرنامج، ما يقارب ثلاثة ملايير سنتيم. وحسب محافظ الغابات لولاية البيض، فإنّ البرنامج سمح بتحسين ظروف عيش سكان تلك المناطق، ما ساهم في استقرارهم بمناطقهم وتفرغهم للنشاط الفلاحي وتربية الماشية، وتطوير الإنتاج وتنويعه وخلق فرص عمل للكثير منهم عبر هذا النشاط. ربط السكان بالمناطق النائية والمعزولة بالطاقة الشمسية، أضفى أريحية كبيرة على نمط عيش سكان عديد المناطق بولاية البيض، من حيث توفير الإنارة، وكذا التزويد بخدمات الأجهزة الكهرومنزلية. أما حصة الأسد من الربط بالطاقة الشمسية، فقد حظيت بها بلدية سيدي عمر، حيث مسّت ثمانية وعشرين عائلة من هاته الخدمة، تأتي بعدها بلدية ستيتن بسبعة وعشرين عائلة، وتمت عملية الربط على حسب المعاينة التي قام بها أعوان محافظة الغابات بالبيض بالتنسيق مع رؤساء البلديات.