سمحت تسهيلات الدولة الموجهة لفائدة دعم وتشجيع المقاولاتية بتسجيل حركية لأبأس بها في معدل المشاريع، الذي قفز خلال السنوات الأخيرة ليحقق أرقاما جديدة، تنبئ بانتعاش مرتقب على صعيد تطوير الأعمال على مستوى الاقتصاد المحلي ومن ثمة الوطني. في ولاية ورقلة، شكّلت العديد من المشاريع حديثا نماذج ناجحة، لعلّ من بينها نموذج المؤسسة net service ogx وهي مؤسسة مختصة في قطاع الرقمنة، تقدّم حلولا رقمية في مختلف المجالات مثل التعليم والإدارة والصحة وغيرها. وحسبما ذكر، مدير المؤسسة محمد الجيلالي ميمي في حديث ل«الشعب"، فإن الخدمات التي توفرها، تتمثل أساسا في تقديم الحلول الرقمية التي قد تكون حسب طلب الزبون أو تكون تقديرية ونتاج دراسة لمشاكل السوق، بحيث يتمّ إنشاء حل رقمي لها ويتمّ بعد ذلك طرح هذا المنتج الرقمي في السوق لفائدة الزبائن الذين يبحثون عن حلول رقمية لهذه المشكلات. وعن أهمية وفائدة هذا المشروع، فيتوضح ذلك برأيه في أن الحلول الرقمية بالأساس تعد عاملا لتسهيل الحياة اليومية للمواطن، أما من الناحية الاقتصادية، فمن شأن هذه الحلول تقديم المساعدة للمؤسسات الخاصة أو العمومية، بما يسهم في تخفيف الكثير من الأعباء وحل المشكلات التسييرية ويمكنها من تحقيق نتائج أفضل في الميدان. برامج رقمية وتطبيقات لحلّ مشاكل التسيير ومن الخدمات التي تعمل عليها المؤسسة في هذا الشأن، إنتاج برامج رقمية تساعد هذه المؤسسات في تسيير قواعد البيانات الخاصة بها وبشركائها، من خلال إنشاء موقع أو تطبيق إلكتروني يساعد في تسيير الإدارة داخل هذه المؤسسات، كما تشمل برمجة المواقع الالكترونية وتطبيقات الهواتف وتطبيقات سطح المكتب وكذلك التسويق الإلكتروني وتصميم والجرافيك وتقديم الاستشارات. وبالحديث عن خطوات التأسيس لهذا المشروع، كشف المتحدث أن دخولهم إلى مجال المقاولاتية كان سنة 2020، عن طريق مسابقة وطنية نظمتها جامعة قاصدي مرباح ورقلة والحاضنة مع الشريك الاقتصادي سوناطراك والشريك الاجتماعي الوكالة الوطنية لتثمين نتائج البحث والتنمية التكنولوجية، أين فاز المشروع بالمرتبة الخامسة وبفرصة الاحتضان على مستوى الحاضنة الجامعية. وعن أهم التسهيلات التي تلقاها أصحاب المشروع ومؤسسي الفكرة، أكد محمد الجيلالي مدير المؤسسة أنهم استفادوا كثيرا من فرصة احتضان المشروع، التي مكّنتهم من الحصول على مرافقة ومتابعة من قبل الحاضنة الجامعية وجامعة قاصدي مرباح، وذلك من خلال فرص التكوين المتاحة، والتي ساعدتهم على صقل مهاراتهم في مجال المقاولاتية، بالإضافة إلى توفير مقر مكنهم من مزاولة نشاطهم على مستوى الجامعة والتأسيس لانطلاقة جيدة للمؤسسة. كما أشار إلى أنهم بانخراطهم في القرار الوزاري 1275، المتمثل في شهادة مؤسسة ناشئة وبراءة اختراع، تحصلوا على شهادة مؤسسة ناشئة وقاموا بإنشاء سجل تجاري لمؤسستهم، بعد ذلك توجهوا للتسجيل عبر المنصة الوطنية startup.dz وتحصّلوا على وسم لأبل وهو علامة مشروع مبتكر لمؤسسة ناشئة والذي عن طريقه استفادوا من الامتيازات الضريبية التي منحتها الدولة. بالنسبة لمدير المؤسسة الناشئة محمد الجيلالي، فإن التسهيلات التي قدمتها الدولة مكنتهم فعليا من الخروج بفكرة مشروعهم إلى أرض الواقع، مشيرا إلى أن الكثير من الصعوبات التي واجهتهم في البداية، خاصة المتعلقة بتقبّل فكرة المؤسسات الناشئة والانفتاح على هذا النوع من المؤسسات من قبل الإدارات، تمّ تجاوزها في هذه المرحلة، حيث تكرّس ذلك تدريجيا بفضل المجهودات والأهمية الخاصة التي أقرها رئيس الجمهورية لتوفير بيئة عمل تشجع الشباب على التوجه أكثر للتأسيس لمشاريعهم الخاصة وتمكنهم من تجسيد أفكارهم ميدانيا بما يحقق بناء وخدمة الاقتصاد الوطني. وبالعودة إلى ما قدمته المؤسسة المكونة من 5 أعضاء وهم مدير المؤسسة ومسؤول العلاقات الخارجية ومسؤول التسويق ومسؤول في قطاع البرمجة ومسؤول الجرافيك والديزاين، ذكر محدثنا أن من بين الخدمات التي قامت بها المؤسسة، تحديث منصة A-startUP_OUI بالتعاون مع الحاضنة الجامعية بورقلة، بهدف تسهيل التسجيل في الحاضنة والتفاعل عن بعد للطلبة.