يتحدث إلينا رئيس الاتحادية الجزائرية للمصارعة، السيد علي محيمدات، الذي كانت له زيارة خاطفة إلى جريدة ''الشعب''، عن واقع هذه الرياضة بالجزائر في السنوات الأخيرة، والأسباب التي تقف وراء تراجعها، كما تطرق إلى النتائج التي تحصلت عليها عناصر النخبة الوطنية في أولمبياد بكين، والمشاريع المستقبلية المتعلقة بالفئات الصغرى والمواهب الشابة، في هذا الحوار. كيف تقيّم نتائج النخبة الوطنية في أولمبياد بكين؟ لقد اقتطع 3 مصارعين جزائريين تأشيرة المشاركة في أولمبياد بكين، وهو ما جعلنا نوفر لهم كل الامكانيات والظروف المادية والمعنوية للتحضير الجيد، حيث قمنا باتفاقية مع بلغاريا لكي تتكفل بهم اتحادية هذا البلد، وهو ما حصل بدليل أن مصارعينا تدربوا مع المنتخب الوطني البلغاري الذي يضمّ في صفوفه بطل العالم، قبل أن يتنقلوا إلى بكين، لكن النتائج لم تكن في المستوى، لعدة إعتبارات، منها المستوى العالي والعالمي للمنافسة، ولو أنه كانت لدينا فرصة مناسبة لتحقيق نتائج أحسن مع المصارع بوڤرة في وزن (96 كغ)، الذي كانت له حظوظ كبيرة لتسجيل اسمه بأحرف من ذهب، ولم يستغلها، وصراحة لم أفهم لحدّ الآن سرّ النتيجة التي تحصل عليها، رغم أن المهم في مثل هذه التظاهرات هو المشاركة واكتساب التجربة. ❊ وكيف هي أحوال المصارعة الجزائرية؟ المصارعة الجزائرية مرّت بفترة ركود في السنوات الأخيرة، نظرا لغياب برامج مسطرة على مستوى المنتخبات الوطنية، وانعدام التكوين، فأنا عندما أنتخبت على رأس الاتحادية سنة ,2005 كان هدفي هو تكوين المدربين، لأن النقائص الموجودة كانت على مستوى القاعدة، خاصة وأن أكثر من 80٪ من المدربين المتواجدين في النوادي لا يملكون شهادات، لذا قمنا بعدة تربصات في هذا المجال، والسنة الماضية نظمنا ملتقى وطنيا حضرته كل الرابطات والمدربين لمناقشة الوضع والبحث عن الحلول الناجعة التي من شأنها أن تطور هذه الرياضة وتعيد إليها بريقها، والحمد للّه، فقد شارك الكل في هذا الملتقى، وكونوا قاعدة عمل، كما أننا سطرنا برنامجا يعتمد على تكوين المدربين في العامين المواليين (2008 و2009) لتكون لهم شهادات الدرجة الأولى على الأقل، وتكوين حكام دوليين، حتى يكون لنا ممثلين على مستوى الاتحادية الدولية، رغم أن الجزائر تملك حاليا 11 حكما دوليا. ❊ وماهي أسباب تراجع هذه الرياضة؟ أظن أن أهم الأسباب التي ساهمت في تراجع المصارعة الجزائرية تتمثل في التخلي عن التكوين وغياب المدربين الذين أصبحوا لا يحضرون الدورات والملتقيات، وهو ما أثر على المستوى العام، حيث أن كل الطرق التدريبية في الجزائر قديمة وتقليدية، ولم تعد ناجعة ومفيدة للتحضير للمنافسات العالمية والقارية، لأن هذه الرياضة عرفت تطورا سريعا وظهرت فيها طرقا حديثة وجديدة خلال السنوات الأخيرة، لذا يجب أن تكون هناك ملتقيات كل سنة للوقوف على الطرق العالمية الجديدة الخاصة بهذا النوع القتالي. كما أن غياب الإمكانيات المادية كالبساط والأجهزة ساهم بدوره في تراجع المصارعة ببلادنا، بدليل عزوف المدربين والرياضيين عنها لضعف المقابل المادي الذي لا يتجاوز 3000 دج فقط بالنسبة للمدرب. ❊ وهل هناك مشاريع خاصة بالمواهب الشابة؟ لقد قمنا ب3 تربصات لفئات الأصاغر، الأشبال والأواسط، حتى نحضر الشبان للمنافسات القادمة، لأن المصارع الذي ينضم إلى منتخب الأكابر، يجب أن يكون قد مرّ عبر المنتخبات الوطنية للفئات الصغرى، وعلى هذا الأساس، فقد قمنا بعدة عمليات إنتقاء، واليوم لدينا 90 مصارعا عبر هذه الفئات الثلاث، كما أننا فتحنا أقطاب تنمية في خمس ولايات، وهي وهران، عنابة، الجزائر، البرج، والبليدة، ومهمتها التكفل بالمنتخبات الجهوية حيث وضعنا فيها مدربين مختصين وبرامج عمل، على أن نختار في كل سنة أحسن المصارعين منهم لتدعيم المنتخب الوطني، وقد بدأت هذه الأقطاب في العمل بعد أن وفرنا لهم كل الإمكانيات والمعدات، ومن هنا فصاعدا، سيصبح المرور عبر أقطاب التنمية شرطا ضروريا للوصول إلى المنتخب الوطني للأكابر. ❊ وفيما يخص المواعيد التي تنتظر النخبة الوطنية مستقبلا؟ هناك البطولة الإفريقية الخاصة بفئتي الأشبال والأواسط، التي ستقام بتيبازة خلال السنة المقبلة، وهو امتحان حقيقي للوقوف على استعدادات النخبة الوطنية، قبل الألعاب الأولمبية للشباب التي ستجرى بأندونيسيا خلال سنة .2010 ونحن نحضر حاليا حتى نقدم طلبا رسميا إلى الاتحادية الدولية، قصد تنظيم التصفيات ببلادنا. ❊ وهل تم تسطير برنامج التحضيرات؟ برنامج تحضيرات المنتخبات الوطنية حاضر، ويمتد إلى غاية سنة ,2012 لكننا ننتظر حاليا أن يمرّ عبر لجنة المدربين للاتحادية، حتى تتم مناقشته والمصادقة عليه. ------------------------------------------------------------------------