قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز، "إن الكيان الصهيوني ينتهك على ما يبدو أوامر محكمة العدل الدولية بشأن قطاع غزة الصادرة عن محكمة العدل الدولية في 26 جانفي الماضي، والتي تطالبه باتخاذ الخطوات اللازمة لحماية حقوق الفلسطينيين وتجنب جميع الإجراءات التي يمكن أن تشكل جريمة إبادة جماعية". قالت إنها لا تتفق مع تفسير بعض الحقوقيين والاحتلال للأوامر القضائية التي أعلنتها محكمة العدل الدولية على أن الأفعال المذكورة غير محظورة "طالما أن الكيان يرتكبها دون نية الإبادة الجماعية". وأوضحت أن العدل الدولية قضت بوجوب امتناع الاحتلال عن جميع الأعمال التي يمكن أن تشكل جريمة إبادة جماعية. كما أكدت ألبانيز، أن سلطات الاحتلال ملزمة باحترام قرارات المحكمة، ويتعين على الدول أن تتحرك بشكل حاسم لمنع وقوع المزيد من الظلم. تصريحات المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز، تزامن مع تصعيد صهيوني غير مسبوق في الساعات الماضية، حيث ارتكبت قوات الاحتلال مجازر مروعة في مناطق عدة وسط وجنوب قطاع غزة، راح ضحيتها أكثر من 300 بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، وذلك مع تواصل العدوان الوحشي لليوم ال120 على التوالي. أبرز المجازر كانت في رفح، حيث أفادت مصادر طبية باستشهاد وإصابة العشرات في القصف المكثف والأحزمة النارية التي استهدفت مناطق متفرقة برفح أمس الاثنين، في استهتار واضح بكل التحذيرات الدولية التي حذرت من مجازر في عموم المنطقة التي تكتظ بمئات آلاف النازحين. وقالت مصادر طبية فلسطينية، إن نحو 70 فلسطينيا استشهدوا وأصيب نحو 200 في غارات جوية ومدفعية استهدفت منازل ومساجد في منطقة الشابورة بمدينة رفح. وأوضحت أن طواقم الإنقاذ تواصل عمليات البحث عن جثث الشهداء والمصابين تحت الأنقاض. وقال شهود عيان، إن القصف كان مفاجئا واستهدف منازل مأهولة ومساجد توؤي مئات النازحين، ما تسبب في حالة من الذعر والخوف في صفوف النازحين. وبرر جيش الاحتلال مجزرته المروعة، بتمكنه من تحرير أسيرين اثنين خلال مهمة ليلية في رفح، التي كانت تصنف "آمنة" في القطاع ويقيم فيها نحو 1.4 مليون إنسان، جلهم من النازحين. عمليات الاسعاف مستحيلة أفاد مسعفون فلسطينيون، بأن سيارات الإسعاف عاجزة عن نقل الأعداد الكبيرة من المصابين جراء القصف الصهيوني على مدينة رفح، بعد أن تجاهلت تل أبيب كافة التحذيرات الدولية من مغبة استهداف جنوب قطاع غزة المكتظ بالنازحين. وقال مسعفون، إن سيارات الإسعاف تواصل نقل عشرات الجرحى من مواقع القصف ا بمدينة رفح للمستشفيات. وأضافوا أن أعداد السيارات لا تستطيع تحمّل الأعداد الكبيرة من المصابين، وتعجز عن نقلهم بسرعة إلى المستشفيات. وأوضح المسعفون، أن طواقم الدفاع المدني ما زالت تعمل منذ مساء الأحد على إنقاذ أحياء من تحت الأنقاض. وذكروا أن معظم الضحايا هم من الأطفال وأن هناك حالات بتر كثيرة وخاصة بالأطراف السفلية، وأن الدماء والأشلاء تتناثر في كل مكان بمواقع القصف. وأشاروا إلى أن أروقة وممرات "المستشفى الكويتي" باتت تكتظ بالجرحى ويتمّ تقديم العلاج لهم على الأرض. وفي دير البلحوسط قطاع غزة، استشهد 15 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، إثر قصف طائرات الاحتلال منزلا، في منطقة البروك. وأفادت مصادر صحية، بوصول جثامين 15 شهيدا بينهم أطفال إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح بعد قصف منزل بمنطقة البركة. ويتواصل عدوان الاحتلال على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، مخلفا في حصيلة غير نهائية تجاوزت 28 ألف شهيد و68 ألف جريح، فيما لا يزال آلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، إذ يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والإنقاذ من الوصول إليهم. تأتي هذه التطورات الميدانية الخطيرة، بعد أن طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن من الاحتلال الصهيوني عدم مهاجمة رفح دون خطة يعتد بها لحماية المدنيين هناك. وتقول منظمات الإغاثة، إن أي هجوم على رفح سيكون كارثيا. وهذا آخر مكان آمن نسبيا في القطاع الذي دمرته حرب الإبادة الصهيونية. ومن قبل نبهت مصر أيضاً مراراً وتكراراً من اقتحام المدينة الفلسطينية، كذلك حذرت حركة حماس من وقوع "مجزرة" في رفح. يذكر أن مليون و400 ألف فلسطيني يتواجدون في قضاء رفح المحاذي للحدود المصرية، بعدما نزح عشرات الآلاف منهم من شمال القطاع ووسطه، وحتى من مدينة خان يونس الجنوبية، هرباً من الغارات الصهيونية حيناً وتنفيذاً لأوامر الجيش الصهيوني أحيانا أخرى.