حققت القضية الصحراوية، خلال السنوات الأربع الأخيرة، عديد الانتصارات الدبلوماسية التي دفعتها إلى واجهة الأحداث، وأعادت واقعية الطرح الأممي في تقرير المصير، ما أكد من جديد أن الجمهورية الصحراوية حقيقة لا رجعة فيها، خاصة مع توالي الاعترافات الدولية بها والدعم الكبير الذي تلاقيه. قال ممثل جبهة البوليساريو بالأممالمتحدة والمنسق مع المينورسو، سيدي محمد عمار، إن استئناف الشعب الصحراوي لكفاحه المشروع في نوفمبر 2020 يبقى هو عنوان المرحلة الحالية التي حدد المؤتمر السادس عشر للجبهة أفقها باتخاذه لتصعيد القتال ضد الاحتلال شعاراً وإطاراً لكافة مناحي الفعل الوطني الصحراوي. وأضاف عضو الأمانة الوطنية، أن رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ابراهيم غالي، بعث برسالة مؤخراً إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، عبر فيها عن إدانة جبهة البوليساريو الشديدة لسياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربي في المناطق الصحراوية المحتلة، وأكد ممثل الجبهة بالأممالمتحدة والمنسق مع المينورسو أن هدف دولة الاحتلال، ومنذ احتلالها للتراب الوطني في أكتوبر 1975، كان ومازال هو القضاء على الشعب الصحراوي. لا لسياسة الأرض المحروقة وأضاف الدبلوماسي الصحراوي أنه بعد فشل دولة الاحتلال المغربي في القضاء على الشعب الصحراوي من خلال استخدامها لكل وسائل الدمار والقتل الجماعي والتعذيب والتشريد والتهجير، لجأت إلى تصعيد سياسة الأرض المحروقة والتطهير العرقي في المناطق المحتلة، لكن صمود الشعب الصحراوي هناك وتشبثه القوي بأرضه وحقوقه سيفشل كل سياسات المحتل المغربي. وعن سؤال حول ما شهدته القضية الوطنية أخيراً من تطورات دبلوماسية مهمة شملت مشاركة رئيس الجمهورية في الدورة السابعة والثلاثين لمؤتمر الاتحاد الأفريقي وقبل ذلك الزيارة التي قادته إلى إيرلندا حيث التقى خلالها الرئيس الإيرلندي، رد الدكتور سيدي محمد عمار بالقول إن كل تلك الأحداث تبين بجلاء وتؤكد أن الجمهورية الصحراوية حقيقة وطنية وإقليمية ودولية لا رجعه فيها كما أنها تعزز من مكانة الدولة الصحراوية قارياً ودولياً. تأكيد متجدّد لحق تقرير المصير وفي السياق، شدد المتحدث على أن موقف جمهورية إيرلندا من القضية الصحراوية، الذي تم التأكيد عليه أكثر من مرة خلال الزيارة المذكورة، يتمثل في أنها تعتبر قضية الصحراء الغربية مسألة تصفية استعمار لم تُسْتكمل بعد، وتؤيد الجهود الأممية بشأن تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية، وتدعم أي خيار يختاره الشعب الصحراوي ما دامت عملية الاختيار ستتم عن طريق ممارسة حقيقية لتقرير المصير. ابتزاز المخزن للجهود الأممية وبخصوص الزيارة التي قام بها المبعوث الأممي للصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، إلى جنوب إفريقيا نهاية الشهر الماضي، وما قام به النظام المغربي من احتجاج على الزيارة وتجنيده لأبواق دعايته لشن حملة ضد المبعوث الأممي، أكد الدبلوماسي الصحراوي على أن الزيارة تمت بدعم كامل من طرف الأمين العام للأمم المتحدة والأمانة العامة، كما أنها تأتي في إطار الولاية المعهود بها للمبعوث الشخصي، وأضاف أن دولة الاحتلال المغربي ليس لديها أي إرادة سياسية على الإطلاق للانخراط بجدية ومسؤولية في عملية السلام التي ترعاها الأممالمتحدة في الصحراء الغربية والهادفة إلى تحقيق حل عادل ودائم على أساس مبادئ القانون الدولي. وبالتالي فإنها تلجأ كما هي عادتها إلى نفس لغة الابتزاز والأساليب الملتوية والمكشوفة التي استخدمتها تجاه المبعوثين الشخصيين السابقين، لكن دون جدوى. وفي الختام، أكد ممثل الجبهة بالأممالمتحدة والمنسق مع المينورسو، من جديد، على تمسك الشعب الصحراوي القوي بحقوقه والاستعداد التام لبذل الغالي والنفيس في سبيل وطنه وكذا عزمه الراسخ على مواصلة كفاحه بكل الوسائل المشروعة من أجل بلوغ أهدافه المقدسة والتي لا مساومة عليها في الحرية والاستقلال وبسط السيادة على كامل تراب الجمهورية الصحراوية.