أكثر من 75 دولة أُدرجت على قائمة المتحدثين الذين سيطرحون مواقفهم من مسألة استخدام الولاياتالمتحدة الفيتو مؤخرا ضد مشروع القرار الجزائري، الذي طالب بوقف إطلاق النار في غزة يوم 22 فيفري الماضي، حيث حصل على 13 صوتا إيجابيا بينما صوّتت المملكة المتحدة ب "امتناع". بدأت مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة، صباح الإثنين، حول استخدام الولاياتالمتحدة للفيتو في مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي بناء على قرار كانت الجمعية العامة قد اعتمدته عام 2022 لمساءلة أي عضو دائم يستخدم الفيتو في مجلس الأمن في غضون عشرة أيام عمل بعد استخدام الفيتو. رئيس الجمعية العامة، دينيس فرانسيس، كان أول المتحدثين حيث قال إن الوضع في غزة كارثي وغير معقول ومخجل، معبرا عن الصدمة إزاء التقارير التي تفيد باستشهاد وإصابة مئات الأشخاص خلال هذا الشهر الأسوأ بالنسبة للإمدادات الغذائية، غرب مدينة غزة. كما عبّر عن القلق العميق إزاء الغارات الجوية الصهيونيةالمكثفة على رفح، بما في ذلك المناطق السكنية، وجدّد المطالبة بتطبيق وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وحماية المدنيين والمرافق المدنية، وإطلاق سراح جميع الأسرى، وضمان الوصول الكامل ودون عوائق إلى المساعدات الإنسانية للمحتاجين. فظائع دون مساءلة من جهته، قال السفير الفلسطيني للأمم المتحدة، رياض منصور، في مداخلته خلال الجلسة، إن "التهديد الأكبر للأمن والسلم الدوليين هو ارتكاب الفظائع…ولمدة خمسة أشهر فإن قوات الاحتلال مستمرة بارتكاب الفظائع دون مساءلة أو ردع"، وتوقف عند استخدام الولاياتالمتحدة الفيتو لأكثر من مرة (أربع مرات منذ أكتوبر ضد وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية منها ثلاث ضد مشاريع قرارات وواحد ضد تعديل على مشروع قرار طالب كذلك بوقف إطلاق النار). ودعا السفير الفلسطيني إلى ضرورة "وضع حد لجرائم الحرب..والإبادة الجماعية التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني في غزة"، واتهم الاحتلال باستخدام "التجويع كسلاح حرب، بالإضافة إلى القصف والإعدامات الميدانية، وغيرها من آليات الحرب التي يستخدمها لتهجير 2.2 مليون شخص في غزة".وأكّد على دعم بلاده للمبادرة "الفرنسية المكسيكية بشأن عدم استخدام الدول دائمة العضوية الفيتو في حالات جرائم الحرب والجرائم البشعة واسعة النطاق". وأضاف منصور قائلا: "إنّ أطفالنا ليسوا أقل قيمة وأرواحهم ليست أقل قداسة من أرواح الأطفال الآخرين، وشعبنا ليس أقل من الشعوب الأخرى". عضوية كاملة لدولة فلسطين في الأثناء، أكّدت الجزائر أن استخدام الولاياتالمتحدة حق النقض "الفيتو" على مشروع القرار الذي قدمته أمام مجلس الأمن والذي يدعو لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، كان "غير مبرر بتاتا"، وزاد من معاناة الفلسطينيين، مجددة التزامها بتكريس العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأممالمتحدة. تبرير غير منطقي أما نائب السفيرة الأمريكية للأمم المتحدة، روبرت وود، فقد علّل استخدام بلاده للفيتو ضد مشروع القرار الجزائري لأنه ما كان ليحقق "هدف السلام المستدام"، مدعياً أن مشروع وقف إطلاق النار لأسباب انسانية سيضر بهذا الهدف، كما سيعرقل جهود الوساطة التي تقوم بها بلاده للتوصل لهدنة مؤقتة وإطلاق سراح الأسرى، وشدّد على أن المفاوضات ما زالت جارية في هذا السياق. ولم يشرح الدبلوماسي الأمريكي كيف يمكن لمشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى أن يهدد جهود بلاده. وأشار إلى توزيع بلاده لمسودة مشروع قرار تدعو إلى "وقف مؤقت لإطلاق النار والإفراج الفوري عن الأسرى الصهاينة وإدانة حماس".