احتفى الدكتور فارح مسرحي بإصدار كتاب الدكتورة راوية يحياوي الذي وسمته بعنوان "رسائل لم يحملها ساعي البريد"، وضمنته رسائل إلى أفراد عائلتها في مرحلة "الحجر الصحي" ومن الجائحة. وقال الدكتور مسرحي في احتفالية كتابية بإصدار يحياوي: "بكثير من الحب والصدق، وكثير من البوح والفرح، وفي زمن الشعور بهشاشة الوجود وضعف الأنا أمام أفق الانتظار المرير، زمن الحجر والكوفيد، عادت راوية إلى ذاتها فاتحة غرف ذاكرتها لتسرد بشاعرية مرهفة ولغة عميقة مشاعرها تجاه أفراد أسرتها فردا فردا، في رسائل يشكل جميعها نوعا من السيرة العائلية، لتقول لهم جميعا: إني أحبكم..".. هكذا لخّص الدكتور مسرحي فكرة الإصدار، وقال إن "قارئ الرسائل يتقاسم مع راوية كثيرا من مشاعرها"، وتساءل: "من منا لا يحب والديه أو إخوته؟" ليكون سؤاله برهانا على أن رسائل يحياوي، وإن كانت ظاهريا موجهة إلى خاصة أهلها، إلا أنها في سمتها الأدبي إنسانية خالصة، ما يعني أن أفراد عائلة الدكتورة يحياوي، يصبحون على المستوى الأدبي الفني، عائلة إنسانية تتجاوز الجغرافيا، ويقدر مسرحي وفرت للقراء ما يعبر عنهم؛ لأن المتلقين يجدون في العمل ما يعجزون عن مجاراة راوية فيه، سواء "في طريقة التعبير عن تلك المشاعر والبوح بها بتلك اللغة الأنيقة النقية، فكأن هذه الرسائل تعبر من القلب إلى القلب مباشرة، يقول الدكتور مسرحي. ويعترف الدكتور مسرحي مع الكاتبة أن "الرسالة جنس أدبي هامشي"، لكنه يستدرك بمقولة راوية، إن الأجناس الهامشية "لها حمولاتها التي تمنح الأدب توهجا آخر، خاصة وأنها تناجي مواجيد الذات، في الآخر البعيد والقريب في الوقت نفسه.."(ص 07) وقالت الدكتورة راوية يحياوي في رابعة غلاف الكتاب الصادر عن "الوطن اليوم"، "عندما راسلت كل أهلي واحدا واحدا، بعثت برسالتي إلى راوية، وبعدها ذقت بعض الموت بعد أن سكن الكوفيد في جسدي، وبقيت أتلوى من الحمى في فراشي أسبوعا كاملا، وواصلت أقاوم المرض لبضع أيام أخرى. تبقى هذه الرسائل تقاوم وتؤجل الموت الذي يُحيط بنا من كل الجهات. ولا أمان للمرض ولكن اللغة تفعل. وأخيرا كتبت كل رسائلي، لكني لم أكتب كل شيء، فقط بعض الحقيقة وربع تجربة وخمس الوعي، وكم أسرفت في فعل التذكر، ومتى استراحت ذاكرتي أيقظت قلبي المكتظ حتى يقول.