تعدّ فعاليات المجتمع المدني، الناشطة في مجال مراقبة النشاط التجاري وإشاعة الثقافة الاستهلاكية السليم، من الأدوات القوية التي تعتمد عليها السلطات العمومية في التحضير والاستعداد للشهر الفضيل، لاسيما جمعيات حماية المستهلك، التي تجتهد من أجل مجابهة السلوكات السلبية المقاومة للإتزان الاقتصادي والاجتماعي. قال مصطفى زبدي، رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، في تصريح ل "الشعب" إنّ المكاتب المعتمدة لمنظمة حماية المستهلك عبر ولايات الوطن، تعمل في شكل جهاز إنذار وطني، لرصد الاختلالات المحتمل تسجيلها، فضلا عن عملها التحسيسي والتوعوي بالتنسيق مع مختلف الهيئات، من أجل مواجهة السلوكات السلبية المرتبطة بالاستهلاك، سواء ارتكبها التاجر أو المستهلك، لافتا أنّ نشاط المنظمة يرافق قدما بقدم، النشاط الرسمي للسلطات العمومية، طيلة السنة وفي شتى المجالات التي يمكن أن تحقّق أمن المستهلك. وقدّم رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك مصطفى زبدي، تقييما عاما، للإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية، تحضيرا للشهر الفضيل، لاسيما من حيث تدابير افتتاح أسواق الرحمة الجوارية عبر ربوع الوطن، مؤكّدا أنّ هذه الفضاءات التجارية هي مقياس حقيقي لواقع السوق، وقد أدّت الدور المنوط بها المتمثل في وفرة المنتجات الإستهلاكية بأسعار تنافسية، لافتا إلى أنّ انتشار هذه الأسواق ساهم بشكل كبير في طمأنة المواطن. ولأنّه غالبا ما يُحدث اقتراب موعد الشهر الفضيل على الأمة الاسلامية، حالة من الإضطراب على مستوى العلاقة بين التاجر والمستهلك، بالرغم من روحانية أيامه المعدودة وبعده الديني، وعلى الرغم أيضا، من التذمّر الملاحظ بين أفراد المجتمع عن تدنّي قدرتهم المعيشية وغلاء الأسعار، تشتد مظاهر الغلاء الفاحش خلال هذا الشهر العظيم، وتزيد معاها مظاهر التبذير والإسراف. وقال مصطفى زبدي، أنّ ظاهرة التبذير في شهر رمضان، ترتبط بالعادات والتقاليد الاجتماعية المتسمة بكرم الضيافة وتقديم الطعام بكميات كبيرة، غير أنّها من السلوكات السلبية التي تسبّب أضرارا صحية واقتصادية جسيمة، ويأتي تبذير مادة الخبز والحلويات التقليدية في مقدّمتها، مرجعا أسباب ظاهرة تبذير مادة الخبز، إلى عامل النوعية السيئة، إذ يكون الخبز فاقدا لخصائصه، وبالتالي يكون مصيره الرمي، كما ترجع الظاهرة حسب المتحدّث إلى عامل اللهفة وخوف المستهلك من عدم استقرار السوق، مشيرا أنّ هذه الظاهرة لابدّ أن يواجهها الجميع، من خلال أدوات التحسيس والتوعية. من جهته، أرجع رئيس جمعية حماية المستهلك، حسان منور، ظاهرة التبذير إلى عدّة عوامل، منها تأثير الخطاب الاعلامي التسويقي على المستهلك المسبّب آليا في زيادة الإنفاق والاستهلاك، قبل حلول موعد الشهر الكريم، موضحا أنّ التخفيف من حدّة الاهتمام بتنظيم السوق قبل الشهر الكريم، من شأنه إحداث حالة طمأنينة بين المستهلكين. واستحسن رئيس جمعية حماية المستهلك ( الأمل)، التدابير المتخذة من طرف السلطات العمومية، استعدادا لحلول الشهر الكريم، لاسيما التدابير الرامية إلى حماية القدرة الشرائية للمواطن.اعتمدوا صيغة البيع الترويجي في المعارض والصالون منتجون جزائريون يطرحون سلعا بأسعار في المتناول