كشف السيد مصطفى زبدي، رئيس المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك، عن أن الطلب على السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية يتضاعف بنسبة 50 بالمائة خلال شهر رمضان الكريم مقارنة بما يستهلكه الفرد في الأيام الأخرى، وأشار إلى أن ذلك النقص في الرشد الاستهلاكي من أهم أسباب التبذير التي تتجلى بصورة أوضح في كمية الخبز الملقاة في المهملات يوميا، حيث تحصي من 3 إلى 6 ملايين خبزة. تتكرر مشاهد إسراف الجزائريين مع حلول شهر رمضان، لتأخذ الأسواق صورة "ظاهرة مرضية" لا تبرير لها سوى اللهفة التي اعتادها البعض ممن استعبدتهم بطونهم، فحولوا شهر الصيام من شهر تقليل الطعام إلى شهر الأكل والشرب بكميات غير معقولة. وأوضح السيد زبدي أن التبذير له عوامل عديدة، وعلى رأسها المحيط الذي يساعد المستهلك، وهي الأسواق والحركة التي لا تقف فيها، وأوضح أن هذه الظاهرة "المرضية" عامة تمس مختلف المواد الغذائية والاستهلاكية. كما أعتبر المتحدث قلة ثقة المواطن بالسوق وخوفا من عدم استقرار الأسعار بها، أو عدم توفر المنتوج من أهم الأسباب التي تدفع المواطن إلى اقتناء سلع إنتاجية بشكل غير رشيد، ليتم تخزينه في البيت، وهو الأمر الذي يؤدي إلى إتلافه بعد مدة. وتزداد حركة المواطنين في الأسواق قبل ساعات من أذان المغرب، ورغم ارتفاع الأسعار خلال هذا الموسم، فإن الأمر لا يمنع العديدين من اقتناء حاجيات بشكل مضاعف فيما يتعلق بما يستهلك في الأيام الأخرى، ورغم تنديدات المواطنين بغلاء الأسعار، إلا أن الطوابير تصادفك أينما وليت النظر على مختلف السلع الاستهلاكية، لاسيما الخبز والحلويات كالزلابية وقلب اللوز، الديول، العصائر، الفواكه وغيرها من المواد الأخرى. فتلك المبالغة في الإنفاق حسب المتحدث- هي السبب وراء الإسراف والتبذير، ليكون مصير نصف تلك المواد المقتناة في حاويات القمامات، والدليل على ذلك ما يكشفه أعوان النظافة الذين يؤكدون أن ما يتم جمعه من قمامة في شهر رمضان يصل إلى 3 أضعاف ما يتم حمله في الأيام الأخرى. فالاهتمام الكبير الذي يمليه المستهلك الجزائري لمائدة رمضان يحول هذا الشهر من شهر الروحانية والعبادة والتقرب إلى الله، إلى شهر الأكل، بالتالي الإسراف والتبذير، وللحد من هذه الظاهرة، يقول زبدي؛ لابد من إعادة الثقة إلى المستهلك باستقرار السوق، من أسعار وتوفر المنتوج، وإعادة روحانية هذا الشهر المعظم بالمعنى الحقيقي للصوم. ويضيف قائلا؛ إن المتعامل الاقتصادي لابد أن يشارك في استراتيجية الحد من هذه الظاهرة بالابتعاد عن سياسات "الندرة" التي يعتمدها أحيانا عمدا لجلب الزبون، بتخزين بعض المواد وعرضها خلال هذا الشهر الكريم، وتبقى حملات التوعية والتحسيس من أهم البرامج التي لابد أن تتم طيلة أيام شهر رمضان الكريم.