لا تحلو المائدة الرمضانية التبسية إن لم تعرض عليها مختلف الأطباق بالأواني الفخارية، لاسيما شربة الفريك التي تم طهيها بقدر الفخّار وكسرة المطلوع المعدّة بطاجين الطين والتي تكسبها نكهة خاصة وطعما متميّزا. بالإضافة إلى الحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخي لأهل المنطقة فإنّه لا مثيل لطعم الشربة أو الجاري بالفريك كما يعرف محليا، التي تطهى على نار هادئة في القدر المصنوع من الطين وتقلّب من حين لآخر بملعقة من الفخّار أو الخشب، ممّا يضيف ذلك الطعم الأصيل الذي لا غنى عنه على المائدة التبسية، فالحاجة سعيدة تؤكّد على ضرورة اقتناء أواني فخارية جديدة كلّما حلّ شهر رمضان جديد كعادة اكتسبتها من أمّها وتحرص على أن تطبّقها بناتها وزوجات أولادها. كغيرهنّ من ربّات البيوت في تبسة اللواتي لا يرضين إلا بطعم متميز ونكهة طيبة، وهذا ما تحقّقه الأواني الفخارية رغم تنوّع المواد التي تصنع منها الأواني المنزلية وتطوّرها وسرعة طهيها، إلا أنّ مائدة رمضان التبسية لا تكتمل إن لم تقدّم عليها كسرة المطلوع المعدّة على طاجين الطين لما لها من طعم يزيد في لذّة مختلف المأكولات المعروضة على المائدة والتي تعرف بها منطقة تبسة. وربطت عائلات أخرى الإصرار على استعمال الأواني الفخارية في الطهي والأكل، بنصائح الأطباء المختلفة حول عدم تأثير هذه الأواني على صحة الإنسان أثناء الطهي أو الأكل وحفظ الأطعمة، خاصة وأنّ المادة التي تصنع بها، تعتبر طبيعية خالصة وتتمثل في الطين ولا تضاف لها أيّ مواد أخرى، عكس باقي الأواني. "البرستيج" والفوائد الصحية والثمن رغم سيطرة الأطقم الكاملة وأواني الموضة إلا أنّ الأواني الفخارية وكلّ لوازم تحضير الأكلات لاسيما التقليدية كالقدور والطاجين وأواني الطهي في الفرن وغيرها، مازالت تشهد تهافتا كبيرا من طرف العائلاتا خاصة وأنّ هذه الأواني أصبحت تتميز بتصميم جذاب يعطي مائدة الإفطار منظرا جميلا، فإلى جانب فوائدها الصحية التي أكّد عليها المختصون فإنّ هذه الأواني تفرض نفسها من الجانب الجمالي الذي تهتم به السيدة الجزائرية، حيث أصبحت تجمع هذه الأواني لمسة خاصة بين التقليدي والعصري، فقد برزت منها أنواع كثيرة تضاهي بل وتتفوّق على العصرية لتقدّم بذلك ربّة البيت طاولة راقية وتقليدية في الوقت نفسه ك "برستيج" تعتمده السيدات في منازلهنّ.