نالت حكومة العريض أمس ثقة المجلس التأسيسي التونسي كما كان متوقعا، حيث صوت 139 من 217 عضوا بنعم، في المجلس الذي تعود فيه الأغلبية إلى حزب النهضة وحليفيها في السلطة حزب المؤتمر وحزب التكتل لهذا كانت الموافقة على التشكيلة الجديدة محسومة مسبقا. وقد جاء إسناد مهمة تشكيل حكومة جديدة إلى العريض الذي كان يشغل حقيبة الداخلية في حكومة الجبالي المستقيل، بعد أزمة سياسية غير مسبوقة عاشتها تونس بعد اغتيال المعارض اليساري البارز شكري بلعيد، واحترام المواجهة بين الإسلاميين واللائكيين، حول تشكيل الحكومة وطبيعة نظام الحكم، دخلت على إثرها البلاد في نفق مظلم، وشلل تام، دفع بجميع أطراف الأزمة التونسية للبحث عن حل توافقي، من خلال حكومة موسعة بوزارات سيادة مستقلة، وهي الصيغة التي أقرتها حركة النهضة قبل أن تعين العريض الذي وافق عليه الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي لتشكيل الحكومة التي نالت ثقة المجلس التأسيسي أمس. ويعلق التونسيون على الحكومة الجديدة أمل الإنتقال بالبلاد إلى بر الأمان والنجاح في التحول الديمقراطي المنشود من خلال تنظيم إنتخابات حرة ونزيهة تدشن بها تونس عهدها الجديد الذي تعود فيه السلطة للشعب. وجاء منح الثقة للحكومة التونسية، فيما أعلن أمس عن وفاة الشاب أحرق نفسه مساء الثلاثاء في قلب العاصمة تونس نتيجة جروحه البليغة وأضرم عادل الخذري 27 عاما النار في نفسه أمام مقر المسرح البلدي في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس في حادثة هي الأولى من نوعها بهذا الشارع الذي يعتبر رمزا للثورة التي أطاحت مطلع 2011 بنظام زين العابدين بن علي. وأشارت مصادر إلى أن الخذري كان يعاني مشاكل إجتماعية وظروف مادية صعبة.