أحيا ليلة أمس متعامل الهاتف النقال «نجمة»، اليوم العالمي للمرأة، بحضور عدد من نساء سجلن أسمائهن في صفحات تاريخ الجزائر بإنجازات حافلة بالمآثر والبطولات، زادتها قيمة اجتماعية عالية، وكانت المناسبة فرصة لتكريم شخصيات لمعن في المشهد الأدبي الوطني والعالمي . أسماء ثقافية طبعت سهرة «نجمة» بفندق الماركير بباب الزوار، أرادت من خلالها نجمة التعريج على الثقافة الجزائرية وإعطائها نصيبا ضمن فعالياتها حيث التفتت في طبعتها ال 8 إلى نساء الكتابة والترجمة تثمينا لإبداعات مميزة لأقلام أثرت الأدب الجزائري بمختلف تعبيراته العربية، الأمازيغية، الفرنسية، أمثال إنعام بيوض، ميساء باي، ربيعة جلطي، جوهر أمحيس اوكسل، ليلي حموتان، فاطمة بوخاى، هاجر قويدري، طاوس عمروش. شخصيات أدبية قال بشأنها المدير العام لنجمة جوزيف جاد، أنهن برزن في عالم الكتاب والكتابة، حيث أضحت اليوم ركائز الأدب الجزائري والعالمي وساهمن في إشعاع الجزائر عبر العالم، بإثرائهن المشهد الأدبي الوطني. وأوضح جاد أن «نجمة» دائما في الطليعة لإحياء اليوم العالمي للمرأة إلى جانب النساء الجزائريات اللواتي ساهمن بكفاءتهن في بناء وازدهار الجزائر في شتى المجالات، مثمنا الدور الذي تلعبه المرأة في مؤسسة «نجمة»، المشكلة ل 42 بالمائة من المورد البشري. دشنت منصة التكريمات الكاتبة ميساء باي صاحبة الجائزة الكبرى للمكتبتين، حيث ثمنت «نجمة» أعمالها الأدبية التي خلقت مساحات للتعبير الثقافي، على غرار إنشائها لمكتبة في عام 2005، وتنظيمها ورشات للكتابة وعدة أنشطة للأطفال. كما ألفت عدة روايات، قصص قصيرة، مسرحيات، قصائد ومقالات ترجمت إلى عدة لغات . ليفسح المجال بعدها لتكريم المرأة الحديدية، الكاتبة، الشاعرة والفنانة التشكيلية إنعام بيوض، التي درست الترجمة في عدة جامعات، ونشرت العديد من الأعمال المترجمة لروائيين كبار، كرشيد بوجدرة وياسمينة خضرة، كما لها دليل عن الترجمة تحت عنوان «الترجمة الأدبية: مشكل وحلول»... وغيرها من الانجازات التي سجلت اسم إنعام من ذهب في سجل الأدب الجزائري والعربي. وكان للروائية ليلي حموتان، نصيب في هذا التكريم بمساهماتها الأدبية، حيث ألفت أول كتاب للقصص القصيرة في 1992، كما نشرت أول رواية لها في 2001، بعنوان «دم وياسمين»، والذي عرض في صالون الكتاب المغاربي بباريس، وغيرها من المؤلفات التي أثرت بها الساحة الأدبية الجزائرية، كما كانت لها عدة مساهمات في الساحة الاعلامية. أما صاحبة رواية «سكاليرا» فاطمة بخاي التي نالت بها الجائزة الخاصة للجنة تحكيم مؤسسة «أبا»، ثم «دنيا» التي نالت بها جائزة الرواية التاريخية بفرنسا، تلتها عدة مؤلفات على غرار ثلاثية «إيزوران»، والعديد من القصص للصغار ترجمت إلى اللغة العربية والأمازيغية، كان لها وقفة تكريمية بهذه المناسبة. كما حظي الاسم الواعد في الرواية والصحافة هاجر قويدري بتكريم كعرفان لانجازاتها الأدبية، حيث أفتكت عديد الجوائز في المحافل الوطنية والدولية، على غرار الجائزة الأولى لرئيس الجمهورية للرواية في 2008 عن روايتها «أدعى أوزونجو»، وكذا جائزة الطيب صالح العالمية للرواية العربية في السودان في 2012 عن روايتها «نورس باشا». وأتيحت الفرصة لتخليد روائع الأدب الجزائري لدى الشباب بتكريم جوهر أمحيس اكسل، صاحية أطول تجربة في مجال التربية والتكوين ونقل المعرفة، نشرت أول مؤلف لها عام 2005 جاء على شكل قراءة ل«الهضبة المنسية» لمولود معمري تحت عنوان «تاعساست»، تلتها قراءات أخرى، ك «دارسبيتار» قراءة ل «الدار الكبيرة» لمحمد ديب و«ثمن الشرف» ل « من ضفة لأخرى» وكذا قراءة لروايتي مولود فرعون «الأرض والدم» والطرق الصاعدة ...وغيرها، وهي حاليا بصدد التحضير لأعمال جاووت بالإضافة إلى قراءة أخرى لأعمال الكاتب بن هدوڤة في طور التأليف. وكرمت الكاتبة الراحلة طاوس عمروش في هذه المناسبة بتخليد ذكراها والتذكير بأعمالها المرتبطة بالآثار البربرية في الفلكلور الايبيري، حيث عملت جاهدة على إنقاذ الميراث الثقافي الجزائري، وخلدت قصائد شعرية وأمثال وقصص وأساطير بربرية، توفيت طاوس عمروش في 2 أفريل 1976 تاركة وراءها إرثا أدبيا ثريا وعدة مؤلفات.