يزداد إقبال المرضى على المؤسسات الصحية بالبليدة بشكل لافت في الفترة المسائية خلال شهر رمضان ويبلغ ذروته بعد الإفطار، مما يشكل ضغطا على الإطارات الطبية من أطباء وممرضين فيضطرون للتكيّف مع هذا التغيّر لأداء مهامهم النبيلة. فسّر الطبيب الأخصائي في الأمراض المعدية عبد الحفيظ قايدي إقبال المرضى على المستشفيات بعد الإفطار بالتغير في النظام الغذائي للمرضى بفعل الصيام خلال النهار وبعد تناول وجبة الإفطار قد يُصاب بعضهم بوعكة صحية، وماعدا ذلك فلا تختلف وضعية الطب الاستعجالي خلال الشهر الفضيل عن بقية أشهر السنة، بحسب تعبيره. في هذا الصدد تحدث قايدي: "نحن في مستشفى بوفاريك لدينا مصلحة الإستعجالات لطب الأوبئة ومصلحة أخرى للاستعجالات الطبية العامة والجراحية والتي على مستواها نستقبل أصحاب الأمراض المزمنة الذين يتأثرون بفعل الصيام، أو لعدم احترام المصابين بالسكري الحمية الغذائية بتناول بعض المأكولات مثل حلويات "الزلابية" و«قلب اللوز" أو عصير " الشاربات" التي تُسوق بكثرة هنا في المنطقة". وتابع بالقول: "صحيح أن المصابين بالسكري يمكنهم الصيام بتناول أغذية معينة لا تؤثر على صحتهم، وفي حالة ظهور أعراض خطورة الصوم عليهم، من الأفضل لهؤلاء أن يتوقفوا عن الصوم تفاديا لتعرضهم لمضاعفات". من أجل تسليط الضوء أكثر على الطب الاستعجالي بالبليدة قمنا بجولة ساعتين قبل توقيت الإفطار إلى وحدة "محمد يزيد" المعروفة باسم "فروجة" المختصة في جراحة الأطفال وسرطان الأطفال بمدينة الورود، حيث لفت انتباهنا عشرات المرضى ينتظرون دورهم في مصلحة الإستعجالات من بينهم رضع. في هذا الإطار صرّح لنا سمير فراح عون رئيسي للتمريض يزاول عمله بهذه الوحدة التابعة للمركز الاستشفائي الجامعي بالبليدة: "وحدتنا الاستشفائية متخصصة في جراحة الأطفال لأقل من 15 سنة وتعرف ضغطا كبيرا في فترات العطل التي يتفرغ خلالها الأطفال للعب فيتعرضون لحوادث سواء داخل المنزل أو خارجه".