تشهد مصالح الاستعجالات الطبية بمختلف المؤسسات الاستشفائية العمومية بعاصمة الأوراس باتنة، توافدا كبيرا للمواطنين والمرضى خاصة في الفترات المسائية والليلية لتلقي العلاج أو بعض الإسعافات الأولية، الأمر الذي أدى إلى نوع من الاكتظاظ رغم مجهودات المصالح الطبية في التكفل بالحالات الطارئة. تكون أغلب الحالات الوافدة إلى مصالح الاستعجالات الطبية بالمستشفيات عقب الإفطار مباشرة، والتي تكون في غالبيتها نتيجة بعض الأخطاء والتصرفات غير المسؤولة، وجهل المواطنين لتعليمات الجهات الوصية، وكذا عدم الاهتمام بنصائح الأطباء والخاصة بضرورة توخي الحيطة والحذر في الإفراط في تناول مختلف المأكولات والمشروبات، والتي تكون سببا مباشرا في بعض المضاعفات الصحية خاصة بالنسبة للمصابين بالأمراض المزمنة كالسكري والضغط الدموي والقلب وغيرها، والذين يصرّون على الصيام. كما زادت حوادث المرور القاتلة التي شهدتها باتنة، والتي أودت بأرواح أكثر من 10 مواطنين وجرح آخرين في حوادث متفرقة خلال الأسبوع الأول للشهر الفضيل من رفع نسبة الإقبال على الاستعجالات خاصة قبيل موعد أذان الإفطار لتضاف لها تسجيل بعض ضحايا الاعتداءات المختلفة. مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى باتنة الجامعي بعاصمة الولاية وكذا نفس المصالح بمدن بريكة، مروانة، عين التوتة، رأس العيون وأريس، شهدت أكبر نسبة لإقبال المرضى وعائلاتهم خاصة بعد الإفطار، حيث وقفت «الشعب» خلال زيارتها لبعض هذه المصالح الطبية الإستعجالية على أن العديد من الحالات تعلقت بطلب استشارة طبية أوللتكفل بخدمات التمريض، التي هي اختصاص أصيل لمختلف المرافق الصحية الجوارية، حيث يعتبر تواجد المرضى بهذه الحالات غير مبرر بل مخالف للهدف الرئيس لدور هذه المصالح الإستعجالية والمتعلق أساسا بالتكفل بالحالات الاستعجالية الطبية الجراحية، حسبما أفاد به بعض الأطباء. ونظرا للإقبال الكبير للمواطنين على هذه المصالح خلال الشهر الفضيل سطّرت مديرية الصحة لولاية باتنة، برنامجا «استثنائيا وخاصا» بشهر رمضان الكريم، وذلك بهدف التكفل بمختلف الحالات المرضية التي تتوافد على المستشفيات، على غرار الاستقبال الحسن للمرضى والتوجيه الجيد لهم والتركيز على النظافة، وكذا التعديل في مواقيت العمل الخاصة بالأطباء والممرضين لضمان تواصل الخدمة والمداومة خلال الفترات المسائية والليلية بالتحديد، وكذا تسخير مصالح الاستعجالات الجراحية، ووضعها على أهبة الاستعداد لإستقبال الحالات الطارئة، بالإضافة إلى مراقبة احتياطي الأدوية الشائعة خاصة ومختلف الأمصال، للتكفل بالمضاعفات التي تنجم عن صيام المصابين بأمراض السكري، الذين يرفضون إجازة الإفطار وإتباع الحمية الغذائية، والتي تخص غالبا شيوخا في وضع صحي معقد. ونفس الشيء بالنسبة لمرضى الطب الداخلي والأمراض الهضمية، الذين يعانون غالبا من عسر في الهضم التي تسجل بعد تناول كميات كبيرة ومتنوعة من الطعام تصيب بالتخمة. كما سجّلت مصالح الاستعجالات الطبية بباتنة حالات تسمم تمّ التكفل بها، وتتعلق بحادثة تسمم 18 طالبة جامعية بالإقامة 2000 سرير للإناث، والتي فتحت بشأنها مختلف المصالح الطبية والإدارية والأمنية تحقيقات لمعرفة الأسباب الحقيقية لها، خاصة وأنها تسبّبت في حالة ذعر للمصابات وباقي المقيمات. كما تمّت تسجيل بعض التّسمّمات الخفيفة جراء الانتشار الكبير والعشوائي لبائعي المشروبات الغازية في الطرق، وباقي الفضاءات العمومية الأخرى وبالأسواق والتي تكون غير مراقبة وعرضة لأشعة الشمس الحارقة، إضافة لطاولات الشواء التي تعرف رواجا غير مسبوق خلال الشهر الفضيل، ولحسن حظ أغلب المصابين بها تم التكفل بهم في الوقت المناسب، ولم يتم تسجيل مضاعفات صحية لهم. وما لاحظته «الشعب» بأغلب مصالح الاستعجالات الطبية بعاصمة الاوراس، هو أن أكثر الحالات المرضية التي تم استقبالها منذ الشهر الفضيل لا تحتاج إلى تكفل استشفائي لأنها حالات غير استعجالية، على غرار الأنفلونزا وارتفاع درجة الحرارة الجسم وغيرها. وحسب الأطباء الذين تحدّثنا إليهم فإنّها حالات يمكن التكفل بها على مستوى مختلف العيادات المتعددة الخدمات الموجودة بأغلب مدن الولاية، والتي تعمل يوميا تقدم فحوصات طبية متخصصة وخدمات التمريض في متناول جميع المواطنين. يذكر أنّ ولاية باتنة تحوي على 13 مؤسسة استشفائية تقدّر طاقة استيعابها الإجمالية ب2624 سرير موزعة على 62 مصلحة طبية وجراحية و46 غرفة عمليات عبر المؤسسات الاستشفائية، إضافة إلى احتوائها على 10 مؤسسات عمومية للصحة الجوارية تضم 61 عيادة متعددة الخدمات و10 عيادات توليد ريفية بسعة إجمالية نقدر ب 94 سرير وكذا 266 قاعة علاج.