تتكيّف الشرطة بولاية البليدة مع خصوصية شهر رمضان وقدسيته وطابعه التضامني باعتباره أفضل شهور السنة على الإطلاق، ويفرض ذلك التغير في نظام الحياة في هذا الشهر الذي تقل فيه الحركة والنشاط نهارا وتنتعش ليلا بعد الإفطار. باعتبار مدينة بوفاريك مدينة تستقطب الزوار من مختلف ربوع الوطن الذين يتوافدون من أجل شراء مختلف الحلويات التقليدية من بينها الحلوى الرمضانية الزلابية، وبحكم تواجد بائعي هاته الحلويات على حافة الطريقة مايسبب اختناق مروري كبير يتسبب في غلق المدخل الشمالي للمدينة، ومختلف الطرق الثانوية يستدعي تدخل رجال الشرطة لضمان انسيابية الطريق، من جهتها فرقة الشرطة العامة، بأمن دائرة بوفاريك رفقة الشركاء الميدانين تقوم بخرجات للوقوف على مدي تطبيق شروط النظافة لضمان سلامة وصحة المستهلكين. وفي هذا الإطار، أكّدت محافظ الشرطة، آمال هاشمي، بأن أمن البليدة يُنجز أعمال شرطية بحسب متطلبات الشهر الفضيل، وذلك باتباع مخطط تأمين خاص من أجل حفظ النظام العام ومجابهة الجريمة، فهذا الشهر تطلب تسطير مخطط أمني خاص. ويأخذ هذا المخطط بعين الاعتبار أوقات الذروة التي قد تعرف بعض حوادث المرور بسبب الازدحام، وذلك في الفترة المسائية قبل الإفطار حينما يهم الجميع للعودة إلى الديار، أو بعض الإفطار حينما يتوجه المصلون إلى المساجد أو العائلات إلى التسوق، علما أنّ ولاية البليدة تعرف حركية تجارية كبيرة نهارا وليلا لا سيما في بلدية أولاد يعيش وبوفاريك. كما تتأقلم الشرطة مع نظام الحياة في رمضان بتأمين الأنشطة المكثفة الثقافية والرياضية التي تجرى معظمها ليلا، وتنظّم في الغالب من مديرية الشباب والرياضة، كما تحرص على تأمين المساجد ومحيطاتها لكي يؤدي المصلون صلاة التراويح في ظروف جيدة، وفي هذا الإطار تسهل سير حركة المرور أمام المساجد التي تعرف أحيانا ازدحاما بسبب اقبال المصلين عليها، تقول مسؤولة خلية الإعلام على مستوى أمن ولاية البليدة. وفيما يخص المشاركة في الأعمال التضامنية، فإنّ شرطة البليدة تؤدّي دورها الاستعلامي فيما يخص إقامة موائد الإفطار للصائمين من عابري السبيل، ولا يتوانى رجال الأمن في توجيه مستعملي المركبات نحو أماكن تواجد هذه المطاعم كي يتناولون وجبة الإفطار ثم يواصلون سيرهم، وهذا ما يعكس بأن الجميع يُشارك في الأعمال التضامنية التي تميز الجزائر خلال الشهر الفضيل. وفي إطار الاستراتيجية التي وضعتها المديرية العامة للأمن الوطن، عملت شرطة البليدة على تنفيذ مخطط اتصالي مهم جدا لفائدة المجتمع وذلك بالقيام بحملات تحسيسية ليلا ونهارا لتوعية المواطنين بخصوص السلوكيات التي تؤدي إلى حوادث المرور. وكان موضوع الحملة خلال الأسبوع الأول من رمضان حول السرعة المفرطة، حيث تمّ تنبيه السائقين بخطورتها وتسببها في وقوع حوادث قبل الإفطار، وفي الأسبوع الثاني شملت الحملة مخاطر حوادث المرور المرتبطة بعاملي التعب والإرهاق بفعل السهر الطويل، وفي الأسبوع الثالث سيكون موضوع الحملة حول المخاطر الناجمة عن القيادة دون أخذ أوقات كافية للراحة. وعن مجابهة الجريمة، فقد شهد النصف الأول من شهر رمضان أعمال شرطية لا سيما في بعض النقاط السوداء قامت بها شرطة البليدة، وذلك بناء على استراتيجية محددة آنفا لاستشراف الجرائم المرتقب حدوثها، كما نفّذت مداهمات مشتركة مع الدرك الوطني بحسب محافظة الشرطة آمال هاشمي. في إطار النشاط الرقابي للجان المشتركة تؤدي شرطة البليدة عملها بالتنسيق مع مصالح قمع الغش التابعة لمديرية التجارة وترقية الصادرات، ومديرية الصحة بتفتيش المحلات التجارية، وأسفر هذا العمل المشترك عن حجز بعض المواد الغذائية الفاسدة كانت موجهة إلى الاستهلاك والتي تم اتلافها، وهذا بهدف المحافظة على البيئة وضمان سلامة وصحة المستهلك والوقاية من التسممات الغذائية.