أعلن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الكريم بن مبارك، أمس، عن تنصيب خلية التفكير للانتخابات الرئاسية المقبلة، مجددا ارتياحه بتقديم رئيس الجمهورية موعد الاستحقاق الرئاسي، الذي ينسجم -حسبه- مع طبيعة الأوضاع الراهنة وطنيا ودوليا، ويعزز مسار البناء الديمقراطي. بدأ الأفلان تحضيراته الفعلية تحسبا للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها بشكل مسبق في السابع من سبتمبر المقبل، معلنا تعبئة إطاراته ومناضليه داخل وخارج الوطن، للمساهمة في إنجاح «هذا الموعد الهام». في السياق، أشرف الأمين العام للحزب عبد الكريم بن مبارك، على التنصيب الرسمي لخلية التفكير للانتخابات الرئاسية والتي «ينتظر منها أن تقدم في أقرب الآجال دراسة استراتيجية واستشرافية معمقة وشاملة ووافية حول الانتخابات الرئاسية». وأفاد بن مبارك، أن اللجنة المعينة ستتكفل بالتحضير الجيد لكل ما يتعلق بالاستحقاقات على المستويين الداخلي والخارجي، موضحا أنه سينبثق عنها تشكيل خلايا فرعية مصغرة تتكفل كل منها بمحور يخصها. وأشار المتحدث إلى تشكيل خلية سبر الآراء، والخلية القانونية لمتابعة سير الانتخابات، وخلية الإعلام الانتخابي المرئي والمكتوب والمسموع والإلكتروني، وخلية متابعة جمع الاستمارات، وخلية الإحصائيات والرقمنة، وسوى ذلك. الأمين العام ل»الافلان»، اعتبر أن تشكيل خلية التفكير الخاصة بالرئاسيات تدخل «في إطار استراتيجية نشاط الحزب الذي يعمل على الحفاظ على مقام الريادة السياسية في هياكل الدولة ومؤسساتها، ويدخل في سياق دعم شراكته مع جميع القوى السياسية الوطنية والمؤسسات الدستورية لخدمة مصالح بلادنا، والتكفل بانشغالات مواطنينا». وأضاف، أن الخطوة تجسد استعداد حزب جبهة التحرير الوطني وتحضيره ومرافقته القرارات الصائبة التي تدخل ضمن اهتمامه السياسي، والمهام المخولة له قانونا، والتي تعود بالنفع على البلاد. بن مبارك عاد في حدثيه، إلى قرار رئيس الجمهورية تقديم موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والذي اعتبره الحزب «قرارا حكيما ينسجم مع طبيعة الأوضاع الراهنة وطنيا ودوليا». وقال، إن استدعاء انتخابات مبكرة «يؤكد عزم الدولة على مواصلة مسار البناء الديمقراطي في بلادنا، كما أنه قرار يجنب البلاد الهزات التي عرفتها في فترات سابقة، ويمنح فرصة التحضير اللائق لهذا الاستحقاق الوطني الهام الذي يتم فيه انتخاب القاضي الأول للبلاد». وأضاف قائلا: «إنه قرار نباركه في حزب جبهة التحرير الوطني، ونخوض غماره بكل الإمكانات المتاحة. وإذا كان هذا القرار فاجأ الكثيرين، فإنه لم يفاجئ حزبنا بل بالعكس؛ استقبل القرار بارتياح كبير وانخرط بفعالية لإعداد التحضيرات اللازمة لهذا الاستحقاق الوطني الهام». وأعلن عن تجند الحزب بكل هياكله ومناضليه على المرافقة والتوعية قبل استدعاء الهيئة الناخبة في الثامن من شهر جوان المقبل، وكذا متابعة مسيرة التحضير للانتخابات إلى إعلان نتائجها. وجدد بن مبارك، تأكيده على أن رئيس الجمهورية، بتسبيقه موعد الانتخابات، مارس إحدى صلاحياته المشار إليها في المادة 91 من الدستور، والتي تنص على أنه يمكن أن يقرر إجراء انتخابات رئاسية مسبقة. وقال، «إن الإعلان يؤكد صدق نوايا رئيس الجمهورية مع المواطنين، ويؤكد مدى التزامه بضبط المواعيد، وهو الذي بذل قصارى جهده لتنفيذ التزاماته، وتجسيد برنامجه بكل عزم وإصرار، وتحكم في الأوضاع، على الرغم من تعقيداتها وتنوع التحديات التي واجهت بلادنا». ويرى بن مبارك، أن القرار «يمكن من دخول الجزائر الجديدة مرحلة جدية وصارمة لترسيخ قيم المواطنة، وممارسة الديمقراطية الحقة، ويؤكد عزمها على الاستفادة من التجارب والأحداث السابقة، وعدم السماح بتكرار الأخطاء والخروقات والتجاوزات، وتجنيب وطننا الاضطرابات، مهما كان مستواها ومصدرها». وعبر عن قناعة الحزب بأنه «مهما تكن الحسابات الجيو- سياسية، فإن الجزائر الجديدة تسير بكل ثبات وعزم لتجسيد سياستها الاقتصادية التنموية الشاملة، وتعزيز أركان مؤسسات دولتها». وختم بأن الجزائر دولة سيدة في قرارها منسجمة مع تاريخها وثورتها، وماضية من خلال الموعد الرئاسي المقبل، إلى تعزيز وحدتها وتحقيق تطلعات شعبها. في المقابل، كشف بن مبارك أن الحزب عازم على المساهمة القوية في إنجاح الاستحقاق، مفيدا بأن موقفه من المنافسة الانتخابية سيعلن عنه في الوقت المناسب، مؤكدا أن الحزب سيكون موحدا في خياراته.