أكد المجاهد محمد غفير وعضو فيدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني، أن قرار وقف اطلاق النار بالجزائر كان حدثا هاما في مسار الثورة التحريرية و وضع حدا للممارسات الفرنسية بالجزائر، و كان بالنسبة للجزائريين بزوغ لأولى النسمات فجر الاستقلال فكان رمزا لإطفاء النار التي أعلن عنها أول نوفمبر . و أوضح غفير المدعو ''موح كليشي '' في تصريح ل ''الشعب'' أن المظاهرات السلمية التي نظمها الجزائريون في باريس يوم 17 أكتوبر1961 '' رغم المجازر التي ارتكبتها فرنسا في حقهم شكلت مصدر رعب في قلب العدو و كانت أحد أهم الأسباب الذي أرغمت ديغول الدخول في مفاوضات رسمية مع الحكومة المؤقتة فكان اللقاء الأول للوفدين في سويسرا بقيادة رضا مالك و صديق بن يحي من الجانب الجزائري . أشار غفير في هذا السياق الى أن بدأ المفاوضات هو في حد ذاته تغيير في السياسة الاستعمارية في كل المراحل منذ بدايتها في 28 أكتوبر1961 الى 17 مارس 1962 ثم الامضاء في اليوم الموالي ، ليتم في 19 مارس على الساعة الثانية عشر منتصف النهار الاعلان عن وقف اطلاق النار بن يوسف بن خدة رئيس الحكومة المؤقتة من تونس و ديغول من باريس. وحسب غفير كانت أحداث 17 أكتوبر 1961 معركة سياسية حاسمة و الأخيرة في حرب التحرير باعتبارها حلقة ضمن البطولات التي سجلتها الجالية الجزائريةبفرنسا منذ 1954 عكست التفافها و انضمامها الى القضية الأم،و جاءت استجابة لنداء الثورة والخروج نساء ورجال وأطفال على الساعة الثامنة ليلا لخرق حظر التجول والانطلاق من الضواحي إلى قلب باريس. و أشار غفير إلى أن الجالية الجزائرية البالغ عددها آنذاك حوالي 450 ألف و التي كانت مهيكلة في جبهة التحرير الوطني تلقت الإعلان عن وقف إطلاق النار بفرح كبير كونه شكل نهاية حرب طويلة لاسترداد الحرية و الاستقلال بعد أن قدمت الجزائر ثمنا باهضا و ضحت بالنفس و النفيس و بداية الدخول في مرحلة البناء و التشييد.