أنجزت الشرطة العامة لولاية البليدة 14 عملية تفتيشية ضمن قطاع الاختصاص خلال شهر رمضان، من بينها 11 بالتنسيق مع مديرية التجارة وترقية الصادرات وهياكل الصحة للبلديات، وذلك بهدف الرقابة على المواد الغذائية خاصة الأكثر استهلاكا في هذا الشهر. كلّلت هذه العمليات الشرطية المنجزة بالتنسيق مع اللجان المختلطة حتى يوم الخميس المنقضي، بتسجيل 10 مخالفات تتعلق بانعدام شروط النظافة والحفظ، وبموجبها تم اقتراح غلق سبعة محلات تجارية مع إنجاز ملفات قضائية ضد المخالفين، بحسب ما ذكر بيان لمديرية الأمن الولائي بالبليدة. وتم تنفيذها ضمن المخطط الذي وضعته المديرية الولائية لأمن ولاية البليدة تحسبا لشهر رمضان، والذي شمل أيضا حملات تحسيسية للحد من حوادث المرور، بالإضافة إلى الدور الاستعلاماتي ومرافقة مديرية النشاط الاجتماعي في الإشراف على الأنشطة التضامنية لاسيما إفطار الصائمين. في هذا الإطار، رافق مراسل "الشعب" أفراد الشرطة لأمن دائرة بوفاريك لتنفيذ عملية تفتيشية لمحلات تجارية مختصة في تحضير الحلويات التقليدية، مخبزة، بالإضافة إلى محل متخصّص في تحضير الخبز المرطبات، وتمارس نشاطها وسط مدينة بوفاريك. تفتيش عمل المخابز والمرطبات وجهتنا الأولى كانت نحو مخبزة عتيقة تعرّضت في وقت سابق لعقوبة الغلق لعدم احترام معايير النظافة المعمول بها التي ينص عليها القانون 03-09 المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش، وكذا المرسوم التنفيذي 17-140 الذي يحدد شروط النظافة أثناء عملية وضع المواد الغذائية للاستهلاك البشري. اكتشفت اللجنة المشتركة خلال تأدية عملها الرقابي بهذه المخبزة قوالبا رثة وبالية يستعملها صاحب النشاط في تحضير الخبز والمرطبات، وتم توجيه ملاحظات له بخصوص ذلك، وما لفت انتباهنا هو أن آلات تحضير العجينة بهذه المخبزة تدهورت حالتها وينبغي استبدالها. وبالمكان نفسه، أثبت أعوان الرقابة لمديرية التجارة الوضعية السيئة التي آلت إليها غرفة تخمير الخبز، حيث طالبوا صاحبها بإعادة تهيئتها بعدما بدا تأثير الرطوبة ظاهرا عليها، كما أن بابها الحديدي تآكل بفعل الصدأ، ليقوم أعوان الشرطة في ختام المعاينة بتحرير استدعاء لرب العمل بعد ثبوت مخالفته لقواعد النظافة وشروط حفظ المواد الاستهلاكية، أما مفتش مديرية التجارة فأوضح بأنه سيقترح غلق المخبزة واستئناف نشاطها مرتبط بإعادة تهيئة غرفة التخمير. انتقلنا بعدها إلى محل آخر لبيع المرطبات والخبز، والذي يشتغل به مجموعة من الشباب الناشطين ويحاولون قدر المستطاع تحضير أكبر كمية ممكنة مما يحتاجه جمهور المستهلكين لاسيما المرطبات التي يكثر استهلاكها خلال شهر رمضان المعظم، وبالأخص نوعية "لي طارت" ومختلف أشكالها وأذواقها. لفت انتباهنا في هذا المحل نظافة آلات العجين التي تظهر حديثة، والأمر ينطبق على وسائل أخرى يستعملونها العمال في تحضير المرطبات، وكذا غرفة تخمير الخبز المهيأة بطريقة جيدة تضمن لهم احترام معايير النظافة، والفضل في ذلك يعود إلى صاحب هذا المحل الذي وظّف فريق عمل يأخذ على عاتقه مسؤولية تنظيف الآلات والمحل طوال اليوم، أي خلال فترة إنتاج المرطبات والخبز للمستهلكين، وفي الفترة المسائية ينجزون تنظيفا شاملا. ويقول أحد الباعة في هذا المحل: "نحن نتكيف مع خصوصية شهر رمضان، الذي يعرف إقبالا كبيرا على منتوجاتنا، ونحرص على النظافة لأنها من مسؤوليتنا تجاه المستهلكين الذين نحن منهم.