سمحت الأبواب المفتوحة التي نظمتها الناحية العسكرية الأولى بالبليدة على القاعدة المركزية للإمداد "الشهيد محمد سعودي المدعو سي مصطفى " في بلدية بني مراد، أمس، باكتشاف الجمهور للأسلحة المتطورة التي يمتلكها الجيش الوطني الشعبي ناهيك عن إمكانياته البشرية الهائلة. عرفت الأبواب المفتوحة التي تندرج ضمن المخطط الاتصالي السنوي لقيادة أركان المؤسسة العسكرية إقبالا كبيرا لا سيما من فئة الأطفال الذين اصطحبهم أوليائهم للاحتكاك مباشرة بالأفراد العسكريين ورؤية الأسلحة عن كثب، حيث جابوا هؤلاء الزوار المعرض المنظم داخل القاعدة العسكرية وتلقوا شروحات من قبل تقنيين وعسكريين حول الأسلحة المعروضة. من بين هذه الأسلحة دبابات حديثة من بينها دبابة تحتوي على مرفاع، والتي تتدخل في أرض المعركة لإصلاح الدبابات الحربية أو تقوم بجرها، كما تقوم هذه الدبابة العصرية بشق الطرقات عن طريق جزئها الأمامي في الأراضي الوعرة، زيادة على دورها بصفتها سلاحا مدرعا يقصف الأهداف الجوية والبرية معا. ومن بين الأسلحة التي لفتت انتباهنا مدرعة برمائية أخر طراز d30 حاملة الأفراد التي استعملت في الحرب الروسية الأوكرانية مؤخرا، والتي تنقل الأشخاص ولها سلاح البرق وسلاحين آخرين بصفتها سلاح العربة، وهذا بالإضافة إلى ابتكارات قامت بها المؤسسة الصناعية العسكرية لبني مراد، بتكييف بعض الأسلحة مع المركبات التي تصنع من قبل المؤسسة العسكرية في ولاية تيارت. في مجال تكييف الأسلحة الذي نال إعجاب الزوار واعتبروه ابتكارا مهما، تم عرض مشروع تكييف المدفع هاون عيار 120 مم على العربة الخفيفة كل الميادين مرسيدس GBA-9، ومعناه تجهيز هذه العربة بالسلاح المذكور والذي يسمح بتدمير الأهداف المدرعة المعادية، المنشآت والمرافق اللوجستية للعدو، وأهداف حربية أخرى ويساعد كثيرا سلاح المشاة. كما لفت انتباهنا تكييف مدفع ثنائي الماسورة ZU -23 مم على شاحنة 4×4 من نوع مرسيدس U4000-UNIMOG، وتسمح هذه المنظومة ضمن سلاح المدفعية المضادة للطيران بتدمير الأهداف الجوية على مدى قريب للأرضية وتحصينات العدو، وتتمتع بحركة سلسة على الأراضي الوعرة والرملية. وعرض المنظمون رشاش و قاذفة قنابل يدوية تم تكييفهما مع مركبتين ملائمتين، بالإضافة إلى عرض شاحنات تم تجديدها من قبل مديرية تجديد العربات المدولبة، والتي تعمل على تجديد وتصليح والرفع من الجاهزية لمختلف عربات القتال المدولبة. بحسب تصريح العقيد يوسف سويدي مدير تجديد الآليات المدولبة، فإن قاعدة بني مراد القريبة من مدينة البليدة تتربع على مساحة 150 هكتار منها 50 غير مغطاة، وتُشغل 2400 عامل عسكري ومدني منهم مهندسين وتقنيين، وتتكون من عدة وحدات صناعية. في هذا الصدد صرّح قائلا: "من خلال الأبواب المفتوحة التي جرت اليوم تعرف الجمهور على سلاسل الإنتاج ذات التكنولوجيات الحديثة بقاعدتنا العسكرية التي تعتبر قطب صناعي مهم يقوم بتجديد وإصلاح وعصرنة العتاد القتالي لقوام المعركة البرية وكذا القيام بمشاريع لتكييف العتاد والرفع من الجاهزية العملياتية مع صيانة الوسائل التكتيكية أيضا". وتابع بالقول: تقوم قاعدتنا بدعم المؤسسات العمومية والخاصة بإعادة تأهيل وإصلاح المعدات الإستراتيجية وكذا تصنيع القطع الميكانيكية وقطع الغيار، وذلك بفضل مؤهلات يتمتع بها أفرادنا والتي تسمح لهم بالتحكم في المعدات التكنولوجية الحديثة". وختم قوله: " تقوم قاعدتنا أيضا بمهام دراسة وتخطيط وتصميم القطع المراد تصنيعها وتشارك في إنتاج النماذج الأولية لمراكز البحث والتطوير التابعة للقطاع العمومي والعسكري".