أوضح الخبير في الأمن والسلامة بالملاعب، عبد الحفيظ فرقاني، بأن مجابهة ظاهرة العنف في الوسط الرياضي تستدعي وضع إستراتيجية من طرف الدولة لتنفيذها على المدى المتوسط أو البعيد، والتي من خلالها سترافق الأندية في تأمين المنافسات. صرّح العضو السابق للمكتب الفدرالي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم: "مكافحة ظاهرة العنف بالملاعب ليس عملا يتمّ في يوم أو يومين بل يمتد لسنوات، وعلينا أن نستلهم من تجربة الإنكليز الذين سبقونا في هذا المجال ويعتبرون كمرجع". واستذكر تجربة التصدي لظاهرة "الهوليغانز" بإنكلترا قائلا: "لقد اتخذ الإنكليز إجراءات وقائية بداية بالتحسيس ثم قاموا بتكوين مضيفين مختصين في استقبال المشجعين بالملاعب، ويؤدي هؤلاء خدمات جيدة لفائدة الجمهور فيشعر بالراحة النفسية التي تبعده عن سلوك العنف". وأثار المنسق الأمني للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، مسألة افتقار معظم المنشآت الرياضية في بلادنا لوسائل الراحة، ما قد يزيد من الضغوطات النفسية على المشجعين ويدفعهم نحو سلوك العنف: "لابد من توفير الظروف الملائمة للجمهور داخل الملعب كي يجد أين يأكل ويشرب، ولا شكّ أن مزاجه سيكون جيدا بتوفر وسائل الراحة وقد يتقبل الهزيمة كما يفرح بالفوز". زيادة على تجهيز الملاعب بوسائل الراحة وتكوين مضيفين لاستقبال الأنصار، دعا رئيس الرابطة الولائية لكرة القدم بالبليدة إلى تنصيب كاميرات المراقبة بالملاعب لاستعمالها في ضبط المشاغبين ومعاقبتهم: "على المشجع الجزائري أن يفهم بأنه لما يقتني تذكرة تسمح له بالدخول إلى الملعب بمفرده ولن يصطحب أحد معه، ويجب استعمال الردع مع من يرتكب أعمال شعب كأن يقوم بتكسير الكراسي ولا تسامح معه بل يجب إقصائه لمدة زمنية وهذا السبيل الوحيد كي نضمن دخول المشجعين المنضبطين إلى الملعب". وقال فرقاني بأن للأندية مسؤولية كبيرة لمجابهة العنف الرياضي: «ينبغي تسليط غرامات مشدّدة على الأندية التي يتسبب أنصارها في تخريب المنشآت الرياضية، وعلى هذه الأندية أن تجتهد في عملية تنظيم الأنصار وتكوين المضيفين بالملاعب زيادة على إجراءات تنظيمية أخرى تقوم بعا مثل تحديد عدد التذاكر المسموح بها، ولعلّ ما يؤكد بأن مسؤوليتها كبيرة هو اشتراط توظيف مكلف بالأمن والسلامة للحصول على إجازة النادي المحترف التي تسمح لها بالمشاركة في المسابقات القارية والدولية". وأضاف المتحدث: "مجابهة ظاهرة العنف بالملاعب تتطلّب أمور مادية ومتابعة وتكوين مستمر وتقويم الذي من خلاله نعرف أين وصلنا، كما تقوم الدولة أيضا بمرافقة الأندية في تنفيذ الإستراتيجية التي وضعتها، وما يجب أن نعرفه أن أغلبية بلدان العالم تعرف تنظيم مباريات كرة القدم بدون تواجد رجال الشرطة أو الدرك داخل الملعب ودورهم يقتصر فقط على تأمين المحيط الخارجي للملعب وحركة المرور". وختم قوله: "لابد من تظافر الجهود فمثلا الجمعيات تقوم بحملات تحسيسية، والإعلام له دور أيضا بتسليط الضوء على الظاهرة وتناولها من كل جوانبها، وأن يكون عملنا متواصلا ولا ننتظر وقوع الكارثة ثم نتحدث، بل يجب أن نتحلى باليقظة لتفادي انفلات الأمور، كما يجب تكثيف الرقابة على المضامين التي تنشر بوسائط التواصل الاجتماعي وتٌحرض على العنف وهذا من مهام الأندية أيضا". جدير بالذكر، أن عبد الحفيظ فرقاني سبق وأن عينته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مسؤولا عن مباريات المنتخب الوطني، ويملك خبرة مهمة في مجال تسيير المنافسات وسبق له المشاركة في دورات تكوينية دولية.