أعوان الملاعب يتحوّلون إلى مصدر خطر في نهاية الموسم تتقاطع أحيانا النظرة الصحية للرياضة، على أنها وسيلة للتواصل والاستثمار في الطاقات الشبانية، ومد جسور اجتماعية بين النوادي، مع النفس البشرية الميالة لتحقيق الفوز والكارهة لكل ما هو مرادف لكلمة هزيمة، فيجد مارد العنف طريقا خصبا يطفو خلالها للسطح عبر سلوكات غريبة وغير مقبولة، عرفتها الإنسانية منذ زمن بعيد، لكن تطورها لأسلوب تحقيق الأهداف، أصبح أخطر من الظاهرة نفسها. ولطالما ارتبطت الرياضة وخاصة نوعها الأكثر شعبية، كرة القدم، بالجوانب المضيئة للعبة، التي قربت الشعوب وصنعت الفرحة، غير أن مارد العنف حوّل بعض محطاتها لنقاط قاتمة، تحتفظ الذاكرة بأكثرها دموية على غرار ما حدث بملعب هيسل في بلجيكا عام 1985 أو بورسعيد بمصر عام 2012 ، وهو ما استدعى التعجيل باتخاذ تدابير وآليات لكبح جماح هذه الظاهرة. وشكل توظيف أعوان في الملاعب، يضمنون تأمين المباريات والأنصار، إحدى أهم التدابير التي عجلت بالدول الأوروبية مطلع التسعينات، الشروع في تطبيقها، وأسندت لهم مهمة الحفاظ على الأمن داخل المنشآت، على أن تتكفل باقي الأجهزة الأمنية بتأمين محيط الملاعب والقاعات، أمر حاولت الجزائر استنساخه، بل بالعكس جرت محاولة تطبيقه جزئيا مطلع الموسم الرياضي 2016 – 2017، قبل أن يتم التراجع عن فكرة السحب النهائي لأعوان الأمن، وتكليف أعوان الملاعب بذلك، بعد بروز مؤشرات وتعالي أصوات حذرت من مغبة تطبيق القرار. وبعد حوالي سنتين، من اعتماد فرق لأعوان الملاعب تنسق إلى جانب العناصر الأمنية، في ضمان أمن الأنصار داخل المنشآت الرياضية، برزت بشكل جلي سلبيات الخطوة، التي أريد لها أن تكون عاملا مساعدا في حسن تأطير قاصدي الملاعب، بعد توالي شكاوي الفرق الزائرة من تصرفات هذه الفئة" الجديدة، وتحولها من عامل ضامن للأمن إلى متورطة في أحداث لا تمت بصلة لطبيعة عملها، وتكون كما قال بعض المدربين واللاعبين سببا في تحديد النتيجة النهائية للمباراة، بعد أن يتحول الأعوان إلى وسيلة ضغط في يد مسيري الأندية المستقبلة، يستغلون تواجدهم قرب غرف تغيير الملابس والمسلك المؤدي لأرضية الميدان لاستفزاز عناصر الفرق الزائرة وأحيانا يصل الأمر حد الاعتداء عليها. وأعادت الحاثة الأخيرة، عندما دخل حارس مولودية الجزائر فوزي شاوشي، في ملاسنات تحولت لاشتباك مع عون مكلف بأمن ملعب أول نوفمبر، الجدل حول قدرة هؤلاء على تأمين المباريات، وأجمع مختصون وفاعلون في عالم كرة القدم، أنه وبعيدا عن تهور الحارس، وتصرفه بطريقة غير احترافية، فإن ما حدث بتيزي وزو، تشهده غالبية الملاعب الجزائرية وخاصة في آخر جولات الموسم الرياضي، عندما يرتفع الضغط وتتعقد حسابات اللقب والبقاء، ما يُحوّل هذه الفئة إلى عصا في أيدي مسيري الفرق المستقبلة، حيث يتم الاستعانة بهم في مهام لا تمت بصلة لأخلاقيات الرياضة وتكون معاكسة حتى لطبيعة عملهم الذي من المفروض أنهم يتقاضون عنه أجرا أو منحة. شكاوي اللاعبين والمدربين، بخصوص تصرفات أعوان الملاعب وضرورة تكوينهم جيدا وتخليصهم من صفة "المناصر الشوفيني"، قبل تحويلهم إلى موظف يدرك جيدا طبيعة عمله، زكته الاتحادية الجزائرية التي اعترفت على لسان عضو مكتبها الفدرالي بهلول، بفشل التجربة، غير أنها رمت بالكرة في ملعب رؤساء ومسؤولي الأندية، الذين لم ينخرطوا بالشكل الكافي في مسعى الاتحادية ومديرية الأمن الوطني، بعد أن أهملوا أهم جانب في الملف وهو طريقة الانتقاء، حتى أن القوائم المرسلة ضمت في غالبيها مسبوقين قضائيا وأسماء لأشخاص معروفين بسلوكاتهم غير السوية. تحول أعوان الملاعب لخطر على السير الحسن للمباريات، دفع بمسؤولي الكرة في بلادنا للجوء لحلول ترقيعية، وإلا كيف نفسر التعليمة الأخيرة التي وجهتها الهيئة الوصية لمحافظي المقابلات، بضرورة منع تواجد أعوان الملاعب، قرب أرضية الملعب والنفق المؤدي منها إلى غرف تغيير الملابس، وهي خطوة أرادت بها تأمين ما تبقى من لقاءات هذا الموسم، لكنها بالمقابل وقعت شهادة وفاة إجراء، محتم علينا تبنيه عاجلا أم آجلا. ك - كريم قائد شباب قسنطينة ياسين بزاز للنصر أعوان الملاعب يفتقدون للتكوين ويجهلون طبيعة عملهم في بجاية تعرضنا لاعتداءات من قبل أعوان تأمين الملعب ! خلص لاعب فريق شباب قسنطينة ياسين بزاز، حين أجرى مقارنة بسيطة بين سلوكات أعوان الملاعب في الجزائر ونظرائهم بفرنسا التي احترف بها لعبة كرة القدم لقرابة العشر سنوات، أنه رغم تشابه الأسماء، غير أن فرقا كبيرا بين وظيفة هذه الفئة بملاعب فرنسا، أين يحرصون على تأمين المباريات وتفادي حدوث انحرافات، وبين تورط بعض الأعوان بالميادين الجزائرية في العنف وانخراطهم في سلوكات حتى بعض المناصرين «الشوفينين» يتحرجون من القيام بها، وقال بزاز للنصر أن الاستعانة بفرق أعوان الملاعب، لتعويض عناصر الأمن داخل الهياكل الرياضية، يجب أن يمر أولا عبر تكوين قاعدي مع توفير مناخ مهني محفز. تسببت حادثة ملعب تيزي وزو الأخيرة، في إعادة ملف أعوان الملاعب للسطح، كيف تعلق في البداية على الحادثة؟ أعتقد أن المسؤولية مشتركة، في تلك الحادثة التي لا تخدم ولا تشرف الكرة الجزائرية، فعون الملعب ما كان عليه أن يتصرف بذلك الشكل ويتعمد استفزاز شاوشي والوصول لحد شتمه، خاصة وأن المباراة جرت في ظروف خاصة وتحت ضغط عال، كما أن الحارس شاوشي، كان عليه تجنب الدخول في ملاسنات ومناوشات مع ذلك العون والتصرف باحترافية، رغم أني أقاسمه شعور الإحساس بالإهانة الذي تعرض له. لطالما اشتكت الفرق الزائرة من سلوكات أعوان الملاعب، وهل توافق من يقول أنهم حادوا عن دورهم؟ أوافق هذا الرأي انطلاقا من وظيفتي كلاعب، ودائم الاحتكاك بأعوان الملاعب، في بعض الأحيان ينسون وظيفتهم الأساسية في تأمين المباريات والهياكل الرياضية، ويتحولون لمناصرين، لكن على طريقتهم الخاصة، من خلال فرض الضغط على عناصر الفرق الزائرة والتمادي في استفزاز اللاعبين، بحكم قربهم من غرف تغيير الملابس وحتى أرضية الميدان. وهل سبق أن وقفت في مشوارك على حالات خرج فيها الأعوان عن النص؟ لقد تكرر الأمر وفي عدة مناسبات، وأذكر أننا خلال تنقلنا إلى العاصمة وعلى مرتين متتاليتين في مواجهتي شباب بلوزداد وكذا مولودية العاصمة، أن تعرضنا لاستفزازات من مجهولين، قالوا أنهم أعوان تأمين الملعب وصل بهم الحد حتى لطلب تفتيش حافلة الفريق، كما سبق كذلك حادثة أخرى بملعب المدية حدثت الموسم المنصرم على ما أذكر. *وما هي طبيعة الاستفزازات التي تعرضتم لها؟ من خلال تجربتي، فإن المواجهات الأخيرة من الموسم، لطالما تكون نقاطها مهمة، سواء بالنسبة للفرق التي تلعب الأدوار الأولى واللقب أو الفرق المهددة بالسقوط، وهو ما يجعل النقاط جد غالية، ويدفع ببعض المسؤولين إلى فرض ضغط بطريقة غير رياضية على المنافسين، ويتجلى ذلك باستفزاز اللاعبين والمدربين والمسؤولين، وتتنوع تلك الضغوطات، مابين التهديد والشتم لإخراج اللاعبين من تركيزهم. *وهل سبق وأن تطور الأمر لحد الاعتداء الجسدي؟ نعم أحيانا، وأذكر أنه في إحدى مباريات موسم 2013-2014، أجبر فريق شباب قسنطينة على خوض مواجهتين في نفس اليوم، فتم تقسيم الفريق إلى مجموعتين الأولى تنقلت إلى النيجر لمواجهة نجيلاك، والثانية كانت على موعد مع مقابلة ببجاية ضد الموب، وكنت ضمن الوفد الذي تنقل إلى مدينة «يماقورايا»، وعرف اللقاء الذي كان يحتاج النادي البجاوي نقاطه الثلاث لضمان البقاء، عدة أحداث مؤسفة، من بينها محاولات الاعتداء على اللاعبين في النفق المؤدي إلى الملعب، أذكر أن بعض العناصر على غرار بولمدايس وسيدريك تعرضوا لاعتداء جسدي، من قبل مجهولين زعموا أنهم أعوان مكلفين بتأمين المقابلة، لكن في حقيقة الأمر كانوا مكلفين بتأمين نتيجة اللقاء للفريق المحلي. لعبت لمدة 10 مواسم بفرنسا، ما الفرق بين تصرفات الأعوان هناك وسلوكات نظرائهم بملاعبنا؟ فرق كبير، ففي فرنسا، الأعوان مجبرون على التحكم في تصرفاتهم والقيام بمهامهم وفق ما هو مطلوب وفقط وهو تأمين المباريات، ولا أذكر أنه تم تسجيل حادثة تورط فيها عون أمن، لأنه يفكر ألف مرة قبل التصرف بشكل خارج المهمة الموكلة له، كما أن العدالة الفرنسية وحتى مسؤولي الرابطة هناك، يتصرفون بحزم، مع كل ما من شأنه إخراج مباراة في كرة القدم عن نطاقها الرسمي، لكن في الجزائر الأمور غير منظمة البتة، فتجد أعوان الملاعب يصولون ويجولون قرب غرف تغيير الملابس، ويتحولون في لحظة إلى مناصرين يحتفلون بالأهداف التي يسجلها الفريق المستضيف، كما قد يثورون على لاعبي الفريق المنافس أو يعتدون حتى عليهم في حال تمكنوا من تحقيق الفوز على أرضية الميدان. في رأيك ما هو السبيل لضمان تنظيم مهمتهم؟ يجب في المقام الأول، تكوين هؤلاء الأعوان تكوينا جيدا، بطريقة بيداغوحية، تجعلهم بعد مباشرة مهامهم يدركون تمام الإدراك أنهم موظفون وليسوا مناصرين، وأن دورهم تأمين الملاعب والمباريات وليس زيادة الضغط، كما أن طريقة انتقائهم يجب أن تكون دورية من خلال إبعاد ذوي السوابق العدلية من هذه المهمة، ودون أن نغفل الوضعية المهنية لهم، لأنه لا يعقل أن نوظف أعوان في الملاعب لتأمين تظاهرات رياضية كبيرة، في وقت تكون وضعيتهم هشة من خلال غياب عقود عمل، التامين الاجتماعي وكذا الأجر المناسب. حاوره : ك – كريم رئيس مصلحة الأمن العمومي بوضرسة مراد للنصر إطارات ذات كفاءة تتولى تكوين فرق أعوان الملاعب أكد رئيس مصلحة الأمن العمومي على مستوى أمن ولاية قسنطينة مراد بوضرسة، أن المديرية العامة للأمن الوطني تولي أهمية لتكوين أعوان تأمين الملاعب، مضيفا في حديث للنصر أن إطارات ذوي خبرة في تأطير التظاهرات الرياضية عكفوا على تسطير برنامج يرافق العملية، بما يسمح بضمان تخرج فرق تتولى مهمة تأمين الهياكل الرياضية. هل يوجد بينكم وبين أعوان الملاعب تنسيق ؟ نعم يوجد تنسيق معهم، ويتجلى هذا على وجه الخصوص قبل كل مباراة أين نقوم بعقد لقاءات نحسسهم من خلالها بطبيعة العمل المناط بهم، ونعطيهم توجيهات مستمدة من خبرتنا الواسعة في مجال تأمين الملاعب. هل ترون أن طريقة انتقاء أعوان الملاعب تحتاج لمعايير خاصة؟ نعم هاته المهمة التي يناط بها أعوان الملاعب تحتاج إلى مواصفات خاصة، بالنظر لخصوصية هذا العمل أين يجب على هؤلاء التميز بصحة جيدة وسلوك قويم، إذ أننا نرى أن عون أمن الملاعب يجب أن يتوفر على صحة جسدية ونفسية وكذا قوة ذهنية حتى يتمكن من أداء مهمته بأكمل وجه هل سطرت المديرية العامة للأمن الوطني برنامجا لتكوين أعوان الملاعب؟ نعم المديرية العامة للأمن الوطني وعلى رأسها عناية اللواء المدير العام للأمن الوطني، تولي أهمية بالغة لأعوان الملاعب وهو ما يتجلى في توجيهات القيادة بهذا الشأن، حيث سطر برنامج وفقا لتعليمات القيادة، للعمل على تكوين أعوان الملاعب وهو ما انطلقنا به فعليا منذ مدة، بإعطاء المساعدة اللازمة من نافذة إطارات ذوي كفاءة وخبرة، في مجال تسيير التظاهرات الرياضية والمديرية العامة للأمن الوطني وكل إطاراتها على أهبة الاستعداد دائما لتقديم المساعدة لأعوان الملاعب من خلال التكوين والمرافقة، وكل هذا في إطار جهود القيادة للقضاء على ظاهرة العنف في الملاعب. بورصاص.ر مدرب مولودية العلمة خالد لونيسي باتوا خطرا على الفرق الزائرة أكد اللاعب الدولي السابق خالد لونيسي أن تطبيق فكرة الاستنجاد بأعوان الملاعب، لتنظيم المباريات الرسمية في البطولة المحلية «لم تحقق أي نجاح على أرض الواقع»، واستدل بتواصل أعمال العنف والشغب في كثير من الميادين، في انتظار تطورها أكثر في الجولات الأخيرة من البطولة، وذلك نظرا لاشتداد التنافس بين الفرق سواء التي تلعب الأدوار الأولى أو التي تصارع من أجل ضمان البقاء، وصرح للنصر:»أعتقد أن البطولة الوطنية لم تصل بعد إلى مرحلة الاعتماد على أعوان الملاعب في الإشراف على تنظيم المباريات الرسمية»، مضيفا « يجب إعادة النظر في موضوع الأعوان مادام لم نقف على نتائج إيجابية ملموسة منذ التطبيق قبل أكثر من موسمين». وقال المدرب الحالي لمولودية العلمة أن فكرة الاعتماد على الأعوان تعتبر «ثقافة مجتمع» بالدرجة الأولى، وأعطى مثالا لما يجري في الدوريات الأوروبية، حيث تحدث عن الغياب التام لأفراد الأمن الرسميين في أرضية الميدان، مادام أن مهمة تنظيم المباريات وحفظ الأمن تقع على عاتق شركات خاصة مهمتها الرئيسية إنجاح عملية التنظيم دون تسجيل أي تجاوزات سواء قبل أو أثناء أو عند نهاية المباريات الرسمية. ودعا اللاعب السابق لاتحاد الحراش إلى ضرورة وضع عدد من المعايير والشروط أبرزها التكوين المتواصل لأعوان الملاعب، والأكثر من ذلك فإنه قال من الأفضل عدم انتماء هؤلاء الأعوان للأندية المحلية، وصرح:» أعوان الملاعب في أوروبا لا يمتلكون أي انتماءات رياضية، على العكس عندنا فإن الغالبية منهم أنصار متعصبين»، مضيفا « مهمة الأعوان تنظيم الأنصار في المدرجات وليس الاهتمام بمتابعة المباريات دون الانشغال أصلا بما يجري وسط المشجعين». وبخصوص تعليقه لما حدث مؤخرا في تيزي وزو بين الحارس فوزي شاوشي وأحد أعوان ملعب أول نوفمبر فإن لونيسي، قال أنه وقبل الحكم على التصرف الذي بدر من الحارس الدولي، وجب أولا الاستفسار عن الجهة التي سمحت لذلك العون الجلوس خلف المرمى مباشرة، حيث قال:» المتعارف عليه هو أن مكان أعوان الملاعب في المدرجات وليس في أرضية الميدان، وبالتالي فإن السؤال الذي يطرح في هذه الحالة هو من سمح لذلك العون بالتواجد خلف المرمى»، وأردف قائلا:» شاوشي في النهاية هو إنسان يمتلك أحاسيس ومشاعر، ولم يتحكم في نفسه أمام الاستفزازات التي كان عرضة لها من قبل ذلك العون». وثمن الدولي السابق قرار الرابطة المحترفة في آخر القوانين منع أعوان الملاعب من التواجد في غرف تغيير الملابس في جميع الملاعب، وقال:» أعوان الملاعب باتوا يشكلون خطرا حقيقيا على الفرق الزائرة في جميع الملاعب تقريبا، وبالتالي فإن الرابطة أصابت كثيرا باتخاذها قرار المنع من التواجد في غرف تغيير الملابس»، مضيفا أنه تفاجأ مؤخرا بالتصريحات التي أطلقها مدرب شبيبة سكيكدة مصطفى بسكري حول تعرضه لاعتداءات جسدية في ملعب أول نوفمبر في باتنة، حيث صرح أنه من الواجب وضع حد لمثل هذه التصرفات في الجولات المتبقية من عمر البطولة، مادام أن الأمر يتعلق برياضة كرة القدم وخوفا من حدوث أي تجاوزات يروح ضحيتها اللاعبون والمدربون والحكام وحتى الأنصار. أحمد خليل المدرب عز الدين آيت جودي للنصر ليسوا مؤهلين حتى لحماية أنفسهم ! *حادثة شاوشي أعادت إلى الواجهة ملف أعوان الملاعب، ما رأيك فيما جرى بملعب أول نوفمبر؟ ما جرى بملعب أول نوفمبر خلال مباراة «الكلاسيكو» بين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر لا يمكن تقبله، سواء بالنسبة للحارس الدولي فوزي شاوشي، الذي كان عليه التحكم أكثر في أعصابه، وعدم الرد على أي استفزازات، وكذا بالنسبة لعون الملعب، الذي بدرت منه سلوكات خطيرة جدا لا يمكن السكوت عنها، أنا ضد هذه التصرفات، التي لا تشرف الكرة الجزائرية، رغم أنني لن أقف في صف شاوشي الذي لم يحترم نفسه كلاعب، وكان لزاما عليه تجب القيام بأية ردة فعل، في ظل حساسية اللقاء، صدقوني ما استوقفني أكثر سلوك عون الملعب أثناء تأدية مهامه، حيث كان مستلقيا على بساط ألعاب القوى، وكأنه في منتجع سياحي وليس في مكان عمل. كعنصر فعال في عالم كرة القدم، كيف ترى استحداث فرق لتأمين المباريات ؟ مع التطورات التي عرفتها كرة القدم في العالم، أصبحت مهنة عون ملعب تفرض نفسها، بفضل معرفته للمناصرين وعاداتهم، حيث يكون وسيطا حقيقيا بينهم وبين أعوان الأمن، سواء قبل، خلال أو بعد المباراة، ولكن في الجزائر الأمور تسير بشكل مغاير، في ظل عدم معرفة أعوان الملاعب بالمهام المنوطة بهم، حيث تجدهم يعملون كمشجعين لنواديهم، ويتناسون وظائفهم الحقيقية المتمثلة في ضرورة المساهمة في نبذ العنف بمختلف أشكاله. صدمت لسلوك شاوشي وما بدر من عون الملعب خضت تجارب في تونس والمغرب، هل الأمور مشابهة ؟ بحكم عملي في بعض بلدان الجوار، على غرار المغرب وتونس، فإنني لاحظت بأن أعداد أعوان الملاعب أقل بكثير مما هو موجود بالجزائر، من وجهة نظري المسؤولون هناك يلجؤون إلى أشخاص أكفاء، يعملون بالتنسيق مع رجال الأمن، ما يمكنهم من تجنب المشاكل التي نعاني منها ببطولاتنا الوطنية، التي نلاحظ فيها أعوان ملاعب غير محترفين، كما أنهم ليسوا مؤهلين أصلا لحماية أنفسهم، فما بالك بحماية الأنصار واللاعبين. في ظل التجاوزات التي تحدث كل أسبوع، هل أنتم مع أو ضد تواجد أعوان الملاعب بأرضية الميدان وبالقرب من محيط غرف تغيير الملابس ؟ كما هو معلوم، فإن دور أعوان الملاعب في المباريات، هو تنظيم الجمهور وبعض الأمور الثانوية في الملعب، سواء في المدرجات أو حتى في أروقة غرف الملابس، ولكن الشيء الذي لا يعرفه المتابعون أن المشاكل تبدأ بالدرجة الأولى من أعوان الملاعب، حيث يقومون بتصرفات وسلوكات غير مقبولة، والشيء الأخطر أن أعوان الملاعب يعتبرون مشجعين للفريق المحلي، ما يجعلهم في الكثير من الأحيان يقومون بالاعتداء والتعرض للفريق الضيف، وهذا ما يجعلهم أكثر خطرا من بعض الجماهير المتواجدة في المدرجات. هل سبق أن تعرضت لمضايقات من فرق أعوان الملاعب ؟ نعم تعرضت لمضايقات بالجملة، ولكنني أفضل عدم الحديث عنها احتراما للفرق التي قام بعض أشباه مسؤوليها بتلك السلوكات المشينة، لا يجب أن ننكر الدور السلبي لأعوان الملاعب في الجزائر، الذين يمارسون سياسة ترهيب الضيف، بحثنا عن الفوز، لا بد أن تكون هناك مراقبة لاختيار هؤلاء الأعوان، بما أنهم سيقومون بعمل إنساني ورياضي، فيجب أن يكونوا في المستوى وملفهم خال من كل التجاوزات، قبل ضبط قائمتهم الرسمية. هل يمكن إدراجهم في خانة تأمين المباريات أم تأمين النتيجة ؟ عون الملعب يتوجب عليه أن يقوم بتكوين نظري وتطبيقي، كما يجب أن يكون مرتبطا بعقد مع الفريق ينص على توظيفه كمحترف بأجر مقبول، بالإضافة إلى التزامه التام بالسهر على القيام بكل واجباته في الملعب يوم اللقاء وحفظ الأمن، دون مناصرة أي فريق من المتنافسين، أو القيام بأي من السلوكات التي تتنافى مع عمله ،كشخص حيادي يسهر على تأمين المنشأة الرياضية وضمان أمن الأنصار واللاعبين وكل الرسميين في الملعب. مشكلتهم أنهم مشجعون للفريق المحلي أندية كثيرة استنكرت خلال تنقلاتها تصرفات أعوان الملاعب، هل ترى بأن انسحاب الشرطة لا يزال حلما بعيد التجسيد؟ انسحاب رجال الأمن في الوقت الحالي مستحيل، لأننا لا نمتلك أعوان ملاعب مؤهلين للقيام بأدوارهم الحقيقية، في شاكلة ما يحدث في كبرى البطولات العالمية، كما أن خوض المباريات في غيابهم، فيه الكثير من المخاطرة، بالنظر إلى مظاهر العنف العديدة بملاعبنا الوطنية،...لا بد على المسؤولين أن يقوموا بدراسة وتشريح الوضع، قبيل اتخاذ أي إجراء، على أن يقوم أعوان الملاعب بالتعاون مع الأمن لتجنب الشغب في المنشآت الرياضية. حاوره: مروان. ب عمار بهلول (رئيس «ديريكتوار» الرابطة) للنصر فشل تجربة أعوان الملاعب أجبرنا على إبعادهم من محيط الميدان غالبية قوائم الأعوان ضمت أسماء لمسبوقين قضائيا أكد رئيس اللجنة المؤقتة المشرفة على ادارة شؤون الرابطة المحترفة وعضو المكتب الفيدرالي عمار بهلول، بخصوص قضية أعوان الملاعب واشكالية تواجدهم في محيط حجرات تغيير الملابس من الماضي، أن التعليمات الجديدة واضحة وصارمة، وتمنع تواجدهم التام في الأماكن المرتبطة بالجانب التنظيمي للمقابلة، خاصة بالنسبة للفريقين وطاقم التحكيم. بهلول، وفي حوار خص به النصر، أشار إلى أن «ديريكتوار» الرابطة المحترفة عمد إلى تنظيم يوم دراسي لفائدة محافظي المباريات ومراقبي الأمن، من أجل تقديم شروحات حول كيفية تطبيق التوصيات الجديدة الخاصة بأعوان الملاعب، واقتران ذلك بتنظيم اللقاء، كما أن الأهمية البالغة التي تكتسيها كل المباريات في الجولات الأخيرة من الموسم، دفعت بالرابطة إلى تعيين محافظين في كل مباراة، سعيا لضمان سير المنافسة في أحسن الظروف، ولو أنه تحدث أيضا عن أعوان الملاعب والدور الذي يلعبونه، وأمور أخرى نقف عليها بالتفصيل في هذه الدردشة. في البداية، ما تعليقكم على دور أعوان الملاعب في تأمين المباريات ؟ الحقيقة التي لا يمكن إنكارها، أن هذه التجربة أثبتت فشلها الميداني الذريع، لأن المجهودات التي بذلتها المديرية العامة للأمن الوطني من أجل الحرص على تكوين الأعوان، تحت لواء النوادي، قابلتها سياسة فاشلة من طرف مسؤولي الفرق، بدليل أن القوائم المرسلة، كانت في غالبيتها تضم المسبوقين قضائيا والأشخاص المعروفين بسلوكاتهم غير اللائقة، الأمر الذي انعكس بالسلب على مفعول هذا الاجراء، لأن الوقائع الميدانية سارت في الاتجاه المعاكس، برفض الأعوان القيام بالمهمة الموكلة لهم، واحتفاظهم بصفة المناصر، مع محاولة فرض الضغط على المنافس والحكام، وهي تصرفات وقفنا عليها في العديد من الملاعب، ليكون قرار إبعاد أعوان الملاعب نهائيا من محيط حجرات تغيير الملابس والنفق المؤدي إلى أرضية الميدان حتميا، مادامت الأمور قد خرجت عن نطاقها القانوني. نفهم من كلامكم بأن الفاف تعترف بفشل هذه التجربة، فمن يتحمل المسؤولية ؟ عدم نجاعة الإجراء الخاص بأعوان الملاعب اتضح ميدانيا قبل أن تقرر الاتحادية بشأنه، لأن بعض الاحداث التي تم تسجيلها تبقى بمثابة الدروس التي يجب أن نستخلص منها العبر، والتقييم الأولي لهذه التجربة، كشف بأن القوائم التي اقترحها مسيرو النوادي بخصوص الأعوان، لم تكن مضبوطة على معايير مدروسة، والبحث عن سد الفراغ لمسايرة الركب، فسح المجال أمام كل الشرائح للتواجد في فئة أعوان الملاعب، لكن وعند الاحتكام إلى الميدان للتطبيق الفعلي، اتضح بأن غالبية هؤلاء الأعوان لا يقومون بالدور المنوط بهم، بل أنهم يتحولون إلى «بلطجية»، ويحاولون استغلال فرصة تواجدهم في محيط حجرات تغيير الملابس، لفرض الضغط سواء على المنافس أو طاقم التحكيم، رغم أن المهمة الأساسية تكمن في ضمان الحماية للرسميين ولاعبي الفريق الزائر، فضلا عن هيكلة الأنصار وتنظيمهم في المدرجات، لكن كل هذه المهام تم الضرب بها عرض الحائط، ليتحوّل دور الأعوان إلى تهديد وترهيب لاعبي المنافس في النفق وأمام حجرات الملابس. وكيف تعاملتم مع التوصيات الجديدة وكيفية تطبيقها في نهاية هذا الموسم؟ لقد نظمنا أواخر شهر فيفري المنصرم، ملتقى لفائدة محافظي المباريات وكذا مراقبي الأمن الذين تعوّدوا على تنظيم لقاءات الرابطة المحترفة بقسميها الأول والثاني، خصص بالأساس لشرح التوصيات الجديدة المتعلقة بأعوان الملاعب، وكذا الجانب التنظيمي لمختلف اللقاءات، وقد أعطينا تعليمات جد صارمة في هذا الشأن، تلزم المحافظين والمراقبين بمنع تواجد أعوان الملاعب في محيط أرضية الميدان وعلى مستوى النفق المؤدي إلى حجرات الملابس، مع إلزام المحافظين بالالتحاق بالملاعب ساعتين على الأقل قبل الموعد المحدد لانطلاق المباريات، من أجل الوقوف على ظروف استقبال الفريق الزائر، واذا اقتضى الأمر بالنسبة للمقابلات ذات الأهمية البالغة تنظيم اجتماع تقني قبل موعد اللقاء بيوم، على أن يتكفل مراقب الأمن بمرافقة وفد الفريق الزائر على متن الحافلة من الفندق الذي يقيم فيه إلى غاية الملعب، تحت متابعة وحدات الأمن، لأن توفير الحماية اللازمة للزوار شرط ضروري، وهو العامل الذي نعاني منه في الجولات الأخيرة من كل موسم، ولو أننا نسعى هذه المرة للتخفيف من حدة هذه الظاهرة، وهنا إذا سمحتم بودي أن أوضح شيئا مهما تفضل ... ما هو؟ قرار منع تواجد أعوان الملاعب في محيط تغيير الملابس، وكذا على مستوى النفق منصوص عليه في الفقرة 3 من المادة 26 من القوانين العامة للفاف، لكن تطبيقه تأخر بسبب تزامن ذلك مع الاجراء القاضي بالسحب التدريجي لرجال الشرطة من الملاعب، إلا أن عدم مسايرة رؤساء النوادي لهذه التدابير، جعل الفيدرالية تبعث النصوص القانونية الخاصة بالمنع، لأن الاشكال يكمن في الاشخاص الذين يتم اختيارهم للتكفل بدور عون الملعب، بإدراج مسبوقين قضائيا في القوائم، والسعي لتوظيفهم من أجل فرض الضغط على المنافس وكذا الحكام، رغم أن عواقب ذلك جد وخيمة، مادام الحكم يمتلك سلطة القرار بعدم اجراء المباراة، بسبب عدم توفر الظروف الأمنية التي تسمح باجراء اللقاء، وهي اجراءات لم نطبقها إلى حد الآن على أرض الواقع، غير أنها مدرجة في النصوص القانونية، وتطبيقها قد يكون حتميا إذا ما تواصلت الأمور بنفس الطريقة. حاوره: ص / فرطاس الحكام يتغاضون عن سلاح المادة 61 صرامة قوانين الفاف بشأن الأعوان تجبر النوادي على «التحايل» مازال الجانب التنظيمي لمباريات الرابطة المحترفة بقسميها الأول والثاني يلقي بظلاله على معطيات المنافسة، خاصة مع اقتراب نهاية الموسم الكروي، وبلوغ «بورصة» النقاط ذروتها، سواء في حسابات التتويج باللقب والسعي للصعود أو تفادي السقوط، لأن البحث عن النقاط يجعل كل الأساليب متاحة، ولعب ورقة الضغط على الزوار تعد بمثابة الطريق الأنسب الذي يلجأ إليه الكثيرون لادراك الغاية المرجوة، حتى ولو كان ذلك على حساب اخلاقيات التنافس النزيه، لأن شعار «كل الطرق تؤدي إلى الفوز» يصبح القاسم المشترك في مثل هذه الوضعيات، مع الضرب بالروح الرياضية عرض الحائط. هذا الجانب يضع الفرق المستضيفة بين مطرقة ضغط النتائج و سندان القوانين المنصوص عليها، ليكون المخرج بايجاد ثغرات تسمح بالتلاعب في بعض المجالات المقترنة بالتنظيم، فتكون ورقة «أعوان الملعب» من بين أهم المفاتيح التي يتم اللجوء إليها لتجنب العقوبات المدرجة في السلم الانضباطي لقوانين الفاف، وذلك باستغلال الفضاءات المتواجدة على مستوى النفق المؤدي إلى ارضية الميدان وكذا على مقربة من حجرات تغيير الملابس لفرض الضغط على الزوار، وترهيبهم باستعمال بعض الاساليب، والتي تصل في بعض الأحيان إلى حد الاعتداءات الجسدية، لكن بعيدا عن أنظار طاقم التحكيم وكذا المحافظ. بالموازاة مع ذلك فإن القوانين العامة للفاف تبقى بمثابة السلاح الوحيد للحكام والمحافظين في مثل هذه الحالات، لأن الاتحادية سنّت نصوصا تحدد مسؤولية تنظيم كل مقابلة، انطلاقا من المادة 26، والتي تلقي بكامل المسؤولية في الجانب التنظيمي على الفريق المستقبل، والفقرة 3 من هذه المادة تمنع وجود أعوان الملاعب في محيط الميدان وكذا على مستوى النفق المؤدي إلى حجرات تغيير الملابس، وذلك لتفادي حدوث حالات اعتداء على المنافس، في الوقت الذي تم فيه ادراج بند في المادة 61 من القوانين العامة للاتحادية تخوّل للحكم الرئيسي اتخاذ قرار عدم اعطاء اشارة المقابلة، أو حتى إلغاءها كلية في حال ملاحظته لوجود أشخاص غرباء في محيط ميدان اللعب، لأن ظاهرة تواجد «البلطجية» في النفق تفاقمت، والتحجج بوجود أعوان الملعب غير بعيد عن حجرات الملابس يبقى دوما الذريعة التي يحاول بها مسيرو النوادي تبرير دوافع استعانتهم بأشخاص غرباء لضمان تنظيم المقابلة. والملفت للانتباه أن الحكام يعمدون إلى التنازل عن السلاح المخول لهم قانونا في التعامل مع مثل هذه الحالات، والمتمثل في نص المادة 61، حيث أن هذا البند القانوني يلزم الحكم الرئيسي بالتشاور مع المحافظ و مندوب الأمن بمنح مهلة 15 دقيقة للفريق المنظم لاخراج كل الأشخاص الذين لا علاقة لهم بدكة البدلاء من المغادرة الفورية لمحيط أرضية الميدان، مع ضمان تواجد رجال الأمن فقط في النفق المؤدي إلى حجرات تغيير الملابس، وفي حال الرفض يتقرر إلغاء المباراة، لكن هذا الاجراء لم يطبق على أرض الواقع في البطولة الوطنية، والحكام يلجأون دوما إلى تليين المواقف، حتى لو اقتضى الأمر تأخير موعد انطلاق اللقاء عن توقيته المحدد، في ظل وجود توصيات أخرى من الرابطة و اللجنة الفيدرالية للتحكيم تجبر الحكام على استعمال شتى الأساليب والطرق لضمان اجراء المباريات. على صعيد آخر فإن المادة 75 من القوانين العامة للفاف تخص ملتقطي الكرات، وتلزم كل فريق منظم باحضار 10 شبان يتكفلون بعملية التقاط الكرات، والاجراءات الجديدة أصبحت تشترط تحديد هويات هؤلاء الشبان، باشتراط اختيارهم من فئتي الأصاغر أو الأشبال، مع احضار الاجازات الخاصة بهم، وتسجيلها في قائمة يحضرها المحافظ، لأن المسؤولية تكون فردية في حال القيام بأي سلوك غير رياضي، والعقوبة تمتد إلى الرابطة التي يزاول فيها اللاعب نشاطه الكروي، وهي التدابير التي تم اتخاذها لمحاربة ظاهرة ادراج اشخاص غرباء في محيط الميدان تحت مظلة ملتقطي الكرات، كواحد من أساليب «التحايل» التي يلجأ إليها مسؤولو النوادي بحثا عن سبيل يمكن من تحقيق الفوز تحت تأثير الضغط على المنافس أو حتى الرسميين. صالح/ ف نائب رئيس وفاق سطيف العرباوي للنصر الأعوان يرفضون جلسات العمل و تربصات مديرية الأمن قال إبراهيم العرباوي، نائب رئيس وفاق سطيف، أن تطبيق فكرة تكليف أعوان الملاعب، بتنظيم المباريات الرسمية لم تكن ناجحة بنسبة مائة بالمائة، مشيرا بأنه دائما ما تكون هناك صعوبات في البدايات، لكن وجب الاستمرار، والعمل على تصحيح الأخطاء. وأكد المكلف بالتنظيم في بيت الوفاق، أن المشكلة الرئيسية تكمن في عدم احترافية الأعوان، مستدلا بعدم مشاركتهم المنتظمة في الملتقيات، وجلسات العمل التي تشرف عليها مديرات الأمن: «أعوان الملاعب يرفضون باستمرار المشاركة في التربصات، التي ينظمها الأمن، بهدف اكتساب الخبرة المطلوبة، حيث يكتفون بالحضور للعمل بصورة طبيعية يوم المباراة، على أن يتقاضوا مستحقاتهم المالية من إدارة النادي دون أن تشاهده في بقية أيام الأسبوع». وأردف قائلا: «الأمن دائما ما ينظم جلسات تكوينية، لتطوير مهارات الأعوان، ولكن ما نقف عليه هو غيابهم الدائم». وعن الجوانب التنظيمية في مباريات الوفاق لملعب الثامن ماي، فإن محدثنا أكد على وجود نوع من الوعي عند الأعوان أو الأنصار على حد سواء، مضيفا:« مناصر وفاق سطيف عند قدومه إلى الملعب دائما ما يستجيب لتوجيهات عون الملعب، ومهمته تقتصر على تشجيع الفريق من بداية المباراة لغاية نهايتها، والدليل عدم تسجيل أي تجاوزات في المباريات السابقة». وفي تعليقه عن حادثة حارس مولودية الجزائر شاوشي بملعب أول نوفمبر، فإن العرباوي قال أن حامي عرين الخضر أخطأ في الرد على عون الملعب، وكان من الأفضل التوجه مباشرة نحو الحكم، لدعوة محافظ اللقاء للتدخل، مادام أن القوانين واضحة ولا تسمح بوجود أي شخص غريب فوق أرضية الميدان أثناء المباريات، ماعدا أطراف اللعبة، ويتعلق الأمر بلاعبي الفريق المحلي، ولاعبي الفريق الزائر والحكام والمحافظين وقوات الحماية المدنية وعدد من أفراد الشرطة باللباس الرياضي والمصورين الصحفيين، وصرح لعرباوي في هذا الشأن: «كان من الأجدر على شاوشي عدم الرد بتلك الطريقة على العون، لأنه مطالب بالتوجه نحو الحكم الرئيسي، مادام أنه يمنع تماما وجود الغرباء فوق أرضية الميدان». وتحدث لعرباوي أن «الديركتوار» المشرف على تسيير البطولة الوطنية أصاب كثيرا في اتخاذ قرار منع الأعوان من التواجد بالقرب من محيط غرف تغيير الملابس، تفاديا لحدوث أي تجاوزات مهما كان نوعها، مادام أن كثير من الفرق الزائرة باتت تشتكي باستمرار من الاستقبال السيء الذي تحظى به في مختلف الملاعب، وقال: «نعلم جيدا أن الكثير من الأعوان هم في الأصل مشجعين، وبالتالي فإن إبعادهم من التواجد بالقرب من غرف تغيير الملابس أمر صائب للغاية، لأن المكان المناسب لهم هو المدرجات لتأطير الجماهير». أحمد خليل رضا بن دريس للنصر دورهم تغيّر من الحماية إلى التّرهيب والضّغط أعرب مدرب رديف الفيصلي السعودي رضا بن دريس، عن أسفه لحادثة الحارس الدولي فوزي شاوشي مع أحد أعوان الملاعب، مضيفا بأن هذه السلوكات لا تشرف البطولة الجزائرية، التي لا تزال بعيدة كل البعد عن الاحتراف الحقيقي، وفي هذا الخصوص قال ابن مدينة سطيف: «شيء مؤسف ما شاهدناه عبر شاشة التلفزيون بين فوزي شاوشي وأحد أعوان الملاعب، خلال المباراة التي جمعت الناديين الكبيرين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو. هذا الفعل المشين يؤكد المرض والمشاكل الكبيرة التي تتخبط فيها الكرة الجزائرية». وبخصوص دور أعوان الملاعب، فقد أشار مدافع الوفاق الأسبق، بأن الأمور تسير عكس التيار في الجزائر، في ظل الممارسات الخاطئة من طرفهم، مقارنة ببطولات عربية أخرى، على غرار السعودية، التي يشتغل بها منذ سنوات، وفي هذا الشأن قال رضا بن دريس: «أعتقد أن مهمة أعوان الملاعب تنحصر في تنظيم وحماية اللاعبين والمشجعين، بعيدا عن مؤازرة الفريق المحلي والضغط وترهيب الفريق الزائر». وتابع محدثنا كلامه: «الكرة السعودية نظيفة من هذه الممارسات والروح الرياضية هي السائدة في الملاعب، كذلك هناك طرق ردعية، فالاتحاد السعودي لكرة القدم جد صارم في تطبيق اللوائح والقوانين الخاصة بالانضباط والسير الحسن المباريات». وعن إمكانية التخلي عن أعوان الملاعب، والاكتفاء برجال الأمن والشرطة فقط، كما كان الحال في وقت سابق، فقد أوضح بن دريس بأنه لا فائدة من تواجدهم، في ظل افتقادهم للمهنية والاحترافية: «نعم يجب الاستغناء عنهم داخل أرضية الملعب، لا فائدة من وجودهم بالقرب من محيط الملعب وغرف تغيير الملابس، على اعتبار أن سلبياتهم أكثر من إيجابياتهم، وفي حال ما إذا كان الاستغناء عنهم شيء مستحيل، فإنه يتوجب الاهتمام بهم، من خلال توعيتهم وإخضاعهم لفترات تكوينية قصيرة، ولكن يبقى الردع وتسليط العقوبات القاسية وخصم النقاط أو معاقبة الملعب، هي الوسيلة الأنسب في حق الفرق، التي تقوم بتجاوزات من هذا النوع، على غرار ما حدث في لقاء تيزي وزو، الذي قدم صورة سيئة عن الكرة الجزائرية، التي عوض التقدم نحو الأمام تسير بخطى عملاقة نحو الخلف». مروان. ب «شوفينية» تتحول إلى «بلطجة» في تنظيم المباريات فسح دخول قرار السحب التدريجي لرجال الأمن من الملاعب مع انطلاقة الموسم الكروي (2016 / 2017) المجال أمام فئة «أعوان الملاعب»، لتسجيل تواجدها كطرف بارز في المعادلة المقترنة بالجانب التنظيمي لكل مباراة، لكن من دون القيام بالمهمة المنوطة بها، رغم استفادة هذه الشريحة من برنامج تكويني تحت اشراف مصالح الأمن الوطني، لأن التمسك بصفة «المناصر الشوفيني» كان العامل الذي حال دون نجاح هذه التجربة ميدانيا، مما جعل المكتب الفيدرالي الحالي يتراجع عن تطبيق هذا الاجراء، ويقرر سحب «أعوان الملاعب» من محيط حجرات الملابس، مع حصر مهمتهم في هيكلة وتنظيم الأنصار في المدرجات. ولعل من أبرز الحالات التي تم تسجيلها في هذا الخصوص الاعتداء الذي تعرض له الحكم زواوي في تاجنانت الموسم الفارط من طرف أحد «أعوان الملعب» عند الاحتجاج على ضربة جزاء في لقاء «الدياربيتي» ضد مولودية العاصمة، حيث استغل هذا العون فرصة تواجده في محيط أرضية الميدان، على مقربة من خط التماس ليتوجه صوب الحكم الرئيسي ويوجه له ضربة بالرأس، في حادثة كشفت عن «بلطجية» هذه الشريحة، وعدم قدرتها على القيام بالدور الموكل لها في الجانب التنظيمي، مع البقاء بقبعة «المناصر» الذي لا يستطيع مشاهدة فريقه يتعرض لمظالم تحكيمية. إلى ذلك فإن نهاية الموسم المنصرم شهدت حالة جسدت فشل مشروع «أعوان الملاعب»، وكانت في مباراة سريع غيليزان ومولودية العاصمة، لما وظفت إدارة «الرابيد» ورقة «الأعوان» لترهيب المنافس بين الشوطين على مستوى النفق المؤدي إلى حجرات تغيير الملابس، وكذا اجتياح أرضية الميدان قبل دقائق من نهاية الوقت الرسمي للمباراة، لتكون هذه المظاهر سببا في قلب الموازين فوق المستطيل الأخضر، فحوّل السريع هزيمته إلى انتصار، بفضل نجاح «الأعوان» في تنفيذ المخطط الذي رسموه لكسل النقاط الثلاث. نفس «السيناريو» تكرر في لقاء اتحاد الحراش و سريع غيليزان في الجولة ما قبل الأخيرة من الموسم الماضي، في قمة «النجاة» بالنسبة للطرفين، حيث كانت «البلطجة» السلاح الذي استعان به «الحراشية» لتفادي الهزيمة، بتوقف اللقاء لأزيد من 30 دقيقة. أما بخصوص الموسم الجاري فإن الحادثة الأخيرة بتيزي وزو في «كلاسيكو» الشبيبة ضد مولودية العاصمة كشفت عن مخطط آخر يلجأ إليه مسيرو النوادي للضغط على المنافس، وذلك من خلال دسّ «أعوان» ضمن قائمة ملتقطي الكرات، والتنصل من المهمة الرئيسية باستفزاز شاوشي كان المشهد الذي صنع الحدث على الصعيد الوطني وحتى العالمي، مع تسجيل حالات اخرى تتعلق بتهديد الزوار عند الدخول إلى الملاعب، كما كان عليه الحال عند تعرض بوزيدي لاعتداء بملعب البرج، وكذا مصطفى بسكري في نهاية الأسبوع الماضي بباتنة، اضافة إلى الأحداث التي سبقت لقاء ثمن نهائي الكاس ببشار بين شبيبة الساورة ووفاق سطيف.