فائض في السكن والربط بمختلف الشبكات جنين بورزق المتواجدة على بعد 150 كلم أقصى جنوب ولاية النعامة من بين البلديات النموذجية، حيث قطعت أشواطا كبيرة في التنمية، بفضل جملة من المشاريع التي عرفتها مؤخرا وكان لها الفضل في تغيّر وجه المدينة وترقية مختلف مرافقها، إلى جانب تسجيل مشاريع هامة خاصة ما تعلّق منها بقطاعات التربية، الصحة، والسكن وغيرها من الهياكل التي لاقت استحسان السكان. تحسّن ملحوظ عرفته بلدية جنين بورزق في مجال التنمية خاصة ما تعلّق بتحسين الظروف المعيشية لسكان، وذلك بعد استفادتها من عدّة مشاريع تنموية، إلى جانب التنسيق بين مسؤوليها والسلطات الولائية، حيث استفادت من عدّة مشاريع تنموية، حسب بن لخضر عبد الحق رئيس دائرة مغرار الذي كشف عن استفادة البلدية من غلاف مالي خلال السنة الماضية 2023، يقدر بحوالي 18 مليار سنتيم، 8 ملايير سنتيم في إطار برنامج دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، و10 ملايير سنتيم في إطار صندوق التضامن والضمان للجماعات المحلية، كان له الفضل في تسجيل عدّة عمليات تنموية بعضها أغلقت والبعض الآخر في النهاية. كما تم تسجيل 19 عملية تنموية خلال هذه السنة 2024، بغلاف مالي يقدر بحوالي 15 مليار سنتيم، ستمسّ مختلف القطاعات كالتربية، التهيئة الحضرية، الطاقة، الفلاحة وغيرها من القطاعات التي لها علاقة مباشرة بتحسين الظروف المعيشية للسكان. تغطية 100 % بمختلف الشبكات للأحياء الجاهزة من خلال هذه المشاريع التنموية، ركّز مسؤولو المنطقة بالتنسيق مع الدائرة على الاهتمام بالمتطلّبات الأساسية للسكان، وذلك بربط كلّ الأحياء بمختلف الشبكات، كالمياه الصالحة للشرب، شبكة الصرف الصحي، الكهرباء المنزلية، الغاز الطبيعي، حيث تم ربطها بنسبة 100 % بالنسبة للأحياء الجاهزة يضيف رئيس الدائرة، أما بالنسبة للتجزئات الريفية الجديدة والتي هي في طور الإنجاز وغير مشغولة، وصلت نسبة ربطها بمختلف هذه الشبكات حوالي 74 %، وبالتالي جنين بورزق لا تعاني من هذا الإشكال، وهذا راجع لاهتمام السلطات العمومية بهذه البلديات خاصة الحدودية والنائية. عدد السكنات أكثر من عدد الطلبات إذا كان أهم مشكل تعاني منه معظم البلديات هو تفاقم أزمة السكن، فالعكس تجده في بلدية جنين بورزق، إذ تجاوز عدد السكنات عدد الطلبات، وربما هي البلدية الوحيدة على المستوى الوطني التي قضت نهائيا على أزمة السكن، فبالنسبة للسكن الاجتماعي أكّد بن لخضر البلدية استفادت سابقا من 20 سكنا اجتماعيا وصلت نسبة الأشغال بها اليوم 70 بالمائة. كما استفادت السنة الماضية من 20 وحدة سكنية وصلت نسبة الأشغال حوالي 05 %، وهذه السنة استفادت من حصة 20 وحدة سكنية جديدة تم اختيار أرضيتها من طرف لجنة الدائرة وستنطلق في الأشغال، وبالتالي فمجموع عدد السكنات الاجتماعية ببلدية جنين بورزق هي 60 وحدة سكنية، وعدد الطلبات لحدّ الآن بعد التحقيق لدى البطاقية الوطنية للسكن ومصالح الحفظ العقاري هو52 طلبا، أيّ فائض ب 8 سكنات. أما بخصوص إعانات السكن الريفي فحصة البلدية هي 80 إعانة 40 استفادت منها البلدية السنة الماضية، و40 هذه السنة تم إيداع القائمة لدى مديرية السكن لعرضها على البطاقية الوطنية للسكن لتطهيرها، خاصة وأنّ مصالح الدائرة تلقت 211 طلب، أما حصة التجزئات الاجتماعية سنة 2023 فهي 50 حصة، وعدد الطلبات هي 50 طلبا. هياكل تربوية هامة وفائض في المنحة المدرسية يعدّ قطاع التربية من القطاعات الحسّاسة على مستوى بلدية جنين بورزق الذي حظي باهتمام كبير من المسؤولين المحليين، حيث تتوفر هذه البلدية على 6 مدارس ابتدائية، متوسطة، وثانوية بعدد إجمالي يقدر ب 1384 تلميذ منهم 760 تلميذ بالطور الابتدائي، معدل شغل الأقسام 18 تلميذا بالطورين الابتدائي والثانوي، و35 تلميذا بالنسبة للطور المتوسط. وقد تم التكفل الكامل بالإطعام المدرسي منذ اليوم الأول للدخول المدرسي، حيث تتوفر البلدية على 5 مطاعم مدرسية مجهّزة، ومطعم جديد في طور الإنجاز، كما تتوفر هذه المدارس على 3 ملاعب رياضية مدرسية معشوشبة، فيما ستستفيد بقية المدارس من نفس العمليات قريبا حسب رئيس الدائرة. أما التدفئة المدرسية فتوجد بها 5 مدارس تتوفر على التدفئة المدرسية، ومدرسة واحدة مزوّدة عن طريق الغاز الطبيعي، النقل المدرسي تم تخصيص حافلتين لتغطية جميع خطوط النقل المدرسي للأطوار التعليمية الثلاث، وإذا كان مشكل التضامن المدرسي يثير الاحتجاجات بمعظم مناطق الوطن، فإنّ بلدية جنين بورزق سجلت فائضا في هذا الشأن، حيث تقدّر حصة البلدية ب 400 حصة، تم منحها للتلاميذ مع تسجيل فائض يقدر ب 50 منحة تم إرجاعها إلى مصالح الولاية لمنحها إلى بلديات أخرى، كما تم توزيع 111 حقيبة مدرسية على جميع الأطوار الدراسية، وقد استفادت البلدية مؤخرا من غلاف مالي معتبر لصيانة كافة المدارس الابتدائية. الفلاحة المصدر الأساسي لاقتصاد البلدية يعتبر النشاط الفلاحي المصدر أو المورد الأساسي لاقتصاد بلدية جنين بورزق خاصة في ظلّ فتح آفاق الاستثمار الفلاحي بالولاية، فهي تعد بلدية فلاحية بامتياز، حيث تتوفر على مساحة زراعية إجمالية تقدر ب 49320 هكتار، 500 هكتار مستغلة، منها 295 هكتار مسقية، و205 هكتار غير مستغلة، كما تتوفر على مستثمرتين كبيرتين تتجاوز 10 هكتار لكلّ مستثمرة، وقد بلغ عدد الفلاحين الناشطين 275 فلاح. أما بخصوص عملية التطهير وبناء على القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 29 / 11 / 2023، فقد عاينت لجنة الدائرة المكلّفة بمعاينة المستثمرات الفلاحية بدون سند قانوني بفرض مطابقتها للقرار الوزاري المشترك 88 مستثمرة فلاحية بمساحة إجمالية تقدر ب 454.56 هكتار، 217.43 هكتار مستغلة، و237.13 هكتار غير مستغلة، بنسبة استغلال تقدر ب 47.83 %، وقد تم إعداد المحاضر الفردية وإيداعها لدى مديرية المصالح الفلاحية لولاية النعامة. وبخصوص النشاط الرعوي فقد تم إحصاء بهذه البلدية 9020 رأس من الأغنام، و2724 رأس من الماعز، 121 رأس من البقر، 27 رأسا من الإبل، و12 رأسا من الخيول، وقد قدر عدد الموالين ب 120 موال، وللحفاظ على هذه الثروة الحيوانية وحمايتها من الأمراض خاصة الحمى القلاعية التي ظهرت مؤخرا ببعض الولايات، فقد تم تنظيم حملة واسعة لتلقيح الأبقار ضدّ هذا الداء حسب رئيس الدائرة بن خالد. وبخصوص تدعيم الفلاحين، فقد استفادت بلدية جنين بورزق من 15 كلم طولي من الكهرباء الفلاحية، والبلدية لا تزال في حاجة إلى طول شبكة افتراضي حوالي 60 كلم طولي لتزويد 68 فلاحا بهذه الطاقة، للعلم أنّ بلدية جنين بورزق تشتهر ببعض المنتوجات الفلاحية الموسمية كفاكهة المشمش ذو النوعية الجيدة إلى جانب تجارب فلاحية ناجحة خاصة إنتاج التمور، أشجار الزيتون، الحبوب والمواد العلفية. مستثمر يحوّل أرضا قاحلة إلى جنّة خضراء خصوبة الأرض وتوفر المياه الجوفية جعل بلدية جنين بورزق قبلة للمستثمرين من خارج الولاية، حيث تمكّن الفلاح غرابي علي القادم من الشمال من الاستثمار في هذه البلدية، واستطاع أن يحوّل أرضا قاحلة بمنطقة جافة حار طقسها تتميز بمناخ شبه جاف وبإمكانيات عادية إلى جنّة خضراء تنتج مختلف أنواع الفواكه بعدما اختصّ في زراعة الأشجار المثمرة. وقد استفادت من حوالي 10 هكتارات في إطار برنامج الاستصلاح الفلاحي، ليستفيد بعدها من الشرط الفاسخ سنة 2009 وهو عقد ملكية باعتباره خدمها لينطلق في إنتاج الفواكه خاصة فاكهة المشمش التي تشتهر بها المنطقة، ليقوم سنة 2013 بتوسيع مستثمرته من حيث المساحة ب 30 هكتار أخرى لتصبح المساحة الإجمالية هي 40 هكتار، خصّص منها 12 هكتار نخيل بمردود سنوي يقدر ب 83 قنطارا و12 هكتارا من الأشجار المشمش بمردود 75 ق/ ه، 04 هكتارات زيتون بمردود 15 ق/ ه، 04 هكتارات أشجار مثمرة أخرى كالتين، الرمان، والإجاص بمردود 20 ق/ه. والمساحة المخصّصة لزراعة الأعلاف قدرت ب 03 هكتارات بمردود 50 ق/ه، وهي مستثمرة تتوفر على بئرين بسعة تدفّق 12 لتر/ ث وحوضين مائيين بسعة 200 م 3، توفر04 مناصب شغل دائمة و60 عاملا موسميّا وكلّهم من سكان المنطقة، وحسب صاحب المستثمرة فإنّه قام بغرس حوالي 20 ألف شجيرة من فاكهة المشمش، باعتبار أنّ بلدية جنين بورزق تشتهر بهذه الفاكهة، ويختلف مردود الإنتاج بها من سنة لأخرى تصل أحيانا إلى 10 آلاف قنطار، وهو الآن بصدد غرس 1000 شجيرة أخرى من هذه الفاكهة بعد نجاحه فيها من حيث النوعية والكمية، كما أنّ الطلب عليها من طرف تجار الشمال يتزايد من يوم لآخر، حيث أصبحت هذه المستثمرة قبلة للشاحنات من مختلف ولايات الوطن. بلدية تتحدّى الطبيعة وتنافس الولايات الساحلية بلدية جنين بورزق الحدودية المتواجدة أقصى جنوب ولاية النعامة والفاصلة مع حدود ولاية بشار، استطاعت أن تنافس الولايات الساحلية في مسابقة البلدية الخضراء، فبالرغم من إمكانياتها المادية المحدودة وتواجدها في أرض صحراوية قاحلة إلا أنّها استطاعت أن تحقّق هذا الإنجاز بفضل تحدّي مسؤوليها خاصة خلال العهدة السابقة، أين رفع رئيس البلدية آنذاك بن طالب بوسماحة التحدّي، وغامر بدخول المسابقة بتسخير كافة الإمكانات المادية والبشرية، وبتضافر جهود الجميع من السكان وفعّاليات المجتمع المدني، ممّا أهّلها لاحتلال إحدى المراتب الأولى وللمرة الثانية على التوالي. وأخذت البلدية على عاتقها تحدّى الطبيعة وعمل المستحيل، حيث تم القيام بأعمال جبارة حول أرض صحراوية قاحلة ذات تربة رملية كلسية غير صالحة للزراعة تماما، ومناخ جاف قاس متميز ببرودة شتائه وحرارة صيفه، والنجاح في جعلها من المشاريع TIP HIMO التابع لقطاع الغابات. وتم أخذ على عاتق ميزانية البلدية وسواعد عمالها بتوسيع الغرس خصوصا بعد نجاح بعض الأنواع من الأشجار، وكذا تزيين المدينة بالورود بمختلف أنواعها والتي تم غرسها خاصة بمنطقة أم المناطق ومقبرة الشهداء المتواجدتين بالمدخل الشمالي للبلدية، حيث أعطى دفعا قويا للمدينة وهو تحدّي كبير جدّا، بالإضافة إلى رفضه التام لقطع أيّ شجرة مهما كان نوعها، بل أمر بزيادة الغرس وهو ما أهّله ليحتل المرتبة الرابعة وطنيا في المسابقة المنظمة حول المدن الخضراء. وتوّجت كذلك كأنظف بلدية في المسابقة التي نظمتها الولاية السنة الماضية، تحت شعار "نظافة بلديتك عنوان حضارتك"، والتي تهدف إلى تحسيس المواطنين بضرورة الحفاظ على البيئة لاسترجاع الطابع الجمالي للمدن والأحياء، وخلق التنافس وروح المبادرة بين البلديات، وقد تم تقييمها وتأهيلها من طرف اللجنة التقنية الولائية للتقييم المشكّلة لهذا الغرض، والتي زارت كلّ البلديات ( 12 بلدية ) وفق المعايير المخصّصة لهذه المسابقة، حيث احتلت المرتبة الأولى واستفادت من مبلغ مالي يقدر ب 2.500.000.00 دينار. معطيات تبيّن أنّ بلدية جنين بورزق عرفت قفزة نوعية في مجال التنمية بفضل تضافر جهود الجميع من مسؤولين ومنتخبين وفعّاليات المجتمع المدني، وهي اليوم تركّز على الطابع الجمالي لواجهة هذه البلدية خاصة ما تعلّق بالبيئة، والتشجير إلى جانب تسجيل مشاريع تنموية لخلق مناصب الشغل لشباب البلدية وحمايته من مختلف الآفات الاجتماعية، وهي التي كانت بالأمس أم المناطق بتاريخها العريق، ستبقى أم القرى وأم البلديات في مجال التنمية.