المؤسسات الناشئة تقدم حلولا ل50 بالمائة من النفايات المنزلية أصبحت الطرق التقليدية لإدارة النفايات غير كافية للتعامل مع المشكلة المتزايدة للنفايات، وتوفر الرقمنة فرصة لإحداث ثورة في التسيير، كما يراه كريم ومان الخبير في إدارة النفايات، مؤكدا على ضرورة الاعتماد على مؤشرات وبيانات دقيقة، تساعد على فهم التوجهات الاقتصادية والاستهلاكية. أبرز الخبير ومان في تصريح ل«الشعب"، أهمية إعادة النظر في تسيير النفايات، كما جاء ضمن مخرجات مجلس الوزراء أمس الأول، وأكد رئيس الجمهورية ضرورة اعتماد نظرة جديدة في مجال إدارة النفايات. ويؤكد المتحدث على أهمية استعمال الرقمنة التي توفر العديد من المزايا، بما في ذلك تحسين المردودية وزيادة الربحية وتعزيز المراقبة والتحكم، ويمكن أن تصبح إدارة النفايات أكثر استدامة واحتراما للبيئة. كما تسمح التكنولوجيات الرقمية - يضيف محدثنا - بتنفيذ عمليات فعالة في إدارة النفايات، مفيدا أن التقنيات المتقدمة مثل الحساسات الذكية، تسمح بتطوير وتحسين الأداء، حيث يمكن لحاويات ذكية مجهزة بحساسات التنبيه بمستوى امتلاء الحاويات من تقليل المرور غير الضروري للشاحنات، ويمكن أيضا توفير بيانات في الوقت الحقيقي حول أنماط توليد النفايات من خلال منصات رقمية، مما يتيح للسلطات توزيع الموارد بكفاءة وتخطيط استراتيجيات إدارة النفايات المستقبلية. ومن مزايا استخدام الرقمنة، توفير حلول فعالة من حيث التكلفة لإدارة النفايات، من خلال إنشاء منصات رقمية واستخدام التكنولوجيا، هذا ما يمكن - بحسب الخبير - من تقليل التكاليف التشغيلية المرتبطة بجمع ونقل النفايات وتحسين توزيع الموارد. وأشار محدثنا إلى أن الوسائل الرقمية يمكن أن تتبع وتحسن مسارات جمع النفايات، ما يقلل من استهلاك الوقود ويوفر مدخرات كبيرة، كما تسمح بمراقبة وتحكم أفضل في عمليات إدارة النفايات، وتمكن السلطات من تتبع إنتاج النفايات وجمعها وإزالتها في الوقت المناسب، مما يتيح الكشف بسرعة عن النقائص والتدخل السريع. ويرى ومان أنه من الضروري أن تتم إدارة بيانات النفايات بطريقة احترافية، وأن يتم إنتاج المؤشرات الناتجة بدقة، ويعتقد أن من خلال هذه الصرامة، يمكن للسياسات العامة أن تكون قوية ومتكيفة مع التحديات البيئية والاقتصادية الحالية والمستقبلية، مضيفا أن البيانات المتعلقة بالنفايات لا تساهم في تحسين أنظمة إدارتها وخفض التكاليف فحسب، بل تساعد أيضا في فهم التوجهات الاقتصادية والاستهلاكية. فيما يخص الشركات الناشئة، أكد ومان على أنها تلعب دورا حيويا في تحسين إدارة النفايات وتدويرها، من خلال تبني التكنولوجيا وتطوير حلول مبتكرة تساهم في نظافة المحيط وبروز سوق خدماتية فعالة، وتبرز قوة هذه الشركات في الاعتماد على التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتحليلات البيانية والتعلم الآلي لتحسين عمليات إدارة النفايات وتدويرها. من خلال تجربته الطويلة في الميدان، أكد ومان أن هذه الشركات تقدم حلولا مبتكرة لفصل المواد القابلة للتدوير، وتسهيل عملية إعادة التدوير بطرق أكثر كفاءة واستدامة، على سبيل المثال، تستخدم الشركات الناشئة التكنولوجيا الحديثة لفصل أنواع البلاستيك عن النفايات الأخرى، وتحويله إلى مواد قابلة للتدوير، كما تطور أجهزة ذكية تستخدم الاستشعار لرصد مستويات النفايات داخل الحاويات لتحديد أوقات مرور الشاحنات، مما يساهم في تحسين جدولة جمع النفايات وتقليل تكلفة الخدمة العمومية. وقال ومان إن الشركات الناشئة تعمل على تطوير تقنيات لتحويل النفايات العضوية إلى مصادر طاقة متجددة وأسمدة عضوية، هذه التقنيات تساهم في الحد من الانبعاثات الضارة للغازات الدفيئة التي يعاني منها العالم ككل، من خلال ما ينتج عنها من احتباس حراري. وتسمح هذه الشركات بإيجاد حلول تقنية مستدامة لأكثر من 50 بالمائة من النفايات المنزلية، وتطور كذلك برامج ذكية لمراقبة نظافة المحيط وتتبع مسارات النفايات بكل أنواعها. لتفعيل دور الشركات الناشئة في ترقية الخدمة العمومية بكل أنواعها بما في ذلك قطاع النفايات، قال محدثنا إن السلطات العمومية أدرجت في قانون الصفقات المستحدث أحكاما تسمح بالتعاقد المباشر مع الجماعات المحلية لإدخال الحلول المبتكرة في تسيير المرفق العام.