تثمين لدور الدّبلوماسية الجزائرية وإصرارها المتواصل شكّل قرار تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح مشروع الاعتراف بفلسطين كدولة كاملة الحقوق ترحيبا كبيرا من قبل المجتمع الدولي وأحرار العالم، الذين يناضلون عبر مختلف المنابر من أجل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأجمعت آراء عديد المختصّين "أنّ عملية تصويت 143 دولة لصالح القرار انتصار جديد تحقّقه هذه القضية العادلة، التي تكسب مزيدا من الدعم والتضامن مع استمرار العدوان الصهيوني الغاشم على غزة، وانتصار أيضا للدبلوماسية الجزائرية التي تواصل جهودها الإنسانية من أجل تحقيق هذا الهدف. أكّدت النّاشطة والباحثة البروفيسور نصيرة يحياوي في قراءتها لقرار تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لمشروع الاعتراف بدولة فلسطين كعضو غير دائم، أنّه يعتبر "انتصارا آخر للقضية الفلسطينية على المستوى الدولي، وفشلا ذريعا للكيان الصهيوني الذي يخسر المزيد من المواقف والتأييد في ظل استمرار المجازر الوحشية بغزة، وبالتالي فهي خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح من أجل إعادة تصحيح الكثير من المواقف السياسية والأممية بحق الشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة التي تكسب الكثير من التأييد الدولي مقابل خذلان وانكسار الجانب الصهيوني المتعنّت الذي بدأ يفقد التأييد من قبل الدول الأعضاء خصوصا تلك الداعمة له سابقا". وأضافت الباحثة بقولها "إنّ القرار حتى وإن كان يحمل دلالة رمزية وسياسية بصفته يخص الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإنّه يشكّل مكسبا كبيرا للقضية الفلسطينية التي تحصد مزيدا من أصوات التأييد والمساندة والدعم اللامشروط من قبل الدول الأعضاء وأحرار العالم لإقامة دولتها المستقلة كاملة العضوية والحقوق، وعليه نتمنى أن تكون بداية للاعتراف التام بفلسطين، وهذا ليس عطية إنما هو حق من الحقوق المشروعة جاء بفضل تضحيات كبيرة طيلة عقود من الزمن، ولا يزال هذا الشعب يقدم يوميا عشرات الضحايا الأبرياء جراء المجازر الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة". واعتبرت الناشطة السياسية البروفيسور يحياوي "قرار الاعتراف وقبول 143 دولة بأحقية عضوية فلسطين بالجمعية العامة للأمم المتحدة، رسالة واضحة لمجلس الأمن الدولي، الذي حاول الاعتراض مرارا على قرارات المجموعة الدولية ،وتجاوز الشرعية الدولية الداعمة لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة، وهو أدنى شيء يمكن تقديمه لهذا الشعب نظرا لما يعانيه من ظلم وجور، وبالتالي فقد حان الوقت للمجموعة الدولية أن ترجع الحق لأهله، وتصحيح المواقف السابقة والفشل المتكرر في تمرير قرارات لصالح القضية بسبب الفيتو الأمريكي والضغط الصهيوني". كما ثمّنت عاليا موقف الجزائر الثابت والداعم للقضية الفلسطينية وقالت في هذا الخصوص "هو انتصار آخر أيضا للدبلوماسية الجزائرية التي ما فتئت تقدم قرار تلو الآخر نصرة للقضية الفلسطينية، ودعوة من أجل وقف العدوان الظالم على الشعب الفلسطيني، فمنذ انضمامها كعضو مراقب التزمت أمام المجموعة الدولية بوقوفها إلى جانب الدولة الفلسطينية لتجسيد رغبتها في الانضمام الى الجمعية العامة كعضو كامل الحقوق، كان آخرها مشروع القرار الذي تقدمت به باسم المجموعة العربية بمجلس الأمن الذي أجهض بسبب الفيتو الأمريكي مقابل تصويت 12 دولة على المشروع في تطور لافت وإيجابي بالمجلس، وعليه فإنّ هذا الموقف المشرف يعتبر نجاحا آخر للجزائر ومواقفها العادلة، وخذلانا للكيان المغتصب وبداية انكسار لجبروته ولحلفائه الداعمين.