احتفل الفلسطينيون بعملية التصويت التاريخية في نيويورك التي تمنحهم وضع الدولة المراقب غير العضو في الأممالمتحدة، حيث شهدت الضفة الغربية وقطاع غزة مظاهرات تأييد للخطوة، واعتبروها حدثا تاريخيا بعد تأييد أغلبية واسعة في الجمعية العامة للقرار. وقال عباس لصحافيين يرافقون الوفد الفلسطيني في نيويورك «هناك تطور كبير ايجابي في الموقف الاوروبي اذ اعلنت فرنسا وإسبانيا والبرتغال وقبرص ومالطا وسلوفينيا واليونان وأيرلندا انها تدعم مشروع القرار الفلسطيني. وتوجّهت دول الاتحاد الاوروبي الى التصويت منقسمة»، حيث تؤيد 12 دولة من اصل 27 من دول الاتحاد الاوروبي قرار منح فلسطين وضع الدولة المراقب غير العضو في الاممالمتحدة من بينها فرنسا وإسبانيا والدنمارك والنمسا، بينما تمتنع لندن وبرلين عن التصويت. واعلنت روسيا وتركيا وسويسرا وإيطاليا والسويد وبلجيكا تأييدها للقرار. وضمن الفلسطينيون حصول القرار على الغالبية المطلوبة لاقراره من قبل الدول الاعضاء ال193 غير ان حجم الانتصار الفلسطيني لن يقدر بالحصول على اصوات الدول ال130 تقريبا التي اعترفت حتى الان بفلسطين بل بالعدد الاضافي من الدول التي ستنضم الى النص. وقبل ساعات من التصويت، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون القادة الفلسطينيين والاسرائيليين الى إحياء عملية السلام المعطلة. وقال بان كي مون في كلمة امام لجنة الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني في حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس «ما هو مطلوب الآن هو ارادة سياسية وشجاعة اضافة الى حس بالمسؤولية التاريخية». في المقابل، توقع عباس ان تفرض الولاياتالمتحدة عقوبات على السلطة الفلسطينية بسبب توجهها الى الاممالمتحدة وقال «نتوقع عقوبات من الامريكيين ولكن معنى ذلك انهم لا يريدون السلطة واذا كان الامر كذلك، فليعلنوه صراحة». وتعتبر واشنطن واسرائيل ان المفاوضات المباشرة هي السبيل الوحيد للتوصل الى قيام دولة فلسطينية. واكدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مساء الاربعاء، ان الطريق الى حل الدولتين الذي يلبي تطلعات الفلسطينيين يمر عبر رام اللهوالقدس وليس عبر نيويورك. وعن التهديدات الاسرائيلية له وخصوصا تلك الصادرة عن وزير الخارجية الاسرائيلي، افيغدور ليبرمان، قال عباس «نحن تحت احتلال ولا يمكن الحديث عن اي نوع من الاحتياطات ولن اتخذ اي احتياطات، فإذا ما ارادوا قتلي فليتفضلوا». وعمّت التظاهرات مدن الضفة الغربية وقطاع غزة احتفالا بالخطوة وتصاعدت الدعوات الى تكريس الوحدة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس. وفي قطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة حماس نظمت حركة فتح وفصائل منظمة التحرير لأول مرة فعاليات جماهيرية ومسيرات تأييد لخطوة التوجه للأمم المتحدة. وخرجت مسيرة كبيرة شمالي القطاع رفع خلالها المشاركون أعلام فلسطين ورايات لحركة فتح، ورددوا هتافات تأييد، كذلك نظمت الحركة مهرجانا مركزيا في مركز «الشوا» الثقافي بمدينة غزة، حضره ممثلون عن كل القوى السياسية، ورفعت خلالها لافتات مؤيدة لخطوة الأممالمتحدة وصورا كبيرة للرئيس عباس. وهذه هي المرة الأولى منذ أكثر من أربع سنوات التي تسمح فيها حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة لحركة فتح بإقامة فعاليات جماهيرية. وكان الرئيس عباس وقبيل توجهه لمقر الأممالمتحدة في نيويورك حصل على تأييد لخطوته هذه من حركة حماس، على الرغم من الخلاف السياسي بينهما في البرامج. كما تجلت الوحدة الوطنية الخميس في المسيرات الشعبية التي نظمت في الاراضي الفلسطينية، حيث شارك جميع نشطاء الفصائل سواء الاسلامية او الوطنية في تلك المسيرات الداعمة للطلب الفلسطيني للجمعية العامة للامم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين ومنحها صفة دولة مراقب في المنظمة الدولية.
فياض: «حصول فلسطين على صفة دولة مراقب.. انتصار لشعبنا»
قال رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، إن اليوم الذي رفعت فيه مكانة فلسطين إلى دولة بصفة مراقب يعتبر «يوما انتصرت فيه البشرية بحق شعبنا». وقال فياض، في تصريحات خلال اتصال هاتفي مع «معا» الاخبارية الفلسطينية الجمعة عقب التصويت على رفع مكانة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ان «الدعم والتعاطف الدولي البارز من خلال التصويت والنسبة المرتفعة والتي زادت عن ثلثي اعضاء الجمعية العامة يدل على عمق التعاطف والتضامن الدوليين مع شعبنا فيما يتعلق بالمشروع لنيل حريته واستقلاله».
وتمنى فياض ان تكون هذه الخطوة اضافية على درب الوصول لتحصيل كافة حقوق شعبنا المشروعة. وحول الخطوات التي ستعمل عليها الحكومة بعد العودة من نيويورك، قال فياض: «ستعمل الحكومة الفلسطينية على البناء على هذا الانجاز المهم والذي استفاد كثيرا من الجهد الذي بذلته السلطة على كافة المستويات الاهلية والرسمية لتحقيق الجاهزية لقيام الدولة».
قالت بريطانيا إنها تحترم قرار الاممالمتحدة منح فلسطين صفة دولة مراقب، وذلك بالرغم من امتناعها عن التصويت. وكان وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، اعلن في وقت سابق أن بلاده ستمتنع عن التصويت الا اذا قبل الفلسطينيون بلا شروط العودة الفورية لطاولة المفاوضات مع اسرائيل. واكد هيغ مع ذلك انه يحترم تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة لفائدة القرار الذي عارضته تسع دول بينها بالخصوص الولاياتالمتحدة واسرائيل. وقال هيغ في بيان «نحن نحترم خطة العمل التي اختارها الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس ونتيجة (تصويت) الجمعية العامة للامم المتحدة». واضاف «سنضاعف جهودنا لاعادة اطلاق عملية السلام وسنستمر في دعمنا الحازم للرئيس عباس والسلطة الفلسطينية وحل الدولتين». وحثّ وزير الخارجية البريطاني الطرفين على قبول نتائج التصويت ووعد بدعم بريطانيا من اجل التوصل الى حل سلمي.
باريس تدعو إلى استئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية بلا شروط
دعا الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، الخميس بعد تصويت تاريخي في الجمعية العامة للأمم المتحدة لفائدة منح فلسطين وضع دولة مراقب، إلى استئناف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية بلا شروط وبأسرع ما يمكن. واوضح هولاند في بيان ان فرنسا صوّتت لصالح هذا الاعتراف الدولي بفلسطين «وان فرنسا ايدت الخيار المتجانس مع هدف الدولتين اللتين تعيشان في سلام وامن الذي تم التنصيص عليه منذ 1947». واكد انه للتوصل إلى هذا الهدف، يجب ان تستانف المفاوضات بلا شروط وبأسرع ما يمكن. واضاف هولاند ان الحوار المباشر هو بالفعل السبيل الوحيد للتوصل إلى حل نهائي لهذا النزاع. وفرنسا على استعداد للاسهام في ذلك بوصفها صديقا لاسرائيل ولفلسطين، مذكّرا بأن القرار الفرنسي بهذا الشأن منسجم مع الالتزام بدعم الاعتراف الدولي بدولة فلسطين.
وزير الخارجية الفلسطيني يدعو إسرائيل إلى إعادة حساباتها والإلتزام بالقانون الدولي
أعرب وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، عن سعادته بمنح فلسطين وضع دولة مراقبة غير عضو بالأممالمتحدة، داعياً إسرائيل إلى إعادة حساباتها والإلتزام بالقانون الدولي. وقال المالكي للصحافيين بعد صدور قرار منح فلسطين وضع الدولة المراقبة غير العضو بالأممالمتحدة في الجمعية العامة بتأييد 138 عضو «نحن سعداء جداً بطبيعة التصويت الذي جاء تعبيراً عن الدعم الحقيقي لفلسطين والقضية الفلسطينية، فهذا هو فعلاً تأكيد على تن دول العالم، أخيراً، انتصرت للحق الفلسطيني». واضاف «نريد أن نشكر كل الدول التي صوتت معنا ونريد أن نقول إننا الآن أكثر قوة وعزماً للمضي قدماً في عملية السلام من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية ضمن مفهوم حل الدولتين». وأعرب وزير الخارجية الفلسطيني عن امله في أن تستفيد القيادة الإسرائيلية مما حدث كي تعيد حساباتها وتقيم سياساتها تجاه الالتزام بالقانون الدولي والشرعية الدولية من أجل العودة إلى المفاوضات وحماية حل الدولتين وإنهاء الاحتلال والسماح بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة والمتواصلة جغرافياً في الأراضي التي احتلت بالعام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية.
قال خالد مشعل، زعيم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، إنه ينبغي النظر إلى الاعتراف الضمني بدولة فلسطينية ذات سيادة الذي حقّقه منافسه الرئيس محمود عباس في الأممالمتحدة، إلى جانب الصراع الذي نشب في الآونة الأخيرة في غزة مع إسرائيل كإستراتيجية واحدة جريئة، قد تؤدي إلى تمكين كل الفلسطينيين. وقال مشعل «إن الحرب القصيرة التي أودت بحياة 162 فلسطيني وخمسة إسرائيليين انتهت بشروط وضعتها حركة المقاومة الإسلامية حماس وانهت عزلتها وخلّفت حالة جديدة قد تؤدي إلى المصالحة مع حركة فتح التي يتزعمها عباس». وفي مقابلة مع «رويترز» في الدوحة، قارن مشعل حالة الانكسار الإسرائيلية بابتهاج الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل واصر على أنه «لأول مرة يطلبون وقف اطلاق النار بشروط المقاومة بشكل واضح وبحضور الأمريكيين». ودعّم مشعل بقوة المبادرة الدبلوماسية التي قادها عباس رئيس السلطة الفلسطينية لترقية الوضع الفلسطيني في الأممالمتحدة إلى دولة غير عضو بصفة مراقب والتي أيدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقال مشعل «إن هذا يضع الفلسطينيين دبلوماسيا على قدم المساواة مع الفاتيكان ولكن من الناحية السياسية قد يساعد على توحيد الجهود الوطنية الفلسطينية، كجزء من عملية المصالحة مع حركة فتح التي يتزعمها عباس».