عرضت الفنانة التشكيلية البولونية الأصل ميرة نابوروفسكا خمسين عملا بمعرض تم تدشينه أمسية الأحد بفندق الأوراسي، أين عبرت في معضمها عن مواضيع تعنى بالتراث الوطني الجزائري. عبرت الفنانة التشكيلية ميرة في لوحاتها عن مدى تعلقها بالجزائر وثقافتها الواسعة حول التراث والموروث الثقافي الجزائريين بمختلف مناطقها الساحلية، الداخلية والصحراوية، وقد أكدت ميرة هذه الفكرة المستنتجة من أعمالها إذ قالت أن''التراث الجزائري بغناه وتنوعه يشكل مصدر إلهامي الأول''، كما اعتمدت الفنانة في الخمسين عملا على تقنية الرسم بالألوان الزيتية على القماش المتداخلة تارة والمتباينة تارة أخرى خاصة في لوحات المناظر الطبيعية والمواقع والمناطق الاثرية المختلفة، والألوان الفاقعة في اللوحات التي تحكي التراث الثقافي غير المادي كالرقص ومختلف الآلات الموسيقية التقليدية التي لها وقع في التراث الفني الجزائري. جاء المعرض في قسمين بحسب المواضيع وتقنيات التلوين المعتمدة في اللوحات، فالجزء الأول إحتوى مجموعة الأعمال بأسلوب الرسم التصويري وتصب مواضيعه في فحوى واحد يحكي المناظر، المواقع والمناطق الأثرية لمختلف مناطق الوطن، وبألوان زادتها جمالا من جهة وركزت معانيها من جهة أخرى، وهذا كان واضحا وجليا في اللوحة التي أبرزت جمال منطقة القبائل، أصالة حي القصبة العتيق بالعاصمة، واحات منطقة تيميمون، المركب السياحي لتيبازة وجسر سيدي مسيد بقسنطينة، كما أعطت لوحات ميرة القية الجمالية المستحقة للمناطق الصحراوية من خلال الألوان المعتمدة والمتدرجة في تصوير كثبان ذهبية بعين الصفراء، وفي هذا الصدد أكدت الفنانة التشكيلية ميرة ''أن لوحاتها مليئة بالجمال بما فيها المناظر الحضرية''، حيث حملت الكثير من لوحاتها عنصر الإضاءة والإشراق خاصة في العملين الذين حملا اسمي ''سوق الوادي''، و''قرية من القبائل''، أماعن الجزء الثاني من المعرض فقد ضم اللوحات التي تحكي عن التراث غير المادي، هذا الأخير الذي جسد بطريقة فنية جذابة بألوان فاقعة تجذب وتصر الناظرين، فتافمانة ميرة لم تهمل الموروث الموسيقي الجزائري الأصيل بل عبرت عنه برسم آلات موسيقية أصيلة هي ''الناي''، و''البندير''، ومن هذه الناحية قالت الفنانة''أعتقد أن الفنان التشكيلي يعد مؤرخا بعض الشيء، إذ ينبغي عليه المحافظة على التراث .'' ومن جهة أخرى أكدت الفنانة ميرة نابوروفسكا أنه''بفضل الأشراق والدفء الكبيرين الذين تتميز بهما الجزائر فقد اعتبرتها بلدي الثاني الذي اكتشفت فيه عالم الألوان.'' ------------------------------------------------------------------------