يتواصل بفندق الأوراسي معرض الفنانة التشكيلية ميرة الى غاية 15 ماي الجاري .المعرض تختصر فيه صاحبة الريشة البولونية التراث الثقافي الجزائري الذي تاثرت بجماله وغنائه، هذا الثراء والتنوع دفع بميرة الى تجسيده في اكثر من لوحة تشكيلية تفننت في ادائها بطريقة رائعة تبرز حقيقة وغنى هذا التراث الثقافي الجزائري المادي منه وغير المادي. ويظهر التراث غير المادي في لوحات ميرة على غرار الرقص الشعبي والمراسم والتقاليد التي ''تخلدها'' في أعمال تنمّ عن كثير من الألحان والشاعرية مثل تلك التي تحمل عنوان ''الحفلة'' و''مراسم شرب الشاي''. وتتضمن مجموعة لوحات المعرض التي تعد عبارة عن رحلة عبر ربوع الجزائر بورتريهات مصغرة لنساء يرتدين أزياء تقليدية وتحملن حليا مزينة بأحجار كريمة.. وترى التشكيلية البولونية ميرة ان الفنان التشكيلي يحمل رسالة مماثلة للمؤرخ على اعتبار انه يساهم في نقل المادة التاريخية ويحافظ علي التراث وذاكرة المجتمع من خلال تلك الرسومات التي تجسدها تلك اللوحات الفنية، معتبرة أن ''أهم ميزة للفنان هي حساسيته لأن هذا الأخير لا ينظر فقط بعينيه وإنما كذلك بقلبه وروحه. وقالت ميرة ''إن مواضيع لوحاتها لا تقوم باختيارها من قبل وإنما المواضيع هي التي تفرض نفسها عليها، '' حينما أمرّ أمام مبنى أرى فيه منظرا يفتنن، أقوم بعد أن نسخته بعيني وقلبي بنقله على لوحتي''. وأشارت في هذا الصدد إلى أن مواضيعها المفضلة هي ''كل ما هو تراثي. كما أوضحت ميرة انه من خلال ''رسم هذه الأحياء القديمة احب إبراز كل ألوانها الجميلة التي تتهادى على أسوارها والتي تتغير حسب مختلف أوقات النهار وتعطيها بذلك بعض الضوء المتجدد''. وأبرزت في هذا الإطار ''أنها قامت باكتشاف الأضواء في الجزائر علاوة على ثراء الألوان''. وكانت الفنانة قد عرضت أربعين لوحة أنجزتها بتقنية الرسم الزيتي والتصويري، وهو الأسلوب - كما قالت - ''الذي أجد نفسي فيه كثيرا'' حيث قامت من خلاله ''بتخليد مناظر الجزائر'' الرائعة على غرار تلك الخاصة بمنطقتي القبائل وتيبازة علاوة على المواقع والتحف مثل القصبة والجزائر ودلس التي أعطتها روحا وحيوية أخرى من خلال استعمال تنوع الألوان.