هذه قصة ماشطة بنات فرعون وهي التي تمشط شعورهن، وكانت امرأة مؤمنة لها خمسة أبناء. في مرة من المرات كانت الماشطة تمشط لبنات فرعون، فسقط منها المشط فقالت الماشطة: اللّه أكبر! قالت ابنة فرعون: اللّه هو أبي! فقالت الماشطة: اللّه هو الذي خلقك وخلقني وخلق أباكِ... ذهبت البنت إلى أبيها فرعون وأخبرته بما حدث من أمر هذه الماشطة، فأمر فرعون بهذه المرأة وأبنائها فأتوا بهم جميعاً وأمر خدمه أن يضعوا زيتاً في حلة كبيرة ويغلوها ويجعلوا النار مشتعلة من تحتها، فقال فرعون للماشطة: من ربّك؟ قالت: ربي هو الذي خلقك وخلقني وخلق الناس جميعا. فكرّر عليها السؤال وهي عند إجابتها، فأمر فرعون حارسه بأخذ أكبر أبنائها وهو يسحبه وهو متعلق بأمه وينظر لها وهي تبكي وهو يبكي، وإخوانه يبكون وينظرون إلى الأم، قال فرعون لها: إن لم تؤمني بي فسأرمي بابنك! وسألها: من رّبك: فقالت ربي الذي خلقني وخلقك وخلق الناس جميعاً...فأخذ ابنها ورماه في الزيت والأم ترى وإخوانه يرون المنظر...وها هي عظامه تطفو على سطح الزيت !! ومن ثم سألها نفس السؤال: من ربّك؟ فأبت المرأة أن تغيّر قولها وقالت: ربي هو الذي خلقك وخلقني وخلق الناس جميعا!! فأخذ الابن الثاني وزجّه في الزيت وما هي إلاّ لحظات وتطفو عظامه على سطح الزيت فتختلط عظام الابن الأول بالثاني، والأم والاخوة يرون المنظر!! وأعاد فرعون سؤاله من جديد على هذه المرأة وهي مصرّة عند رأيها، فأخذ الثالث وزجّه في الزيت وإذا بعظامه تختلط بعظام إخوته!! وكذلك الرابع...أما الخامس فكان رضيعا تحمله أمه، فكرّر السؤال فقالت ربّي هو الذي خلقني وخلقك وخلق الناس جميعا، فأخذ الطفل وهو في حضنها فرمى بذلك الجسم الصغير في الزيت وما هي لحظة إلاّ وعظامه تطفو مع بقية عظام إخوته، فقال لها: من ربّك؟ فقالت: ربّي هو الذي خلقك وخلقني وخلق الناس جميعا !! أمر عندها فرعون حارسه فأخذ المرأة المؤمنة المحتسبة وزجّها بهذا الزيت !! يا لروعة إيمانها...ضحّت بأبنائها الخمسة وبنفسها من أجل كلمة التوحيد ! عندما عرج بالنبي المصطفى صلى اللّه عليه وسلم إلى السماء، وفي صعوده اشتم رائحة جميلة فقال: ''ما هذه الرائحة؟''، فقيل له هذه ماشطة بنات فرعون وأبنائها.