دعا مشاركون في فعاليات الملتقى الوطني حول ''تراث ولاية تيبازة التاريخي والأثري'' المنعقد بقاعة المحاضرات للولاية إلى ضرورة تكثيف البحوث العلمية وعمليات التنقيب للكشف عن الحقائق الخفية التي تزخر بها المنطقة من آثار ومعالم تاريخية، لم تنصفها قصاصات التاريخ إلى حد الساعة. أكد المتدخلون أن ولاية تيبازة تزخر بتراث ثقافي مادي هائل، باعتبارها تضم مواقع أثرية ترجع لفترات تاريخية مختلفة، بداية من العصور الحجرية لفترة ما قبل التاريخ، مرورا بالفترات القديمة ووصولا إلى الفترة الإسلامية الحديثة، مشيرين إلى أن المنطقة عرفت أحداثا تاريخية في غاية الأهمية عبر العصور، خاصة خلال الفترات القديمة والفترة الإسلامية ومرحلة المقاومة، وكذا الثورة التحريرية، مؤكدين على أنه الجانب الذي يبقى في حاجة ماسة إلى البحث والتحليل بالنظر إلى كون البحوث المقدمة بهذا الشأن لا تغطي مجمل الفترات التاريخية، كما أنها لم تشمل مجمل المواقع الأثرية مثلما أشار إليه الدكتور ''عبد القادر دحدوح'' في معرض مداخلته، لتبقى المنطقة بذلك بحاجة ماسة إلى تقديم أبحاث مكملة حول تاريخها وآثارها وبحاجة للتعريف بأعلامها ومعالمها وإبراز مكانتها في التاريخ القديم والحديث. كما شملت فعاليات الملتقى تقديم 25 مداخلة من طرف أساتذة متخصصين في التاريخ والآثار، قدموا من كل جامعات الوطني، حيث ركزوا على الجانبين التاريخي والأثري لمختلف الفترات التاريخية المسجلة بالمنطقة، منها 4 مداخلات خاصة بالضريح الملكي الموريتاني الذي تضاربت بشأنه الروايات حول حقيقة منشئه، كما لم يغفل المنظمون الحديث عن الحقبة الاسلامية، وبرمجت عدة مداخلات تتعلق بمساجد مدينة القليعة والعناصر المعمارية لمدينة شرشال، كما قدمت مداخلات أخرى تتعلق بتأسيس بعض المدن خلال فترة الاحتلال الفرنسي والتطور الاجتماعي الحاصل على مر العصور، إضافة إلى الحملات الاسبانية على المنطقة عقب سقوط الأندلس. تجدر الإشارة إلى أن ذات الملتقى نظمه المركز الجامعي لمدينة تيبازة على مدار يومين ويندرج ضمن أولويات أهدافه توفير مادة علمية وتاريخية حية، يعتمد عليها طلبة تخصص الآثار المرتقب اعتماده بالمركز خلال الدخول الجامعي القادم.