أكد المخرج محمد حويذق في مداخلته بقسم الفنون الدرامية بجامعة وهران، خلال اليوم الدراسي الموسوم ب ''المقاومة والثورة التحريرية في السينما الجزائرية'' على عدم تماشي ولا توافق البرامج المسطرة في الجانب الثقافي مع الأموال الطائلة التي خصصت بناء على حجم المناسبة. وأردف ذات الفنان قائلا: ''في الوقت الذي لا توجد فيه سياسة ثقافية في الجزائر واضحة المعالم لا يمكننا الحديث عن سينما أو مسرح راقيين''، مذكرا في هذا الشأن أنه يجب الإسراع في ''توثيق تاريخنا مع الرجال القلائل الذين لازالوا على قيد الحياة، بالاعتماد على الإمكانيات الخاصة للمهتمين بهذه القضية. ودعا المخرج محمد حويذق خلال الملتقى المنظم بمخبر الأفلام الثورية في السينما الجزائرية بالتعاون مع قسم الفنون الدرامية، تكريما لروح الفقيد الأستاذ ززيان احمد ؟؟؟ إلى الاستعانة بالكفاءات الجامعيةئفي إنجاز الأفلام الوثائقية الثورية، نظرا للموضوعية والحياد التي يتبعها الطالب في انجاز أعماله العلمية، عكس المختصين الذين يضعون المسألة المالية في أولوياتهم بما يجعل أعمالهم التوثيقية غير حيادية وبها الكثير من الريبة والغموض والتضارب في المعلومات. وأعرب المخرج حويذق عن إعجابه بمخبر فهرس الأفلام الثورية في السينما الجزائرية، مؤكدا على قبوله المساعدة مجانا في توثيق أهم أرشيف مسكوت عنه، حسبه.فيما كشف الأستاذ رحو قادة من جامعة سيدي بلعباس عن مسألة مثيرة، مفادها أن أغلبية الأعمال الثورية التي قدمت من قبل الجزائريين، هي من محض الخيال ولا تمت للواقع بصلة من خلال مداخلته التي عنونها ب ''واقعية الثورة الجزائرية وغرائب التخييل في معالجتها سنيمائيا''، رغم أن الحدث واقعي وأشخاصه أحياء مثل: ''دورية نحو الشرق''، ''الليل يخاف من الشمس'' من خلال مزج الجد بالهزل، مردفا أنه كان يفترض على من تناولوا تلك الشخصيات الثورية أن يقدموها بسلبياتها وإيجابياتها. في السياق ذاته، أعابت الأستاذة هاجر شرقي على هؤلاء الجزائريين الذي يقدمون رجال الثورة على أنهم ملائكة منزهين من كل الخطايا، وقدم من جهته الأستاذ، شرقي نقدا سينمائيا لفيلم ''معركة الجزائر''، إضافة إلى الأستاذ عبد الله قدور الثاني، الذي عرض مداخلة مهمة عن ''سيميائية الصورة ودلالاتها الفنية'' وضرورة الارتكاز عليها في كل الأعمال المقدمة للمشاهد. للإشارة، فإن مخبر الأفلام الثورية في السينما الجزائرية بجامعة وهران يضم أربع فرق وينشط فيه 40 باحثا منهم أساتذة وطلبة الماجستير والدكتوراه يبحثون في مواضيع: سينما حرب التحرير، والأفلام التسجيلية خلال حرب التحرير المجيدة والسينما الكلونيالية، وفق ما أدلى به رئيس هذا المخبر الأستاذ عيسى رأس الماء على هامش أشغال اليوم الدراسي، حيث أنه بصدد إنجاز مجموعة فهارس لأفلام ثورة التحرير في السينما الجزائرية، منها الأعمال التي لم تشاهد لحد الآن على غرار مراسلة مركز الأرشيف لسينما إفريقيا السوداء بفرنسا للحصول على نسخ من الأفلام الكلونيالية التي تصور بشاعة الاستعمار الفرنسي والجرائم المرتكبة ضد الشعب الجزائري.