قال الكاتب والمخرج المسرحي عمر فطموش، أنّ النص المسرحي بمفهومه العلمي الصحيح لم يأخذ إلى اليوم في الجزائر حيّزه الاصطلاحي بدقة، بل وجد كل نص أدبي أو روائي طريقا سهلا للترجمة المسرحية على الركح من قبل بعض الكتاب المسرحيين، مؤكدا أنّ الإشكال الحالي المطروح هو غياب دراماتولوجيين حقيقيين مختصين في كتابة النصوص المسرحية والسيناريو المسرحي، مع حماية بنية النصوص الروائية الأصلية في حالة قيامه بعملية اقتباس أو ترجمة وليست في النصوص. وقد اعتبر المسرحي عمر فطموش متحدثا إلى “الشعب"، أنّ العمل المسرحي في الوقت الراهن لا يعاني من نقص أو غياب النصوص المسرحية للقيام بأعمال على الركح، في ظل وجود كم هائل من الكتابات الأدبية والروائية التي يمكن تحويلها سريعا إلى عمل مسرحي من قبل الكتاب، لأن كل مادة مكتوبة بحسب المخرج يمكن مسرحتها وفق بنية درامية يتم تحويلها إلى عرض مسرحي يضمن الفرجة. كما أنّ النص هو عبارة عن حلقة في سلسلة درامية أو أداة من أدوات المسرحية التي تتشكل من عدة أجزاء أخرى مكملة كالسينوغرافيا، الصوت، الإضاءة، الديكور وغيره من الأدوات التي تنتهي بإنجاز عرض مسرحي متكامل، لكن المشكلة من منظور المخرج المسرحي عمر فطموش تكمن في غياب كتابات مسرحية حقيقية يقوم بها دراماتولوجيين، لأن النص المسرحي وفق قوله يحمل خصوصيات معينة لا يمكن القيام بها إلا الدراماتولوجي المتخصص تماشيا مع الكتابة العصرية التي ترى أن كل شي ممسرح وبإمكانه خلق من لا شيء مادة ثرية يمكن تحويلها إلى عمل مسرحي، وليست نصوص ضعيفة مثلما نلاحظه اليوم، لم تساهم في ترقية المسرح الجزائري ولا هي حافظت على بنية النصوص الأصلية. وعن طريقة الخروج من هذا المأزق الذي يتخبّط فيه المسرح من خلال تداخل الأدبي والمسرحي، كشف السيد عمر فطموش عن وجود استراتيجية جديدة تعتمد على التكوين للنهوض بقطاع المسرح من خلال الإعلان عن مشروع انبثق عن المهرجان الدولي للمسرح، حيث تمّ خلاله الإشراف على تكوين 7 كتاب شباب في إطار ورشة مخصصة لكتابة النصوص المسرحية، وهذا بمشاركة وتأطير للمسرحي التونسي المعروف حفيظ جديدي بهدف إعطاء دفع جديد للمسرح الجزائري ومحاولة سد هذه الثغرة التي يعاني منها والخاصة بغياب كتاب مسرح حقيقيين. ولدى تقييمه للفن الرابع الجزائري وآفاقه المستقبلية في ظل هذه الاشكالية، اعتبر عمر فطموش أنّ المسألة متعلقة بتصحيح المفاهيم وإعادة ترتيب الكثير من الأشياء المرتبطة بترقية الإبداع المسرحي في الجزائر الذي قال عنه: “لقد اكتشفنا قبل أيام خلال افتتاح المهرجان الوطني للمسرح المحترف وجود كفاءات وطاقات كبيرة من المسرحيين الجزائريين الشباب الذين هم في حاجة إلى من يأخذ بأيديهم نحو الأمام، أنهم شباب جريؤون يقتحمون عالم الكتابة والإخراج بدون عقدة وهي ظاهرة تبشر بالخير...". كما اعتبر بهذه المناسبة المسرح الجزائري حاملا لمشعل المسرح العربي بالنظر إلى حجم الوفود المشاركة في المهرجان الدولي للمسرح، وكل العيون متجهة إلى الجزائر، وعليه يقول عمر فطموش أنّ المسرح الجزائر ومقارنة ببقية الفنون الأخرى يقوم بدور كبير في إثراء الثقافة الوطنية والعربية، وعليه فهو بحاجة إلى دعم متواصل من قبل القائمين على الشؤون الثقافية ببلادنا من اجل الحفاظ على هذا الدور الريادي والاستمرارية.