أكد عمر جبارة المسير العام بالجمعية الوطنية للمصدرين الجزائريين على ضرورة إرساء أرضية حقيقية للتصدير وتبني تنسيق فعلي بين جميع القطاعات من أجل تسريع وتيرة التصدير والنجاح في الرفع من سقف الصادرات خارج المحروقات، بالنظر إلى القدرات المعتبرة للمنتوج الوطني المتوفرة محليا وقادرة على المنافسة عبر الأسواق الدولية. دافع جبارة ممثل جمعية المصدرين الجزائريين عن خيار إيجاد استراتجية واضحة وصياغة خطة ذكية من أجل تقوية رهان الصادرات خارج المحروقات، مشترطا التنسيق بين جميع القطاعات سواء تعلق الأمر بالوزارات المعنية على غرار المالية والصناعة والاستثمار والتجارة وما إلى غير ذلك أي كل ما له صلة بمجال التصدير. واقترح ضبط خطة طريق حتى يكون تسيير جيد لعملية التصدير في الجزائر على اعتبار أنهم في جمعية المصدرين الجزائريين التي أنشأت في سنة 2001 وتضم في الوقت الحالي نحو 100 مصدر وتشمل مؤسسات جزائرية عمومية وخاصة على غرار صيدال وسفيتال وفيتاجو ..و..و وتحدث السيد جبارة عن تأطير جمعيته للمصدرين كقوة موحدة لاقتناعهم بأن العمل الفردي في هذا المجال لن يكون له جدوى وفعالية بالنظر إلى تحديات التصدير وصعوباته، مشيرا إلى المكاسب المحققة في صدارتها مشاركتهم في قمة الثلاثية المنعقدة في سنة 2011 والتي وافق فيها الشركاء المشاركون على 62 مقترح لفائدة المصدر الجزائري، في صدارته تمديد فترة جلب عائدات الصادرات إلى 180 بدل 120 يوم بالاضافة إلى تسريع ملفات تعويض المصاريف المتأتية من عمليات التصدير، ومقترحات أخرى ذكر متحدثنا أنها مازالت قيد المشارورات على غرار استحداث مجلس وطني للشحن. وحول تحديات ترقية الصادرات خارج قطاع المحروقات اعترف جبارة بأن المداخيل مازالت تأتي بنسبة ال 98 بالمائة من قطاع المحروقات هذا ما يجعل الميزان التجاري، على حد تقديره، تهيمن عليه هذه المادة الأولية رغم أنه بالمقابل توجد قدرات انتاجية معتبرة قابلة للتصدير وخلق الثروة إذا جسدت تسهيلات للتصدير وخلق مناخ حقيقي لتشجيع الصادرات خارج المحروقات على أرض الواقع، وبالاضافة إلى تسهيل قنوات نقل المنتوج إلى الأسواق الخارجية عن طريق البحر والجو على وجه الخصوص. وخلص ممثل جمعية المصدرين إلى حتمية السير نحو التأسيس لأرضية صلبة للتصدير في ظل الارادة الموجودة، لأنه يرى أن المشكل يكمن في عدم التنسيق الجيد بين القطاعات المعنية، وراهن على خطة طريق دقيقة حتى يكون تسيير جيد وتنسيق فعلي بين مختلف القطاعات وبلورة من خلال ذلك تجربة حقيقية، حتى نصل من خلال هذه الخطوات والجهود إلى سقف معتبر من التصدير. وحسب رأيه، فإن الظرف الراهن يقتضي إجراء حصيلة دقيقة لما تحقق في مجال التصدير، حتى يتسنى الوقوف على النقائص وتصحيح ما يجب إعادة النظر فيه من أجل السير نحو الاحترافية، ودعا الأطراف المعنية إلى تسهيل عملية التصدير حتى يتشجع الفاعلون من المنتجين في اقتحام هذا المجال. وفي تقييمه لواقع الصادرات، استحسن جبارة التسهيلات الحالية التي تسخرها الدولة، وتمنى أن تثمر على صعيد تحسن ظروف التصدير أكثر، ويعتقد أن ذلك يتطلب جهودا كبيرة من طرف جميع المعنيين بالعملية بهدف الوصول إلى تحقيق رهان ترقية الصادرات خارج المحروقات، بدءا بالمناخ الجيد وتسهيلات على جميع المستويات، حتى نخلق مصدرين محترفين، كون في الجزائر، أضاف جبارة يقول، تتوفر صناعة غذائية ذات مستوى عال بذات المعايير الدولية، مستشهدا على ذلك كون سوقنا الوطنية مفتوحة على مختلف المنتوجات وبإمكان المنتوج الوطني أن ينافس بشكل قوي نظيره الأجنبي. ويرى امكانية اختيار المواد التي لديها قيمة مضافة من أجل التعويل عليها في منافسة المنتوجات في الأسواق العالمية، داعيا السلطات الوصية إلى الاسراع بوضع ميكانزمات قانونية، من أجل التخلص من العراقيل التي تصعب من مهمة التصدير. وما تجدر إليه الاشارة، فإن جمعية المصدرين الجزائرين كانت تضم في بداية نشأتها 40 مصدرا ونجحت بعد ذلك في استقطاب العشرات من المصدرين من الخواص وكذا التابعين للقطاع العمومي، حيث تنظمهم، وتنقل انشغالاتهم مدافعة عن مطالبهم المهنية.