ينتظر من الشركاء الفاعلين في الحياة الوطنية الإقتصادية والإجتماعية، التعجيل في الحسم في عدة ملفات حساسة مازالت عالقة، قبل نهاية السنة الجارية، يتصدرها تقييم تجسيد وثيقة العقد الإقتصادي والإجتماعي، وبالمقابل المركزية النقابية مطالبة بالخروج من مرحلة التأني وإنهاء صياغة نظامها الداخلي والكشف عن مشروع برنامجها المسطر للسنة المقبلة. يرتقب أن تعقد قمة تكتسي أهمية كبيرة في النصف الثاني من شهر ديسمبر الجاري، تجتمع فيها الحكومة بالشريك الاجتماعي والاقتصادي بهدف الوقوف على حصيلة تجسيد وثيقة العقد الاقتصادي والاجتماعي لأول مرة بعد دخوله حيز التنفيذ منذ حوالي سنتين كاملتين. وسيثار الكثير حول التجربة الأولى من نوعها التي خاضتها الجزائر بعد تبنيها لعقد اقتصادي واجتماعي جنحت فيه لهدنة اجتماعية، ويفترض أنها تفرغت فيه ضمنيا إلى تسريع وتيرة تنمية قطاعها الاقتصادي ومضاعفة جهدها في فتح واستحداث مناصب الشغل الجديدة. وتتوقع مصادر نقابية، أن وزير العمل الطيب لوح، من المنتظر أن يجتمع بأرباب العمل والإتحاد العام للعمال الجزائريين في غضون المنتصف الثاني من شهر ديسمبر الداخل، للإعلان رسميا عن ما تحقق من خلال تنفيذ وثيقة العقد الاقتصادي والاجتماعي مع تحديد جميع العراقيل والصعوبات التي حالت دون السير السريع لتجسيد هذه الوثيقة، وإن كان جميع المتتبعين للشأن الاقتصادي والاجتماعي لا يخفون أن تطبيق العقد الذي راهنت عليه الجزائر في القفز إلى وضعية اقتصادية واجتماعية أقل ما يقال عنها أنها تتسم بالإستقرار والإنتعاش، لكن الواقع أثبت وجود عراقيل إدارية وصعوبات في الميدان تحتاج إلى إعادة النظر فيها لإعطاء نفس جديد ومواصلة مسار العقد في ظروف تتوفر فيها جميع الشروط. أما المركزية النقابية التي واجهت مشاكل تنظيمية داخلية عقب عقدها لمؤتمرها الحادي عشر وجمدت نشاطها طيلة عدة أشهر، بدأت هذه الأيام تستعد لإنهاء صياغة نظامها الداخلي وتحضير برنامج عملها المسطر للسنة المقبلة، استعدادا لعقد اجتماع لجنتها التنفيذية الوطنية، حيث يفضل سيدي السعيد عقد هذا الاجتماع خلال اللحظات الأخيرة من عمر السنة الجارية، لأنه يفضل الإلتزام بسياسة الميل نوعا ما إلى الصمت لإجهاض أي محاولة قد تخلق حالة من الفوضى داخل بيت المركزية النقابية على خلفية ما أسفر عنه مقترح خلق منصب أمين عام مساعد للرجل الأول في المركزية النقابية. ومازالت المركزية النقابية في شدّ وجذب وتفضل إرجاء العودة بقوّة إلى نشاطها قبل التأكد من أن أي مشكل تنظيمي لن يؤثر على تماسك قيادتها. ------------------------------------------------------------------------