افتتح، أمس، بإقامة الميثاق، بلقاسم ساحلي، كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، أشغال ندوة حول الجاليات المغاربية في الخارج التي تدوم يومين، بمشاركة السادة لحبيب لوزي، رئيس الوفد التونسي، ومحمد بونوة رئيس الوفد المغربي.. وبالله ولد مكية رئيس الوفد الموريتاني.. والسفير الليبي بالجزائر محمد مختار مازن.. وعبد الخالق مجبر ممثل الأمانة العامة للإتحاد المغاربي. وقد أشاد رؤساء الوفود المغاربية بالمقترحات العملية التي أعلنها ساحلي منها إنشاء لجنة مغاربية استشارية دائمة لشؤون الجالية واستحداث مرصد للجالية المغاربية في الخارج.. للتكفل بانشغالات كل الأشخاص المقيمين بالبلدان الأجنبية. وقد استهل ساحلي تدخله بكلمة قيّمة حملت مقترحات عملية للنهوض بهذا القطاع الحيوي، مبديا أمله في أن تكون هذه الندوة مناسبة للحوار وتبادل الآراء والتعمق في السبل الكفيلة، لحماية جاليتنا المغاربية في المهجر وجعلها أداة للتنمية وجسر تفاهم بين الشعوب. وتأتي هذه الندوة، حسب ساحلي، تنفيذا لتوصيات المجلس الوزاري المغاربي للتكوين والتشغيل للشؤون الاجتماعية والجالية المغاربية المنعقد بتاريخ 7 جويلية 2010 بالرباط.. والذي أكدته اللجنة الوزارية المتخصصة المكلفة بالموارد البشرية في دورتها الأخيرة المنعقدة في شهر ديسمبر 2012 بالرباط. واعتبر ساحلي أن الظروف الدولية والتطورات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والأمنية.. أفرزت طرحا جديدا لموضوع الهجرة أسفر عن مقاربات متباينة بين بلدان المنشأ وبلدان الاستقبال، وستعكف كمجموعة مغاربية متكاملة ومتجانسة على دراسة أوضاع جاليتنا بالخارج.. داعيا إلى البحث عن أرضية مشتركة للتفاهم مع شركائنا أكثر من أي وقت مضى، باعتبار أن الهجرة عامل إثراء متبادل بين الشعوب وعنصر تضامن وتنمية لجميع الأطراف. وأشار ساحلي إلى أن وجهة الهجرة تحولت مع مطلع الستينيات نحو الشمال لتشكل الجالية المغاربية في نهاية السبعينيات ربع الجاليات المهاجرة في أوروبا.. وأكثر من 80٪ من الجاليات العربية. كما طرحت إشكاليات جديدة.. بعد أن تحولت من هجرة مؤقتة إلى هجرة دائمة، بسبب عدة عوامل كالتجمع العائلي والزواج المختلط والولادات بالخارج، مما أدى إلى تركيبة جديدة كاللقاءات العلمية وأصحاب الأعمال والمهن الحرّة. والظروف الحالية تدعو إلى ضرورة تعميق الحوار وتنسيق الجهود، لحماية الجالية من التفكك الأسري والعنف والإنقطاع المدرسي، يفضي إلى الإقصاء والإنحراف والتطرف.. ويقلل من فرص الإندماج.. مما يتطلب الوقوف على هذه الأوضاع بحكمة وتبصّر وواقعية وإرساء سياسات وقائية، عبر برامج اتصالية وتكوينية، ودعم برامج التربية والتعليم وتفعيل آليات التواصل بغرس قيّم الاعتزاز وإذكاء روح المواطنة والإنتماء المغاربي، هذا ما يستدعي إرساء حوار بنّاء، مع بلدان الإقامة وخاصة الفضاء الأوروبي، يتسم بروح التعاون والمصلحة المشتركة.. معتقدا أنه قد يكون من الملائم دعوة الدول الأعضاء في الإتحاد إلى الإسراع في تجسيد مشروع انشاء لجنة مغاربية استشارية دائمة لشؤون الجالية تتولى مهمة تنسيق مواقف الدول المغاربية والعمل على تبني سياسة تفاوضية موحّدة ووضع برامج مشتركة لحماية حقوق الجاليات، وتوثيق الروابط ببلدانها الأصلية، بالإضافة إلى الحرص على توفير كافة وسائل التواصل، كتهيئة هياكل الإستقبال على مستوى القنصليات وعصرنة وسائل التسيير الإداري والقنصلي، وبرامج خاصة لتعليم اللغة الوطنية وتنظيم مخيمات صيفية. وللتكفل بانشغالات الجالية ومنحها سلطة الإقتراح، فإن مجلسا إستشاريا للجالية الوطنية بالخارج قيد التجسيد، يترجم، الإرادة الثابتة في التواصل الدائم مع أبنائنا في المهجر.. كما حان الوقت للتفكير في إحداث مرصد للجالية المغاربية في الخارج يعنى بشؤونها ويتكفل بإنجاز أبحاث علمية ودراسات حول أوضاعها وتقديم حلول عملية للمشاكل التي تواجهها.. مبديا أمله في أن يساهم الإعلام والحركة الجمعوية بالمهجر في إبراز قضايا المهاجرين والدفاع عنها والتعريف بها.