تمكن المنتخب الوطني من تحقيق فوز كبير يوم أمس في بورتو نوفو على حساب نظيره البينيني في الجولة الرابعة من تصفيات كأس العالم 2014 .. ورفع من حظوظه للتأهل الى الدور القادم في هذه المنافسة كونه عزز مركزه في ريادة المجموعة الثامنة.. في انتظار التنقل القادم الى رواندا الأسبوع القادم. ويمكن القول ان الفوز على البينين سيكون البوابة التي ستسمح ل«الخضر» رؤية بقية المشوار بمعنويات مرتفعة، اين كسب الرهان بفضل التحضير الجيد الذي قام به في الايام الماضية والاستراتيجية التي انتهجها الناخب الوطني الذي لم يترك اية جزئية بدون اعطائها الأهمية.. كما ان سير المباراة مكنتنا من الوقوف على الذكاء الكبير الذي لعب به الفريق الوطني وكذا الفعالية المعتبرة التي كانت في الميدان.. ومن جهة أخرى ، فان التحضير البسيكولوجي كان موفقا ، وهذا من خلال رد الفعل الايجابي للاعبين بعد تلقي الفريق الوطني للهدف الأول ، اين رد سليماني بقوة و أعطى الأسبقية لممثلينا . وفي هذا الاطار فان الناخب الوطني هاليلوزيتش اختار مبدأ الخبرة في تشكيل التعداد الاساسي ، بالنظر للاعبين الذين منحهم الثقة، والبداية كانت بالحارس مبولحي الذي بقي الاختيار رقم واحد رغم عودة دوخة في المدة الاخيرة.. كما تم اقحام لحسن في وسط الميدان مكان قديورة الذي لعب اكبر عدد من المقابلات مقارنة بلاعب خيتافي الذي لم يلعب موسما مريحا مع ناديه.. في حين ان الثنائي الهجومي سليماني سوداني تمركز بشكل جيد من اجل فتح المساحات . وكانت أكبر المحاولات في الشوط الأول جزائرية اين ضيع لاعبونا اهداف محققة عن طريق سوداني .. هذا الاخير الذي ضيع هدفا عندما وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس البينيني في الدقيقة ال29 ، و في الكرة التي أعقبت ذلك استغل الفريق المنافس ركنية نفذت باحكام ولم يكن الدفاع الجزائري منظما بصفة جيدة فسجل الفريق البينيني الهدف في الدقيقة 30 عن طريق غيسيدي اين لم يخرج مبولحي بشكل جيد وبرأسية المهاجم البينيني كانت قوية وذكية . أعطى هذا الهدف عزيمة كبيرة للمحليين الذين كثفوا من هجوماتهم ، اين كادت ان تثمر احداها في الدقيقة 34 عندما راوغ سيسينيون عدد من لاعبينا في الدفاع و قذفته أخرجها مبولحي بأعجوبة . انضباط تكتيكي .. لكن بعد دقائق معدودة تمكن الفريق الجزائري من الرد مباشرة على المنافس عن طريق الهداف سليماني (د38) حيث استغل كرة طويلة و بذكاء كبير استبق المدافع و أدخل الكرة الشباك في توقيت مناسب جدا لتجنب الضغط و دخول الشك ضمن التشكيلة الوطنية.. ومن جهة أخرى فقد أثبت سليماني انه هداف من الطراز الأول حيث اضاف هدفا ثانيا في الدقيقة 42 مستغلا تنفيذ مخالفة من طرف لحسن اين اسكن مهاجم شباب بلوزداد الكرة في شباك الحارس البينيني برأسية قوية معطيا التفوق ل«الخضر».. امام دهشة جمهور ملعب بورتونوفو ، و فرحة لاعبينا الذين قلبوا الأمور رأسا على عقب في دقائق معدودة بفضل التحكم الجيد في الكرة من طرف عناصر لها خبرة معتبرة في المقابلات مثل هذه. ويمكن القول ان المحاولة التي انقذها مبولحي بعد الهدف الاول للمنتخب البينيني كانت جد مهمة في مجرى الشوط الاول و العودة القوية للاعبينا ، حيث أعطتهم تلك اللقطة الشحنة الاضافية التي سجلت الفارق .. كما ان هاليلوزيتش درس بشكل جيد نقاط ضعف دفاع الفريق المنافس. سليماني وغيلاس.. اختيار موفق لهاليلوزيتش وفي المرحلة الثانية حاول الفريق الوطني المحافظة على نفس النسق من خلال تعزيز وسط الميدان امام العودة القوية للبينين ، لا سيما عن طريق سيسينيون.. هذا الاخير الذي أقلق الدفاع الجزائري في العديد من الاحيان .. لكن الاستراتيجية المحكمة ل«الخضر» اعطت ثمارها ، ولعب وسط الدفاع تايدر دورا أساسيا في اعطاء التوازن في المنطقة . وامام اصرار المنتخب الوطني لعب الفريق البينيني بخشونة لايقاف محاولات الخضر اين كانت احداها خطيرة من طرف سليماني الذي اضطر المدافع المنافس الى ايقافه بخطأ فاشهر الحكم في وجهه البطاقة الحمراء قبل 25 دقيقة من نهاية المباراة . وأدخل هاليلوزيتش المهاجم غيلاس مكان سليماني قبل ربع ساعة من النهاية ، وكان الاختيار مناسبا حيث و بعد دقائق فقط تمكن هداف نادي موريرانس البرتغالي من اضافة الهدف الثالث للمنتخب الوطني ، اين قضى بفضله على امال المحليين ووضع الفريق الوطني في الطريق الصحيح في مباراة لعبت على الجانب التكتيكي واستخدام خبرة اللاعبين.. حيث كان ل«الخضر» محاولات عديدة للفوز بنتيجة أثقل لولا تسرع كل من غيلاس وفغولي.