عرض أمس وزير العمل، التشغيل والضمان الاجتماعي الطيب لوح من بومرداس تصور الحكومة الشامل في مجال ترقية التشغيل بالتركيز أكثر على الشق الاقتصادي وتشجيع الاستثمار المحلي عن طريق خلق مؤسسات مصغرة بإمكانها توفير المزيد من مناصب الشغل لفائدة الشباب مؤكدا بالقول..أن ملف التشغيل أصبح مرتبطا بالقطاع الاقتصادي بالتوجه أكثر نحو علاقات العمل المدعمة.. وقال وزير العمل أن هذه الإستراتيجية ترتكز على عدة محاور أساسية، منها إصلاح المنظومة الجبائية للتقليل من الواردات، التركيز على ميدان التكوين التأهيلي بما يتماشى ومتطلبات سوق العمل وهذا بفضل الدعم الكبير الذي خصصته الدولة في مجال إنجاز وتحديث البنى التحتية والهياكل القاعدية المحفزة على ترقية النشاط الاقتصادي. ولدى تطرقه إلى ملف جهاز المساعدة على الإدماج المهني لفائدة الشباب، اعتبر وزير العمل والتشغيل أن ملف التشغيل أصبح مرتبطا أكثر بالقطاع الاقتصادي من خلال دعم المؤسسات المصغرة والمتوسطة وآليات المرافقة الميدانية للشباب طيلة فترة إنشاء المؤسسة، وهي إستراتيجية شاملة سطرتها الحكومة لدعم المؤسسات المنتجة التي بإمكانها خلق الثروة وامتصاص اليد العاملة العاطلة. وطمأن بالمناسبة فئة المتقاعدين خلال الزيارة التفقدية التي قادته إلى الصندوق الوطني للتقاعد أن نسبة الزيادة في المعاشات المقدرة ب 11 ٪ ستدخل حيز التطبيق هذا الشهر وبأثر رجعي من شهر ماي الماضي، بناءً على البطاقة التقنية الخاصة بإعادة تقييم معاشات وعلاوات التقاعد لسنة 2013، التي جاءت مثلما قال لتحسين المستوى المعيشي والقدرة الشرائية للمتقاعدين. ومن المنتظر أن يستفيد أكثر من 2 مليون متقاعد من هذه النسبة على المستوى الوطني منهم 72266 متقاعد بولاية بومرداس وهو ما سيكلف الخزينة العمومية بحسب الوزير 36 مليار دينار سنويا، كما أشاد بالمناسبة بالتطور الإيجابي الذي عرفه ملف التقاعد بفضل سياسة الدعم الحكومي للمتقاعدين مذكرا بالإجراء الاستثنائي الذي اتخذه رئيس الجمهورية سنة 2006 و2009 من خلال قرار الزيادة الاستثنائية في معاشات المتقاعدين بنسبة تراوحت بين 15 إلى 30 ٪، وبالتالي قدرت نسبة الزيادة في نسبة المعاشات من سنة 2009 إلى 2012 ب 70 ٪ حسب الطيب لوح. كما ألح وزير العمل، التشغيل والضمان الاجتماعي خلال توقفه بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للعمال الإجراء على ضرورة التنسيق بين الوكالتين أي الضمان الاجتماعي والصندوق الوطني للتقاعد، مشددا على ضرورة إعطاء الأولوية للمتقاعدين للاستفادة من بطاقة الشفاء والاهتمام أكثر بهذه الفئة، مع الإعلان عن إجراء جديد يخص الأبناء المتمدرسين للموظفين المؤمنين اجتماعيا الذين يعانون من إصابات وأمراض بصرية بهدف العلاج والتكفل في حالة عدم تجاوز 40 ألف دينار بعدما كانت سابقا لأقل من 20 ألف دينار. يذكر أن وزير العمل، التشغيل والضمان الاجتماعي كان قد بدأ زيارته التفقدية لولاية بومرداس بزيارة مشروع إنجاز المديرية الولائية للتشغيل، مع وضع الحجر الأساس لانجاز مقر الوكالة الولائية للتشغيل التي من المنتظر تسليمها نهاية السنة بغلاف مالي قدر ب 2,2 مليار سنتيم، ثم توقف بمقر الصندوق الوطني للتقاعد وصندوق الضمان الاجتماعي، مع زيارة تفقدية لمؤسستين أنشأتا في إطار وكالة دعم تشغيل الشباب والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة وكذا الصندوق الوطني للعطل المدفوعة الأجر والبطالة الناجمة عن سوء الأحوال الجوية لقطات البناء، الأشغال العمومية والري، ليختتم زيارته بوقفة إعلامية مع الصحافة المحلية التي ألحت في أسئلتها كثيرا على ملف إدماج عمال عقود ما قبل التشغيل المطروح بحدة، إلا أن وزير العمل اعتبر الملف جزءا من الإستراتيجية الشاملة للحكومة المتبعة في ميدان التشغيل.