شدد رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، أمس على ضرورة ترقية المكاسب والتوسيع في حجم الانجازات المحققة طيلة 50 سنة من الاستقلال، داعيا إلى الاستفادة من الأخطاء والإخفاقات لتجنب الوقوع فيها مجددا واستشهد في كل ذلك بالمرحلة الخطيرة التي عاشتها الجزائر في التسعينات التي لم تضمد جراحها نهائيا إلا بتجسيد المصالحة الوطنية. وأبرز ولد خليفة، في كلمة ألقاها في اختتام الدورة الربيعية للبرلمان، أهمية المصالحة الوطنية التي بادر بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حيث سمحت هذه المبادرة «بعودة الأمن والاستقرار إلى البلاد، وباستئناف مسيرة بناء الوطن وإعادة تأهيل وتوسيع هياكله القاعدية وبنيته الاقتصادية في الفلاحة والصناعة والخدمات، والشروع في توسيع القاعدة الديمقراطية وإشراك المجتمع المدني في شؤون البلاد والاهتمام بالشباب». بل وأكثر من هذا «أصبحت نموذجا تقتدي به بعض البلدان في عدد من القارات». وبعيدا عن الإنتصارية والتنوية اللفظي، أكد رئيس المجلس أن «الجزائر تبني مؤسسات ديمقراطية في ظل تعددية سياسية حقيقية وفاعلة وليست مجرد مساحيق أو ماكياج، وتتعايش فيها المعارضة والأغلبية باحترام مهما كانت المواقف ووجهات النظر»، مشددا في نفس الوقت على أن الجزائر «ليست في حاجة إلى استيراد مسميات مثل ثورة الربيع وثورة الشتاء فلا أحد يعلم الجزائريين ماذا تعني الثورة بعد أم الثورات في المنطقة وهي ثورة التحرير الكبرى». وقال ولد خليفة أن الساحة السياسية تتسع لجميع الجزائريين والغرفة البرلمانية السفلى مؤسسة دستورية لا يفرض عليها أحد من خارجها رأيه سواء كان فردا أو مجموعة لأنها بدورها لا تتدخل في شؤون أي منظمة. وبلغة تفاؤلية أكد رئيس الغرفة السفلى للبرلمان، أن الجزائر اليوم تتقدم بخطوات ثابتة وبكل ثقة نحو تكريس دولة المؤسسات وبناء دولة القانون بعد خمسة عقود من استقلالها، وتتطلع باذلة الجهود لبناء اقتصاد ناشئ وحكامة راشدة لا تكتفي بمكافحة الفساد بكل أشكاله وكذا المتورطين فيه، بل تعمل على الوقاية من أضراره عن طريق تكريس العدالة، ولم يخف أن الفساد يعد نوعا من الإرهاب العابر للحدود كون نهب أموال الشعب جريمة لا تغتفر . واغتنم رئيس المجلس الشعبي الوطني الفرصة من أجل تثمين الجهود التي بذلها الإعلام بكل حرية في تسليط الضوء على الفساد، محذرا من تعميم الحكم بالفساد على جميع المسؤولين . ولدى تطرقه للنشاط البرلماني، اعتبر ولد خليفة أن نجاح البرلمان لن يكون في معزل عن الحكومة وخارج إطار العدالة والقضاء الركيزتين الجوهريتين، ويرى أن الاختلاف يقتصر على الاختصاصات التي يخولها الدستور لكل هيئة . ورفض رئيس الغرفة البرلمانية السفلى عرض تقييم لحصيلة الدورة الربيعية تشريعيا ورقابيا، لأنه يرى أن أداء مجلسه سبق فيه الكيف على الكم بالنظر إلى ثراء النشاط والمناقشات على وجه الخصوص، ورغم ذلك ذكر بعض الإنجازات منها تنظيم العديد من الأيام الدراسية البرلمانية، فضلا عن تنصيب 39 مجموعة برلمانية مع بلدان شقيقة وصديقة، وفي العمل التشريعي صادق على قانون المحاماة الذي سيحمي هيئة الدفاع ويحفظ هيبتها ومكانتها. وعاد ولد خليفة لحادثة تقنتورين مثنيا على يقظة شعبنا وقوات الجيش بعد النجاح في إحباط الهجوم الغادر على المركب الغازي معتبرا أن الجزائر حصن منيع وتبقى نصيرا للمظلومين المناضلين من اجل الحرية واستعادة الكرامة الإنسانية في فلسطين وداعما لحق الشعوب في تقرير مصيرها مثل الصحراء الغربية.