أبرز مدير الموارد المائية لولاية الجزائر اسماعيل عميروش أهمية محطات التطهير في التقليل من نسبة تلوث مياه البحر، بحكم أنّ أغلب المياه المستعملة في الجزائر في السنوات الماضية كانت تصب في الأودية أو البحر، وقال في هذا الصدد، أنّه ابتداء من سنة 2004 سينطلق برنامجا كبيرا خاص بإنجاز محطات التطهير بكل من براقي، الرغاية ووادي بني مسوس. زيادة على إنجاز أكثر من 400 كلم من القنوات الرئيسية لجمع ونقل المياه القذرة نحو محطات التطهير، أين يتم تصفيتها وتطهيرها، مضيفا في حديث ل ''الشعب'' أنّ هذه العملية سمحت بتطهير أكثر من 60 بالمائة من المياه المستعملة خلال السنة الجارية، مع إعادة استعمال كمية من المياه المطهّرة في منطقة الفلاحة بالرغاية. وحسب اسماعيل عميروش فإنّ العملية سمحت أيضا لغاية 2004 بفتح ثلاثة شواطئ سنويا، بعدما كانت تغلق بسبب التلوث، وبهذا بلغ عدد الشواطئ المسموحة للسباحة هذه الصائفة 69 شاطئا بعدما كان العدد 36 شاطئا مسموحا للسباحة، مؤكدا أنّ نوعية مياه الشواطئ تتحسّن سنويا. وفي هذا السياق دائما، أكّد مدير الموارد المائية لولاية الجزائر أنّ مخطط جمع المياه، إنجاز قنوات صرف المياه، إنجاز محطات تطهير أخرى وقنوات تجميع بطريقة حديثة عبر النفق متواصل، وذلك بهدف الوصول في آفاق 2016 إلى نسبة صفر مياه قذرة في البحر. وعن التكلفة المالية للمشروع المنجز، قال محدثنا أنّه تمّ تجنيد أموال معتبرة من الخزينة العمومية في ميزانية الولاية، وأنّ الأموال المخصصة حاليا لإتمام المشروع تفوق 60 مليار دج. وأشار مدير الموارد المائية إلى أنّه من بين المشاريع التي هي في طور الانجاز مشروع تهيئة وادي الحراش، الذي رصد له ميزانية تقدّر ب 38 مليار دج، كاشفا في هذا الشأن عن أنّ أشغال التهيئة سوف تنتهي في ديسمبر 2015. وبالموازاة مع تهيئة الواد، قال السيد عميروش وزارة البيئة ستقوم بإنجاز محطتين لتطهير المياه القذرة الصناعية التي تصب في الواد والمنبعثة من أربع مناطق صناعية معروفة وهي واد سمار، واد الحراش، جسر قسنطينة وبابا علي. أوضح مسؤول الموارد المائية لولاية الجزائر أنّ كل ولاية تتوفر على مخطط تطهير، كما أنّ نسبة الانجاز تختلف من ولاية لأخرى، لكن الهدف كما قال هو الوصول في أقرب وقت إلى تجميع كل المياه المستعملة وتطهيرها، وإعادة استعمال كمية منها في السقي، حيث أنّ 90 بالمائة من الاستثمارات وجّهت لعملية التطهير، مضيفا أنّ هناك أولويات فبعد الانتهاء من مشكل المياه الصالحة للشرب، انتقلت المصالح المعنية للاهتمام بالتطهير والقضاء على الفيضانات التي ما تزال تهدد بعض المناطق. وأشار عميروش إلى أنّ هناك نقاط سوداء تستدعي القضاء عليها بتوفير الأموال، مثل وادي أوشايح، واد بني مسوس وبعض مقاطع من الطرق السريعة، والمنشآت لتحويل مياه الأمطار.