جدد رئيس الجمهورية المصري المؤقت عدلي منصور الدعوة لتحقيق المصالحة الوطنية وفتح صفحة جديدة في تاريخ البلاد من خلال نبذ الانقسام والصدام رغم استمرار الاشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المعزول محمد مرسي، أمس الثلاثاء. وفي كلمة وجهها مساء الاثنين إلى الشعب المصري بمناسبة إحياء ذكرى ثورة 23 جويلية 1952 دعا الرئيس المصري المؤقت إلى فتح صفحة جديدة لا كراهية ولا انقسام ولا صدام فيها، مؤكدا بأن الوقت قد حان لبناء وطن متصالح مع الماضي لأجل المستقبل. وبعد مرور عشرين يوما عن عزل الرئيس المصري محمد مرسي المنتخب ديمقراطيا وحبسه في مكان غير معلوم تتواصل الدعوات المطالبة بإطلاق سراحه ووضع حد لانتهاك حريته. فقد دعا وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي أول أمس إلى إطلاق سراح مرسي وحثوا القوات المسلحة المصرية على عدم لعب دور في الحياة السياسية واحترام السلطة الدستورية للحكم المدني، كما دعوا لوقف الاعتقالات السياسية وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين بمن فيهم الرئيس مرسي. من جهته، أعلن نجل الرئيس المصري المعزول أسامة مرسي أن أسرته ستلجأ للمحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في ڤ«اختطاف» والده و«احتجازه»، ووصف ما يحدث لوالده بأنه «انتهاك لحريته»، مؤكدا أن آخر مرة تواصلوا فيها مع والده كان يوم 3 جويلية. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة أن حصيلة الاشتباكات التي وقعت من يوم الإثنين إلى غاية فجر الثلاثاء بلغت 9 وفيات و86 مصابا، وأوضحت أن الاشتباكات التي وقعت بميدان التحرير ومدينة قليوب أسفرت عن وفاة 3 أشخاص وإصابة 44 آخرين، بينما أسفرت الاشتباكات التي وقعت في ميدان النهضة ومحيط جامعة القاهرة وأعلى كوبري الجيزة عن وفاة 6 أشخاص وإصابة 33 آخرين. وهدد متظاهرون مؤيدون لجماعة الإخوان بتأجيج البلطجية، وقتل المعتصمين في ميدان التحرير، وظهرت مجموعة من المتظاهرين في فيديو وهم يتحدثون بانفعال وغضب. شهدت ميادين القاهرة، ليلة أمس، دوامة جديدة من الاشتباكات بين مؤيدي ومعارضي جماعة الإخوان بعد دعوة المستشار عدلي منصور الشعب المصري إلى المصالحة وفتح صفحة جديدة لبناء المستقبل في كلمة ألقاها بمناسبة ثورة 23 يوليو. وانطلقت من مسجد رابعة العدوية، مقر اعتصام أنصار الإخوان، مسيرة اتجهت إلى طريق صلاح سالم ومطار القاهرة الدولي، الأمر الذي أدى إلى ازدحام الطريق المؤدي إلى المطار، كما سمع ذوي إطلاق نار بعد أن قام أنصار الإخوان بمحاولة اقتحام قسم أول مدينة نصر القريب من رابعة العدوية. على صعيد آخر، جدد تكتل القوى الثورية رفضه تعديل الدستور المعطل ووصفته بكونه دستوراً ڤإخوانياًڤ، وقال التكتل في بيان له أنه يرفض تعديل الدستور الإخواني انطلاقا من أن الثورة أسقطت نظام الإخوان ودستورهم، والشعب الذي خرج يوم 30 جوان كان رافضاً لكل ما نتج عن هذا النظام بما فيه دستورهم الخاص، وعبر عن تطلعه إلى دستور جديد يمثل حقيقة جميع المصريين. في المقابل هاجم رئيس حزب النور السلفي قيام الرئيس المؤقت عدلي منصور بتشكيل لجنة لتعديل الدستور، ووصف القرار بأنه «منفرد»، مضيفاً أن احتمال إعادة صياغة الدستور كاملاً لم يكن ضمن اتفاق وافق عليه حزب النور للمشاركة في خارطة المستقبل التي عرضها عليه الجيش. وأعرب المسؤول ذاته عن قلق حزبه من المساس بمواد الشريعة والهوية في الدستور، وهو ما تعهد الفريق عبد الفتاح السيسي بعدم حدوثه قبل إعلان بيان عزل محمد مرسي.