يبدو أن الفنانين التشكيلين سلكا منهجا مغايرا لما كان يميز ساحة هذا القالب الابداعي، حيث ظهرت إلى الوجود موجة جديدة تسعى إلى إعادة الفن التشكيلي إلى الواجهة، بعد أن عرف منذ سنوات تهميشا من طرف أبنائه وجهات أخرى، فبعد أن كان المبدعون والمواهب ينتظرون الفرص تأتيهم لعرض أو بيع لوحاتهم في فعاليات منظمة من طرف الوزارة المعنية، اليوم اعتمد عديد الفنانين بيوتهم وأملاكهم الخاصة فضاء لضمان بقاء هذا الفن بعيدا عن انتظار الفرص التي يرونها قليلة أو منعدمة. يتعلق الأمر بكل من الفنانين التشكيليين رشيد جمعة وموسى بوردين، اللّذين فتحا ورشتيهما ومنزليهما لاستقبال أعمال الفنانين، في مبادرة تعكس حبهما لميدانهما الفني، وسعيا إلى مد جسور التواصل بين العائلة الفنية التي تبقى في حاجة إلى فضاء يجمع أبناءها ويبعث إبداعاتها. يدوم المعرض الذي تحتضنه قرية الفنانين القريبة من المركب السياحي بزرالدة إلى غاية نهاية شهر رمضان الكريم، ليكون فضاء مفتوحا امام الجمهور لاكتشاف أعمال العديد من الفنانين خاصة اللوحات الفنية على غرار أعمال الفنان أرزقي العربي أو الفنانة فالنتينا غانم. ويشمل الفضاء ورشتين تضم الأولى معرضا لأعمال بتقنية الألوان المائية للفنانة جهيدة هوادف، بالإضافة إلى مجسمات ومنحوتات جمعت بين الرسم والنحت على الخشب من إنجاز الفنان كريم سرغوة. وشارك في هذه التظاهرة الثقافية فنانون تشكيليون من غرب الوطن على غرار الرسام المتخصص في المنمنمات الهاشمي عامر والرسامين عدلان جفال وعبد القادر بلخريصات. أما الفضاء الثاني المخصص للثقافة التارقية، فقد شهد إقبالا كبيرا حيث اشتمل على لوحات داكنة لفنانين مثل فالنتينا غانم، التي تمثل الزي التقليدي للتوارق. وتأتي هذه المبادرة بغية الدعوة إلى نفض الغبار على الفن التشكيلي وإعطائه حقه ضمن السهرات الرمضانية، حيث استلهم موضوع المعرض من ''مجموعة 22 التاريخية''، وجمع 22 فنانا من أجل إعطاء منتوج فني ذا نوعية. وسيستمر المعرض، الذي هو فضاء للبيع كذلك إلى غاية 7 أوت المقبل.