تعرف حاليا المواقع السياحية المنتشرة عبر حظيرة الطاسيلي والتي تشتهر بها مدينة جانت حركة سياحية غير عادية يطبعها توافد أعداد كبيرة من السياح الأجانب من مختلف الجنسيات الأوروبية والأسيوية حسب مدير السياحة لولاية إيليزي. وتوافدت هذه الأفواج من السياح الأجانب من جنسيات مختلفة بواسطة الرحلات الجوية الأولى المبرمجة من نوع "شارتر" في اتجاه مطار " تيسكا " الدولي انطلاقا من عدد من المطارات الأوروبية يضيف المتحدث. كما ينتظر وصول رحلات أخرى مبرمجة من العاصمة الفرنسية باريس ومرسيليا وليون باتجاه جانت وذلك خلال الفترة الممتدة من شهر ديسمبر القادم وإلى غاية شهر أفريل ,2009 حيث يتوقع وصول أفواج معتبرة من السياح الأوروبيين. وأشار ذات المسئول إلى أن" الحيوية التي تعرفها الحركة السياحية بالجهة تؤشر إلى انطلاق موسم سياحي واعد " مضيفا في نفس السياق بأن " عدة إجراءات قد اتخذت من أجل تسهيل حركة السياح في اتجاه المواقع التي يرغبون في زيارتها، حيث جندت وكالات الأسفار والسياحة مجموعات من المرافقين والمرشدين السياحيين" . ويسهر هؤلاء المرافقين على توجيه السياح الأجانب سيما القادمين منهم عبر البر من ولاية تمنراست عبر مركز العبور الحدودي " الطيب العربي"حيث يصلون إلى المنطقة عن طريق المسالك الطبيعية الصعبة مرورا ببلدية برج الحواس باتجاه مدينة جانت. وأكد مدير السياحة في هذا الصدد بأنه " لم تسجل أية صعوبات بخصوص تنقل السياح الأجانب عبر هذا المناطق الصحراوية التي تتميز بتباعد المسافات والتضاريس الوعرة وهي الخصائص الطبيعية التي عادة ما تستهوي السياح الأجانب " . وأوضح نفس المصدر بأن العدد الإجمالي من السياح الأجانب سيما الأوروبيين منهم قد بلغ مع انطلاق الموسم السياحي الجديد نحو 1113 سائح من بينهم أكثر من 890 سائح فرنسي، مضيفا في نفس السياق بأن هؤلاء السياح ينتشرون حاليا بمختلف المواقع السياحية في كل من تمريت، تادررت، تسراس وغيرها من المواقع الأخرى. وعلى الرغم من الأهمية الكبرى التي تكتسيها مدينة جانت، إلا أنها تظل في حاجة ماسة إلى تدعيم لقدرات ومرافق الاستقبال ذلك أنها لا تتوفر حاليا إلا على فندقين وقرية سياحية حيث يراهن القائمون على قطاع السياحة بالجهة في تجاوز هذه الوضعية على بعض المشاريع المبرمجة. ويأتي في هذا الخصوص تجسيد المشروع الطموح المتعلق بإنجاز منطقة التوسع السياحي لمدينة جانت والتي كانت مؤخرا محل زيارة وزير تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة السيد شريف رحماني الذي كان قد أشرف بجانت على انطلاق الموسم السياحي الجديد وتفعيل السياحة الصحراوية. كما تحتاج بعض الطرق والمسالك الصحراوية سيما منها التي تربط بين مدن إيليزي جانت و برج الحواس أو الطريق الولائى الرابط بين تمنراست و برج الحواس والتي عادة ما يستعملها بكثافة السياح الأجانب القادمين عبر البر إلى ولاية إيليزي إلى أشغال صيانة وإعادة تهيئتها وهو الطلب الملح الذي ما انفكت تنادي بتجسيده وكالات السياحة والأسفار العاملة بهذه المنطقة من الجنوب الكبير. من جهته أكد السيد عبد القادر تادرارت صاحب القرية السياحية الصحراوية بجانت " بأن السوق السياحية الفرنسية تهتم بشكل كبير بالسياحة الصحراوية بأقصى الجنوب الجزائري " وذلك ما يعكسه الضغط الكبير التي يشهده هذه الأيام هذا المرفق السياحي حيث ينتظر كما أضاف صاحب القرية السياحية - وصول أفواج أخرى من السياح الفرنسيين خلال الأيام القليلة القادمة بعد أن حجزوا كل الغرف والأجنحة التي تتوفر عليها هذه القرية السياحية