في سنة 2005، أصيب عمي إسماعيل بمرض السكري (2) من النوع الثاني، ومنذ ذلك الحين وهو يحاول التأقلم مع هذا الداء لإدراكه التام بضرورة الحرص على المتابعة الطبية مع الابتعاد عن كل ما بإمكانه أن يؤثر على صحته، ويبقى المريض، حسب تجربته ''طبيب نفسه''، وهو يعرض لنا بمناسبة شهر رمضان الكريم شهادته حول كيفية تعامله مع مرضه. قدم عمي إسماعيل بالمناسبة عدة نصائح للمرضى المصابين مثله بمرض السكري بحكم تجربته مع المرض التي تصل إلى ثمان سنوات حيث وجه في بداية حديثه معنا نصيحته بالدرجة الأولى للمصابين بمرض السكري من النوع (1) والذين تستدعي حالتهم الصحية عدم الصيام لتوجب أخذ حقن الأنسولين يوميا، حيث دعاهم لعدم المخاطرة بحياتهم وذلك باحترام أوقات العلاج مع إتباع حمية غذائية صحية لاجتناب انخفاض نسبة السكر في الدم لديهم. ويقول أن هناك الكثير منهم من يضطرون للذهاب إلى المستشفى بسبب تعقد حالتهم الصحية نتيجة مخالفتهم تعاليم الطبيب المعالج. أما فيما يخص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني، فهو يؤكد باعتباره واحدا منهم أن بإمكانهم الصيام، فهو شخصيا يصوم يومه بحذر وهذا مع تناول جرعات الدواء بانتظام لاسيما في وجبتي الإفطار والسحور، وينصح المرضى على أن يؤخروا هذه الوجبة للفائدة المرجوة منها والتي يمكن أن يستفيد منها المريض أثناء فترة الصيام كما أنه إذا أحس بعد الإفطار بنسبة ارتفاع في السكر يحاول حرق الكمية الزائدة بالمشي ولا بأس يقول إذا اشتهى المريض تناول قطعة حلوى صغيرة بشرط ممارسة نشاط بدني مباشرة بعد ذلك للتحكم في نسبة السكر في الدم لديه. ويضيف، بأنه في السنة الأولى من الإصابة بالمرض كان من الصعب عليه التحكم في نسبة السكر في الدم بما أنها كانت مرتفعة في معظم الأحيان، حيث تم التكفل بحالته في المستشفى من أجل المتابعة المقربة من طرف الأطباء الذين كانوا يسهرون على قياس نسبة السكر في الدم على فترات مختلفة من اليوم إلى غاية انخفاضها واعتدالها نسبيا، وهو منذ ذلك الوقت يراقبها يوميا باستعمال جهاز خاص متوفر لديه من أجل تفادي أي تعقيدات وخاصة في الحالات التي يشعر بها بهبوط في نسبة السكر. وعندما سألناه عن العلامات التي يراها تستدعي ذلك بحكم تجربته، أخبرنا بأنه في هذه الحالة يشعر بالدوار وبسرعة خفقان دقات القلب كما أنه يحس ببرودة وعندما يحدث له ذلك يسرع بقياس نسبة السكر في الدم، فإذا كانت بمقياس 70 مغ أو أقل، فإنه يسرع بتناول شيء حلو لما يشكله ذلك من خطر على حياته. ويقول على المريض الصائم الإفطار مباشرة إذا تعرض لمثل هذه الحالة، لأن ذلك بإمكانه أن يتسبب في وقوع تعقيدات لديه تؤدي إلى حالة غيبوبة. وينصح المرضى الصائمين عند الإفطار عدم تناول كميات كبيرة من السكريات لأنها تؤثر على عدة أعضاء حيوية في الجسم مثل الكلى أو العينين، فارتفاع نسبة السكر قد تؤدي إلى فقدان البصر أو الفشل الكلوي لا قدر الله. وفي الأخير، يدعو عمي إسماعيل المصابين بأمراض مزمنة إلى التوجه إلى الجمعيات التي تعنى بذلك لأنها تقدم خدمات تفيد المريض وهي تقوم بتنظيم أيام للتحسيس والتوعية يسهر على تنشيطها رجال الدين من أئمة وأطباء مختصين في مرض السكري، بالإضافة لأخصائيين في التغذية يقدمون من خلالها للمرضى كل ما يحتاجونه من نصائح قيمة للتأقلم مع مرضهم وللصوم، إن كان تسمح لهم حالتهم بذلك، بدون تعريض حياتهم للخطر.