«علاقة محبة كانت تربطني بالجزائريين» ذلك ما صرح به المحامي المناهض للإستعمار جاك فارجيس عندما قدم إلى الجزائر ليدافع عن المجاهدة جميلة بوحيرد. توفي فارجس مساء الخميس بباريس إثر سكتة قلبية عن عمر يناهز 88 سنة. وحسب المؤرخين يشكل شهر أفريل 1957 منعرجا حاسما في مسار المحامي الشاب الذي لم تكن له سوى خبرة 18 شهرا عندما استدعي للدفاع عن المجاهدة. وكان في بادئ الأمر مناضلا في الحزب الشيوعي الفرنسي الذي غادره لموقفه أنذاك حيال القضية الجزائرية ليلتحق بجبهة التحرير الوطني التي ناضل في صفوفها تحت اسم «منصور». وغداة الإستقلال تحصل جاك فارجيس على الجنسية الجزائرية وأصبح فيما بعد مسؤولا بديوان وزير الشؤون الخارجية. وفي جانفي الفارط تم تكريمه «لأعماله النبيلة» لصالح القضية الجزائرية ونضاله من أجل استقلال الجزائر. وسلم القنصل العام للجزائر رشيد والي باسم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للمناضل شهادة اعتراف وميدالية تشريفية وهذا خلال حفل إحياء للذكرى المزدوجة لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 واستقلالية الجزائر.
رائد من رواد المحاماة ومدافع متحمس عن حقوق الإنسان
أشادت هيئة المحامين الفرنسيين غداة وفاة جاك فرجيس بهذا الفارس المغوار في مجال المحاماة معتبرة إياه مدافعا يتميز بالشجاعة والإستقلالية. وأشار المحامي جورج كيجمان إلى أن جاك فارجيس كان عملاق هيئة المحامين في باريس. وحيا زميله الأستاذ شاريير بورنازيل هذا «المحامي المتألق» و«الشجاع» و«المستقل». واعتبر من جهته رئيس نقابة المحامين في هذا الصدد «ان المحامي ليس بالمرتزق بل هو فارس وجاك فارجيس يعد فارسا من هؤلاء الفرسان». وأكد الأستاذ بول لومبار أحد المحامين المشهورين في هيئة المحامين بباريس في رده عن أولئك الذين كانوا يلقبونه «بمحامي القضايا الميؤوس منها» أنه «من حق كل شخص أن يكون له محاميا مهما كانت التهم المنسوبة إليه». أما الأستاذ ريمي بونيفاس فذكر بمناقب وخصال جاك فرجيس بحيث أكد في هذا الشأن «لقد خسرنا محاميا مميزا بوعيه وذكائه وشجاعته».