اتهم النظام السوري أمس مقاتلي المعارضة باستخدام أسلحة كيميائية في المعارك المستمرة في دمشق التي وصلت إليها ممثلة الأممالمتحدة العليا لنزع الأسلحة للتفاوض حول سبل إجراء تحقيق بخصوص اتهامات المعارضة للنظام باستخدام تلك الأسلحة. وذكر التلفزيون السوري الرسمي، أنه تمّ العثور على مواد كيماوية في أنفاق لمسلحي المعارضة في ضاحية جوبر بدمشق أمس، يعتقد أن من وصفهم بالإرهابيين استخدموا فيه أسلحة كيميائية، مضيفا أن بعض الجنود عانوا من الاختناق أثناء دخولهم جوبر. إلى ذلك وصلت أنجيلا كين ممثلة الأممالمتحدة السامية لشؤون نزع السلاح إلى دمشق للحث على السماح لمفتشي الأممالمتحدة بالوصول إلى موقع الغوطة بريف دمشق، الذي يشتبه بتعرّضه لهجوم بأسلحة كيماوية فجر الأربعاء الماضي خلف مئات القتلى. وتتزامن زيارتها مع تواجد فريق مفتشي الأممالمتحدة مند الاثنين الماضي بأرض الشام للتحقيق في مزاعم سابقة باستخدام أسلحة كيماوية في مواقع أخرى. وكانت الأممالمتحدة طلبت، الجمعة، من الحكومة السورية السماح بشكل عاجل لخبرائها بالتحقيق قرب دمشق حول اتهامات المعارضة السورية باستخدام أسلحة كيماوية، كما دعا الأمين العام في بيان تلاه نائب المتحدث باسمه المعارضة للتعاون مع البعثة. وعلى صعيد آخر، ورغم أن البيت الأبيض الأمريكي جدّد أمس الأول التأكيد على أن الولاياتالمتحدة لا تعتزم إرسال جنود أمريكيين إلى سوريا ولم تتخد حتى الآن أي قرار باستخدام القوة ضد نظام بشار الأسد، فإن وزير الدفاع تشاك هيغل أعلن أن البنتاغون يقوم بعملية تحريك للقوات الأمريكية كي تكون جاهزة في حال قررالرئيس باراك أوباما تنفيذ عمل عسكري ضد سوريا. وقال هيغل، إنه وفي خضم الدعوات لتدخل عسكري ضد النظام السوري بعد الاتهامات التي وجهت له باستخدام الكيميائي، فإن القادة العسكريين الأمريكيين حضروا للرئيس أوباما مجموعة من الخيارات إذا ما قرّر شنّ هجوم على نظام الأسد. ورفض هيغل إعطاء أي تفاصيل عن عدد القوات التي تمّ تحريكها أو عتادها، وأوضح أن وزارة الدفاع لديها مسؤولية تزويد الرئيس بالخيارات لكل الاحتمالات. وجاء تصريح هيغل بعد إعلان مسؤول عسكري أمريكي، أن البحرية الأمريكية نشرت في البحر المتوسط مدمرة رابعة مجهزة بصواريخ كروز. وقال، إن الأسطول الأمريكي السادس المسؤول عن منطقة البحر المتوسط قرر ترك المدمرة "يو اس اس ماهان" في مياه المتوسط، بينما كان من المفترض أن تعود إلى مرفئها على الساحل الشرقي للولايات المتحدة وأن تحل محلها المدمرة "يو اس اس راماج". وستجوب أربع مدمرات امريكية (غريفلي باري ماهان وراماج) وجميعها مزودة بعشرات صواريخ توماهوك مياه المتوسط عوضا عن ثلاث مدمرات في العادة. هذا وأعلن مصدر عسكري أردني، أن اجتماعا سيعقد في عمان خلال الأيام القليلة المقبلة لرؤساء الأركان في عدد من الدول بينها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا لبحث تداعيات النزاع في سوريا على أمن المنطقة.