تهيمن تطورات الوضع السوري والمرونة التي أبدتها إيران لإجراء محادثات مع الغرب على اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انطلقت أمس الثلاثاء في نيويورك.ومن المقرر أن يلقي اوباما وروحاني كلمتين أمام الأممالمتحدة حيث من المنتظر أن يهيمن الموضوع السوري على الخطابات التي يلقيها قادة العالم من على منبرها. ولم يستبعد البيت الأبيض عقد لقاء بين الرئيسين الامريكي والإيراني اوباما وروحاني على هامش الاجتماعات والذي سيكون الاول منذ الثورة الاسلامية الايرانية عام 1979، كما يلتقي الرئيس الفرنسي. وقد قالت الناطقة باسم الخارجية الايرانية أن المرونة البطولية التي أبدتها إيران في المجال الدبلوماسي لايمكن اعتبارها دليلا على الضعف او التراجع عن مواقفها. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد قال أنه على استعداد لاستئناف المباحثات الخاصة بالملف النووي لبلاده دون شروط مسبقة وعلى الغرب الإقرار بحق إيران في تخصيب اليورانيوم. كما أعلن من جهته وزير الدفاع الايراني العميد حسين دهقان ان الاستقرار والأمن بالمنطقة لايتحققان بالأمن المستورد من دول أجنبية تسعى إلى تمرير مصالحها وذلك خلال محادثاته مع وزير الدفاع العراقي بالوكالة «سعدون الدليمي» أمس الثلاثاء بل بالأمن الشامل يتحقق الاستقرار. وبخصوص الملف السوري فقد أعلن الاخضر الابراهيمي في تصريح له أول أمس بنيويورك أن تاريخ عقد المؤتمر الدولي للسلام في سوريا (جنيف 2) قد يحدد نهاية الاسبوع الجاري ويعلن عنه لأن مناقشات كثيفة تجري حول سوريا هذه الأيام، وستعرف نوايا الأطراف المتنازعة وكذا روسيا والولايات المتحدة ومدى استعدادها لعقد المؤتمر الهادف إلى إيجاد حل سلمي للأزمة. روسيا تعارض قرارا تحت البند السابع وقد دعت العديد من الأطراف منذ بداية الصراع الأهلي في سوريا إلى الحل السلمي التفاوضي باعتباره المخرج كون النزاع المسلح لايحل المشكلة على الأرض ولايحسمها، وقد انصبت مجهودات الاخضر الابراهيمي في هذا الإطار وكذا روسيا والجزائر ومنظمة الأمن الجماعي (ارمينيا بيلا روسيا كازاخستان طاجيكستان.. الخ) وكذا الصين ودول اخرى مع التأكيد على المصالحة الوطنية واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتأمل روسيا على لسان نائب وزير خارجيتها التوصل هذا الاسبوع الى اتفاق في مجلس الأمن بخصوص سوريا والذي أكد على هامش الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة على أن تسوية الأزمة السورية دبلوماسيا يمثل الشرط الاولي لاستقرار المنطقة .وإذا كان تاريخ مؤتمر السلام السوري سيتحدد نهاية الأسبوع الجاري فإن التهديدات الأمريكية ومحاولتها دفع مجلس الأمن لاصدار قرار ضد سوريا أمر غير مقبول كما ذهب إلى ذلك نائب وزير الخارجية الروسي «ريابكوف» مؤكدا أن القرار الدولي لايمكن أن ينص على استخدام القوة تحت الفصل السابع من الميثاق الأممي لأن مجلس الأمن يسعى وبهدف لتحقيق الأمن والسلم وليس الحرب او العدوان ويبدو أن «سيرغي ريابكوف» متحقق من ذلك لان روسيا والصين لن يقبلا بأي قرار يبيح استعمال القوة حيث يستعملان حق الفيتو كما سبق لهما أن فعلا خاصة وأن الجانب السوري أكد حسن نيته في الانضمام الى معاهدة حظر السلاح الكيماوي مشير الى ان فريقا من خبراء الأممالمتحدة سيحل بسوريا اليوم لمراقبة مخزون أسلحتها الكيماوية. وأكد الإبراهيمي أن أي حل للأزمة السورية التي طالت وأحدثت مآسي وخسائر مادية وبشرية لن يكون على حساب لبنان الذي نزح اليه أكثر من مليون و 300 شخص من سوريا حسب وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور الشيء الذي يمثل عبءا ثقيلا على بلد ذو مجال جغرافي ضيق طاقته وقدراته محدودة.