ربط المواطن الجزائري علاقات متينة مع الصالون الدولي للكتاب، حيث باتت هذه التظاهرة الثقافية محطة حاسمة في الأجندة السنوية للجزائريين الذين يعتبرونه متنفسا ثقافيا يغنيهم الحديث عن المشاكل الاجتماعية الأخرى، كغلاء المعيشة وأزمة السكن والفقر وغيرها من الأحاديث اليومية التي تعكر صفو الحياة. وأكد عبد الرزاق بو القمح صحفيا بأحد المواقع الالكترونية "أن الصالون الدولي للكتاب مناسبة سنوية لمتابعة جديد الكتاب، واقتناء ما يهمني من المؤلفات الجديدة، لكن هناك ظاهرة أصبحت تصاحب كل طبعة من هذا الصالون تخص تجار الجملة الذين يتوافدون على المعرض لشراء مؤلفات نادرة في السوق الجزائرية بأعداد كبيرة بشكل يحرم المواطن أو الراغب في اقتنائها أعداد منها". وأشار رياض بن قرطبي إداري بجامعة المدية الى التطور الذي يعرفه صالون الجزائر الدولي للكتاب موضحا "من خلال زياراتي السابقة فكل عام تتحسن الأمور على العموم مع زيادة إلاقبال، أما النقائص فتظهر من بعض الاختلالات في التنظيم وغياب خرائط التوجيه، حيث يعاني الزائر في ايجاد الأجنحة التي يحتاجها، ناهيك عن بعض السلوكات من قبل الزائرين التي تحدث فوضى نوعا ما، كما أن ضيق الممرات ومساحات العرض بالمقارنة مع عدد الزوار يؤثر سلبا على التنظيم. ومن السلبيات ضعف المرافق الخدماتية ومساحات الراحة والترفيه". وكشفت آمال مرابطي مواطنة من قالمة، "أن الصالون الدولي للكتاب له ايجابيات لأنه يمكن المواطن من التفتح على ثقافة الشعوب ويرفع من اهتماماتهم بالمطالعة والمقرؤية، وتحفزه للبحث عن مختلف الاصدارات الجديدة، كما أنه نافذة لاكتشاف الحياة والسياسية والاقتصادية الاجتماعية للشعوب والدول بأقلام أجنبية. وتبقى الكتب الأجنبية قيمة مضافة لاكتشاف الآخر من خلال استكشاف خيال وإبداعات الغرب والشرق، كما يفتح الصالون المجال للمواطن من الالتقاء بالكتاب والمثقفين والتفاعل معهم. ويمكن للطلبة والباحثين من اقتناء الكتب العلمية التي تساعدهم على استكمال أبحاثهم ومذكراتهم مع تطوير معارفهم والاحتكاك بميدان النشر والتأليف وهو المجال الذي قد يلجونه مستقبلا". وتحدث حليم شويدر موظف باللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان عن ضرورة رفع مستوى التنظيم من خلال تهيئة حظائر السيارات ورفع عدد أبواب الدخول لوضع الزوار والمواطن في أحسن الظروف. كما أن مراجعة الأسعار ودراستها وما يتماشى وقدرات مستوى المعيشة من شأنه أن يزيد من اقتناء الكتب خاصة لفئة الطلبة الجامعيين الذي يفترض أن تخصص لهم تخفيضات في سياق تحفيزهم على تطوير قدراتهم البحثية وتمكينهم من مراجع في المستوى وتتماشى والتحولات في مجال العلوم والتكنولوجية. ودعا المواطن الطيب بزير من جيجل الى الاعتناء أكثر بالإشهار للتظاهرة في أكبر المؤسسات الإعلامية انتشارا من الصحافة المكتوبة وتخصيص ومضات اشهارية في مختلف القنوات التلفزيونية، لتمكين أكبر عدد من المواطنين من زيارته والاستفادة من الجديد في مجال النشر على المستوى الوطني والإقليمي والدولي. وقال نفس المصدر، أن سمة الصالون الدولي للكتاب الذي تنظمه الجزائر هو الإقبال الكبير على الكتاب الديني وكتب الطبخ.