اندلع صباح أمس حريق على مستوى مستودع لتخزين السلع المحجورة من طرف الجمارك، يقع بالمحطة البحرية بميناء الجزائر، وقد ألحق الحريق أضرارا مادية كبيرة في حين لم تسجل أي خسائر بشرية لحسن الحظ، حيث تدخلت فرق الحماية المدنية في الوقت المناسب لتطويق ألسنة النيران ومنع انتشارها لمناطق أخرى. شكل اندلاع حريق على مستوى المحطة البحرية بميناء الجزائر، وبالتحديد بمستودع لتخزين السلع المحجوزة من طرف الجمارك، حديث العام والخاص، وأحدث الدخان المتصاعد في ساعات الصباح الأولى تساؤلات المارين بالقرب من الميناء، عن الأسباب التي تقف وراء اندلاع الحريق في منطقة من المفروض أن تكون مجهزة بإجراءات الوقاية من مثل هذه الحوادث. تنقلت "الشعب" إلى مقر الحريق، وقد عاينت عن قرب الوضع "المتأزم" وحرص أعوان الحماية المدنية والسلطات الأمنية التي كانت متواجدة بعين المكان دقائق بعد إطلاق نداء النجدة، على إنقاذ الوضع والخروج من الحادث بأقل الأضرار. وبدت الحركة بالميناء عادية، حيث ظهر المسافرون يلتحقون بسفينة طارق بن زيادة التي كانت غير بعيدة عن مكان الحادث في ظروف عادية، في حين تولى فريق الحماية المدنية والذي تجاوز عدده 120 عون، عملية إطفاء الحريق باستعمال خراطيم المياه. وأوضح سفيان بختي المكلف بالإعلام بمديرية الحماية المدينة للجزائر العاصمة، في تصريح ل "الشعب" أن مديرية الحماية المدينة وفور تلقيها نداء النجدة في حدود الساعة السابعة و42 دقيقة صباحا، مفاده نشوب حريق على مستوى مستودع لتخزين السلع المحجوزة من طرف الجمارك، وجهت إمكانيات كبيرة متمثلة في 15 شاحنة إطفاء، وسلمين ميكانيكين، و3 سيارات إسعاف وجندت حوالي 120 عون حماية للقيام بعمليات إخماد النيران على مستوى المستودع، وهو ما تم فعلا يضيف بختي - حيث تمكنت فرقة الحماية المدنية فور وصولها من إنقاذ 15 سيارة، وإخماد الحريق ومنع انتشاره إلى باقي المستودع الذي يتربع على مساحة 4500 متر مربع، وبالتالي إنقاذ الممتلكات الموجودة داخله والمتمثلة في عدة سيارات، تجهيزات كهرومنزلية، أدوية، ألبسة ومواد أخرى. وحسب ذات المتحدث، تمكن أعوان الحماية المدنية من إنقاذ أكثر من 80٪ من المحجوزات التي كانت في المستودع، في حين عقدت مهمتهم اختلاف المواد المخزنة، مضيفا أنه لا يوجد أي خطر من انتشار حريق آخر، بعد أن بدا التحكم في الوضع بالصعب نظرا لسرعة الرياح وتصاعد الدخان الكثيف الذي حجب الرؤية داخل المستودع. وبالنسبة للخسائر البشرية لم تسجل أي خسائر بشرية جراء هذا الحادث. وعن أسباب الحريق، أوضح بختي أنها تبقى لحد الآن مجهولة، موضحا أنه بعد استكمال عملية الإخماد ستدخل سلطات أخرى مختصة في التحريات، وهي من يفترض أن يحدد أسباب الحريق، قبل أن يشدد على ضرورة ألا تبنى أسباب الحريق على أفكار أو شكوك، وأن تكون مبنية على بينة وعلى العناصر التي تقوم بها الفرق الأمنية المختصة. ورفض المدير الجهوي لميناء الجزائر عيسى بودرقي، الإفصاح عن الخسائر المالية الناجمة عن الحريق، كون أن عملية إخماد النيران لم تنته ليتم حصر حجم الخسائر، في حين تجاهل الرد على أسباب اندلاع الحريق واكتفى بالقول أن تحقيقا سيفتح لتحديد مصدره. وبخصوص مدى توفر الإجراءات الأمنية والوقائية بالمستودع، قال ذات المسؤول أنه يتوفر على كل إجراءات الحماية وسيتم تعزيزها مستقبلا لتفادي مثل هذه الحوادث.